أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2018
1562
التاريخ: 5-7-2017
2108
التاريخ: 4-7-2017
902
التاريخ: 4-7-2017
1052
|
بناء مدينة بغداد
وابتدأ المنصور سنة ست وأربعين في بناء مدينة بغداد و سبب ذلك ثورة الراوندية عليه بالهاشمية و لأنه كان يكره أهل الكوفة و لا يأمن على نفسه منهم فتجافي عن جوارهم و سار إلى مكان بغداد اليوم و جمع من كان هناك من البطارقة فسألهم عن أحوال مواضعهم في الحر و البرد و المطر و الوحل و الهوام و استشارهم فأشاروا عليه بمكانها و قالوا تجيئك الميرة في السفن من الشام و الرقة و مصر و المغرب إلى المصرات و من الصين و الهند و البصرة و واسط و ديار بكر و الروم و الموصل في دجلة و من أمينية و ما اتصل بها في تامرا حتى يتصل بالزاب بين أنهار كالخنادق لا تعبر إلا على القناطير و الجسور و إذا يكن لعدوك مطمع و أنت متوسط بين البصرة و الكوفة و واسط و الموصل قريب من البر و البحر و الجبل فشرع المنصور في عمارتها و كتب إلى الشام و الجبل و الكوفة و واسط و البصرة في الصناع و الفعلة و اختار من ذوي الفضل و العدالة و العفة و الأمانة و المعرفة بالهندسة فأحضرهم لذلك منهم : الحجاج بن أرطأة و أبو حنيفة الفقيه و أمر بخطها بالرماد فشكلت أبوابها و فضلانها و طاقاتها و نواحيها و جعل على الرماد حب القطن فاضرم نارا ثم نظر إليها و هي تشتعل فعرف رسمها و أمر أن تحفر الأسس على ذلك الرسم و وكل بها أربعة من القواد يتولى كل واحد منهم ناحية و وكل أبا حنيفة بعد الآجر و اللبن و كان أراده على القضاء و المظالم فأبى فحلف أن لا يقلع عنه حتى يعمل له عملا فكان هذا و أمر المنصور أن يكون عرض أساس القصر من أسفله خمسين ذراعا و من أعلاه عشرين و جعل في البناء القصب و الخشب و وضع بيده أول لبنة و قال : بسم الله و الحمد لله و الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين ثم قال ابنوا على بركة الله فلما بلغ مقدار قامة جاء الخبر بظهور محمد المهدي فقطع البناء و سار إلى الكوفة حتى فرغ من حرب محمد و أخيه و رجع من مدينة ابن هبيرة إلى بغداد و استمر في بنائها و استشار خالد بن برمك في نقض المدائن و الإيوان فقال : لا أرى ذلك لأنه من آثار الإسلام و فتوح العرب و فيه مصلى علي بن أبي طالب فاتهمه بمحبة العجم و أمر بنقض القصر الأبيض فإذا الذي ينفق في نقضه أكثر من ثمن الجديد فأقصر عنه فقال خالد : لا أدري إقصارك عنه لئلا يقال عجزوا عن هدم ما بناه غيرهم فأعرض عنه و نقل الأبواب إلى بغداد من واسط و من الشام و من الكوفة و جعل المدينة مدورة و جعل قصره وسطها ليكون الناس منه على حد سواء و جعل المسجد الجامع بجانب القصر و عمل لها سورين و الداخل أعلى من الخارج و وضع الحجاج ابن ارطاة قبلة المسجد و كان وزن اللبنة التي يبنى بها مائة رطل و سبعة عشر رطلا و طولها ذراع في ذراع و كانت جماعة من الكتاب و القواد تشرع أبوابها إلى رحبة الجامع و كانت الأسواق داخل المدينة فأخرجهم إلى ناحية الكرخ لما كان الغرباء يطرقونها و يبيتون فيها و جعل الطرق أربعين ذراعا و كان مقدار النفقة عليها في المسجد و القصر و الأسواق و الفضلان و الخنادق و الأبواب أربعة آلاف ألف و ثمانمائة ألف و ثلاثة و ثلاثين ألف درهم و كان الأستاذ من البنائين يعمل يومه بقيراط و الروز كاري بحبتين و حاسب القواد عند الفراغ منها فألزم كلا بما بقي عنده و أخذه حتى أخذ من خالد بن الصلت منهم خمسة عشر درهما بعد أن حبسه عليها.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|