أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2022
2509
التاريخ: 24-12-2015
3131
التاريخ: 2024-09-01
289
التاريخ: 12-5-2016
4075
|
تقع أرض اليمن الخصبة في جنوب مكة، وكان ملوكها وحكامها ولاة منصوبين من قبل البلاط الايراني بأجمعهم، وكان الذي يحكم اليمن يوم مراسلة النبي لقادة العالم وملوكه رجل يدعى باذان فكتب طاغية ايران المغرور خسرو بعد أن مزّق رسالة النبيّ إلى عامله باليمن (باذان) : بلغني أن في أرضك رجلا يتنبّأ فاستتبه، فان تاب والاّ فابعث به إليّ.
فبعث باذان رجلين من فرسانه يدعى أحدهما : فيروز والآخر خرخسره وكتب معهما كتابا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يأمره فيه أن ينصرف معهما إلى كسرى أو أن يجبراه على الرجوع الى دين آبائه وان أبى قتلوه وأرسلوا برأسه الى الملك حسب رواية ابن حجر في الاصابة.
إن رسالة كسرى إلى باذان يكشف عن جهل هذا الحاكم، وعدم معرفته بما كان يجري في بلاده ومستعمراته، فقد بلغ من جهله أنه لم يكن يعلم أن هذا الرجل الذي يدّعي النبوة قد مضى على ادعائه النبوة أكثر من 19 عاما.
ثم إن الذي ادعى النبوة في منطقة نائية، وانتشر دينه، وأصبح من القوة والشوكة بحيث يجرأ على مراسلة الامبراطور، ودعوته إلى دينه لا يمكن أخذه واحضاره إلى اليمن بواسطة رجلين. وأن الأمر ـ بالتالي ـ لن يتم بمثل هذه السهولة، والبساطة، التي تصورها.
وعلى كل حال لما قدم مبعوثا باذان المدينة ودخلا على رسول الله (صلى الله عليه واله) قدّما رسالة باذان إليه (صلى الله عليه واله) وقالا : لقد بعثنا باذان إليك لتنطلق معنا، فان فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك بكتاب ينفعك، ويكف عنك به، وإن أبيت فهو من قد علمت، فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك.
وكانا قد دخلا على رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد حلقا لحاهما وأطلقا شواربهما، فاستمع رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى كلامهما، وقبل أن يجيب على مطلبهما دعاهما إلى الاسلام، وقد كره النظر إليهما لما كانا عليه من الهيئة فقال لهما : من أمركما بهذا؟! قالا : أمرنا بهذا ربّنا ( يعنيان كسرى ) فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لكنّ ربّي أمرني بإعفاء لحيتي وقصّ شاربي .
فأرعبتهما هيبة رسول الله (صلى الله عليه واله) وجلال محضره، بحيث أخذا يرتجفان عندما عرض رسول الله الاسلام عليهما.
ثم قال لهما رسول الله (صلى الله عليه واله) : ارجعا حتّى تأتياني غدا.
وفي هذه الاثناء أتى رسول الله (صلى الله عليه واله) الخبر من السماء أن الله عزّ وجلّ قد سلّط على كسرى ابنه شيرويه، فقتله في شهر كذا وكذا وكذا لكذا، وكذا من الليل.
فلما حضر الرجلان ( مبعوثا باذان ) عند رسول الله (صلى الله عليه واله) من غد قال لهما رسول الله (صلى الله عليه واله) : إنّ ربّي قد قتل ربّكما ليلة كذا وكذا من شهر كذا وكذا.
بعد ما مضي من الليل كذا وكذا سلّط عليه شيرويه فقتله وكانت الليلة التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه واله) هي ليلة الثلاثاء العاشر من شهر جمادى الاولى سنة سبع من الهجرة.
فاستغرب الرجلان لخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : هل تدري ما تقول؟ إنا قد نقمنا منك ما هو أيسر من هذا. فنكتب بها عنك ونخبر الملك ( أي باذان ).
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : نعم أخبراه ذلك عنّي وقولا له : إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى، وينتهي إلى منتهى الخفّ والحافر، وقولا له : إن أسلمت اعطيتك ما تحت يديك، وملكتك على قومك.
ثم أعطى رسول الله (صلى الله عليه واله) لخرخسرة منطقة ( أي حراما ) فيها ذهب وفضة كان أهداها له بعض الملوك، فخرجا من عنده حتى قدما على باذان باليمن واخبراه الخبر.
فقال باذان : والله ما هذا بكلام ملك وإني لأرى الرجل نبيا كما يقول، ولننظر ما قد قال، فلئن كان ما قد قال حقا فانه لا ريب نبي مرسل، وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا.
فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه : أما بعد فاني قد قتلت كسرى ولم اقتله الاّ غضبا لفارس، لما كان استحل من قتل أشرافهم، فاذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك، وانظر الرجل الذي كان كسرى كتب إليك فيه فلا تهجه حتى يأتيك أمري فيه.
وقد تسبّب كتاب شيرويه هذا في أن يعتنق باذان الاسلام هو وجميع رجال دولته وكانوا من الفرس، وكتب إلى رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) يخبره بإسلامه واسلام أعضاء حكومته.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|