المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

تعريف الخطأ المرفقي
16-1-2019
سياسة تتعين الولاة عند الدولة العباسية
26-4-2018
إعادة تعريف المسار الحرج
2023-04-08
رأس مـال الشـركـة المـساهـمة العـامـة
2024-06-10
نيماتودا التقزم Stuunt Neinatodes
6-5-2018
Protein turnover
3-11-2021


مضايقة المشركين للمسلمين والهجرة الى الحبشة  
  
3244   12:45 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص115-120.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

 لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرجوا إلى الحبشة، وأمر جعفر أن يخرج بهم، فخرج جعفر وخرج معه سبعون رجلاً حتّى ركبوا البحر، فلمّا بلغ قريشاً خروجهم بعثوا عمرو بن العاص السهميّ وعمارة بن الوليد إلى النجاشي أن يردهم إليهم، وأن يعلماه أنّهم مخالفون لهم، فخرج عمارة وكان شابّاً حسن الوجه مترفاً، وأخرج عمرو بن العاص أهله، فلمّا ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص: قل لأهلك تقبّلني فقال: سبحان الله أيجوز هذا؟! فتركه حتّى انتشى، وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر، فتشبّث عمرو بصدر السفينة وأدركوه فأخرجوه، فلمّا أن رأى عمرو ما فعل به عمارة قال لآهله: قبّليه!! فوردوا على النجاشي فدخلوا عليه ـ وقد كانوا حملوا إليه هدايا ـ فقال عمرو: أيّها الملك إنّ قوماً منّا خالفونا في ديننا وصاروا إليك فردّهم إلينا فبعث النجاشي إلى جعفر فأحضره فقال: يا جعفر إنّ هؤلاء يسألونني أن أردّكم إليهم. فقال: أيّها الملك سلهم أنحن عبيد لهم؟ قال عمرو: لا، بل أحرارٌ كرامٌ. قال: فسلهم ألهم علينا ديونٌ يطالبوننا بها؟ قال: لا، ما لنا عليهم ديونٌ؛ قال: فلهم في أعناقنا دماء يطالبوننا بذحولها.

قال عمرو بن العاص: لا، ما لنا في أعناقهم دماء ولا نطالبهم بذحول؛ قال: فما تريدون منّا؟ قال عمرو: خالفونا في ديننا ودين آبائنا، وسبّوا آلهتنا، وأفسدوا شبّاننا، وفرّقوا جماعتنا، فردّهم إلينا ليجتمع أمرنا؛ فقال جعفر: أيّها الملك خالفناهم لنبيّ بعثه الله فينا، أمرنا بخلع الأنداد، وترك الاستقسام بالأزلام، وأمرنا بالصلاة والزكاة، وحرّم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حلّها، والزنا والربا والميتة والدم، وأمر بالعدل والاِحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ فقال النجاشي: بهذا بعث الله عيسى بن مريم، ثمّ قال النجّاشي: يا جعفر أتحفظ ممّا أنزل الله على نبيّك شيئاً؛ قال: نعم. قال: اقرأ. فقرأ عليه سورة مريم عليها السلام فلمّا بلغ إلى قوله: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم: 25] {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [مريم: 26] بكى النجاشي وقال: إنّ هذا هو الحقّ.

فقال عمرو: أيّها الملك إنّ هذا ترك ديننا فردّه علينا حتّى نردّه إلى بلادنا، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجهه، ثمّ قال: لئن ذكرته بسوء لا قتلنك؛ فقال عمرو ـ والدماء تسيل على ثيابه: أيّها الملك إن كان هذا كما تقول فإنّا لا نعرض له،  خرج من عنده.

وكانت على رأس النجاشي وصيفة له تذبّ عنه فنظرت إلى عمارة بن الوليد وكان فتى جميّلاً، فلمّا رجع عمرو بن العاص إلى منزله قال لعمارة: لو راسلت جارية الملك، فراسلها عمارة فأجابته فقال لعمرو بن العاص: قد أجابتني. قال: قل لها: تحمل إليك من طيب الملك شيئاً، فقال لها، فحملته إليه فأخذه عمرو بن العاص وكان الذي فعل به عمارة ـ حيث ألقاه في البحر ـ في قلبه، فأدخل الطيب على النجاشي فقال: أيها الملك إنّ من حرمة الملك وحقّه علينا وإكرامه إيّانا إذا دخلنا بلاده ونأمن فيه أن لا نغشّه، وإنّ صاحبي هذا الذي معي قد راسل حرمتك وخدعها وبعثت إليه من طيبك، فعرض عليه طيبه، فغضب النجاشي لذلك غضباً شديداً، وهمّ أن يقتل عمارة ثمّ قال: لا يجوز قتله لاَنّهم دخلوا بلادي بأمان، فدعا السحرة وقال: اعملوا به شيئاً يكون عليه أشدّ من القتل فأخذوه ونفخوا في إحليله شيئاً من الزئبق فصار مع الوحش، فكان يغدو معهم ولا يأنس بالناس، فبعثت قريش بعد ذلك في طلبه، فكمنوا له في موضع فورد الماء مع الوحش فقبضوا عليه، فما زال يضطرب في أيديهم ويصيح حتّى مات، فرجع عمرو إلى قريش فأخبرهم خبره وأنّه بقي جعفر بأرض الحبشة في أكرم كرامة، فما زال بها حتّى بلغه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد هادن قريشاً وقد وقع بينهم صلح، فقدم بجمع من معه ووافى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد فتح خيبر وولد لجعفر من أسماء بنت عميس بالحبشة عبدالله بن جعفر، وولد للنجاشي ابن فسمّاه محمداً وسقته أسماء من لبنها.

 وقال أبو طالب ـ يحضّ النجاشي على نصرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) واتّباعه ـ:

تعلم مليك الحبش أنّ محمـداً * نبيّ كموسى والمسيـح ابن مريم

أتى بالهدى مثل الذي أتيا به * وكلّ بأمر الله يـهـدي ويـعـصـم

وإنّـكـم تـتـلـونـه في كتابـكـم * بصدق حديث لا حديث التـرجّم

فلا تجعلوا لله ندّا وأسلـمـوا * فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم

وفيما رواه أبو عبدالله الحافظ بإسناده، عن محمّد بن إسحاق قال :بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمرو بن اُميّة الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه وكتب معه كتاباً

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمّد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة.

سلامٌ عليك، فإنّي أحمد إليك الله الملك القدّوس المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه، وإنّي أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني، فإنّي رسول الله، وقد بعثت إليكم ابن عمّي جعفرا ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبّر، فإنّي أدعوك وجنودك إلى الله، وقد بلّغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى».

فكتب النجاشي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

بسم الله الرحمن الرحيم

الى محمّد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبحر.

سلام عليك يا نبيّ الله من الله ورحمة الله وبركاته، لا إله إلاّ هو الذي هداني إلى الاِسلام، وقد بلغني كتابك، يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فوربّ السماء و الأرض إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قربنا ابن عمّك وأصحابه، فأشهد أنّك رسول الله صادقاً مصدّقاً، وقد بايعتك وبايعت ابن عمّك وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين، وقد بعثت إليك يا نبي الله اريحا بن الأصحم بن أبحر، فإنّي لا أملك إلاّ نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، فإنّي أشهد أن ما تقول حقّا. ثمّ بعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهدايا، وبعث إليه بمارية القبطيّة، اُمّ إبراهيم، وبعث إليه بثياب وطيب كثير وفرس، وبعث إليه ثلاثين رجلاً من القسّيسين لينظروا إلى كلامه ومقعده ومشربه، فوافوا المدينة ودعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الاِسلام فأمنوا ورجعوا إلى النجاشي.

وفي حديث جابر بن عبدالله: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلّى على أصحمة

لنجاشي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.