أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3642
التاريخ: 17-5-2017
3017
التاريخ: 15-11-2015
4352
التاريخ: 23-12-2015
3472
|
قد تجر بعض الحوادث الصغيرة إلى سلسلة من التحولات والاحداث في الاجتماعات الكبرى. يعني أن تتسبب حادثة جزئية في انفجار الحوادث الكبرى، فيصفي كلّ من طرفي النزاع حسابه مع الطرف الآخر، انطلاقا من علل واسباب اخرى، وليست تلك الحادثة الجزئية.
فللمثال نشأت الحرب العالمية الاولى وهي إحدى اكبر الحوادث التاريخية في حياة البشر من حادثة صغيرة تذرعت بها الدول الكبرى، وتلك الحادثة الصغيرة التي اشعلت فتيل الحرب العالمية الاولى هي اغتيال الارشيدوق فرانسيز فريديناند ولي عهد النمافي سراييفو.
فقد وقعت هذه الحادثة في 28 من شهر يونيو عام 1914 وبعد شهر وعدة أيام بدأت الحرب العالمية الاولى بهجوم الالمان على بلجيكا، وافرزت هذه الحرب المدمرة الشاملة عن مقتل عشرة ملايين وجرح عشرين مليونا من البشر.
ولقد انزعج المسلمون من صلافة يهود بني قينقاع، وردهم الوقح على رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يخاطبهم بأدب ينصحهم، وكانوا يتوقعون أن يقوم اليهود بعمل عدائي ليثوروا ضدهم، ويؤدبوهم.
وبيناهم على هذه الحال إذ تعرضت امرأة من العرب لاعتداء من اليهود فاشعل هذا الحادث الموقف.
وإليك مفصل تلك الحادثة :
جاءت امرأة من العرب الى سوق بني قينقاع فجلست عند صائغ تبيع حليّا لها أو تشتري، كانت تبالغ في ستر وجهها عن اليهود، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت فعمد رجل من يهود بني قينقاع إليها وجلس من ورائها، وهي لا تشعر فعقد أسفل ثوبها إلى ظهرها، فلما قامت المرأة بدت عورتها، فضحكوا منها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين الى ذلك الرجل اليهودي فقتله، فاجتمعت بنو قينقاع، وشدّوا على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم القتيل المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون غضبا شديدا.
ولقد كان من الطبيعي أن يثب الرجل المسلم على ذلك اليهودي الوقح الشرير الذي فعل بالمرأة العربية ذلك الصنع، فان قضية الأعراض قضية حياتية وحساسة في أي مجتمع، فهي قضية شرف، وقد كان هذا الأمر يحظى في المجتمع العربيّ خاصة بأهمية كبرى، وخاصة عند البدو الرحل منهم، فكم من دماء جرت لعدوان على عرض ديس أو تعرض للتحرش.
من هنا أزعج وضع تلك المرأة الغريبة وحالها المؤلم واضطرابها الرجل المسلم، وأشعل غيرته فوثب على اليهودي المعتدي وقتله.
وكان من الطبيعي أيضا أن لا يمرّ هذا العمل دون رد من اليهود فيثب اليهود بأجمعهم على ذلك المسلم الغيور ويقتلوه، ويريقوا دمه بأجمعهم.
نحن هنا لا يهمّنا أن نعرف أن قتل ذلك الرجل اليهودي لازدرائه بامرأة كان أمرا صحيحا منطقيا يتفق مع الموازين أم لا ينطبق.
ولكنّه ما من شك في أن وثوب مئات من الرجال واجتماعهم على قتل رجل مسلم واحد، وإراقة دمه، عمل بالغ الشناعة والقبح.
من هنا تسبّب انتشار هذا الخبر ( اي مقتل رجل مسلم واحد على أيدي مجموعة كبيرة من الرجال بصورة مفجعة ) في إثارة المسلمين ونفاذ صبرهم، ودفعهم إلى العزم على حسم الموقف حسما كاملا وبالتالي هدم قلعة الفساد على رءوس أصحابها القتلة.
فاحس بنو قينقاع بخطر الموقف، وأدركوا انه لم يعد من الصالح أن يبقوا في أسواقهم، ويواصلوا البيع والشراء، وقد تلبّد الجوّ بالغيوم الداكنة على أثر العمل الفضيع والجناية الكبرى التي ارتكبوها.
من هنا تركوا أسواقهم بسرعة، وعادوا إلى قلاعهم المحصّنة، وتحصّنوا فيها، وكان ذلك منهم انسحابا خانعا بعد ذلك التشدّق الصلف!!
ولقد أخطئوا هذه المرة أيضا إذ ظنوا انهم مانعتهم حصونهم، من انتقام الله. ولو أنهم اعتذروا لخطئهم، وأظهروا الندامة لكانوا يجلبون رضا المسلمين، ويحصلون على عفو النبيّ (صلى الله عليه واله) وهم يعرفون خلقه العظيم ؛ وصفحة الكريم.
إلاّ أن تحصّنهم كان آية عنادهم، واعلانهم الحرب، ونصبهم العداء الصريح للاسلام والنبيّ والمسلمين.
فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بمحاصرتهم، ومنع من دخول أيّ امداد إليهم، كما منع من اتصالهم بأي أحد خارج حصونهم.
فحصرهم في حصونهم خمس عشرة ليلة أشدّ الحصار، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، وفقدوا القدرة على المقاومة، ورضوا بأن ينزلوا عند حكم النبيّ (صلى الله عليه واله) فيهم!!
وأراد رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يؤدب تلك الجماعة التي كانت أول من نقض العهد ونبذ الميثاق تأديبا قاسيا، يكون عقابا لهم وعبرة لغيرهم.
ولكن عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان من منافقي المدينة ويتظاهر بالإسلام، أصرّ على رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن يحسن معاملتهم، ولا يأخذهم بما فعلوا لحلف ومودة كانت بينه وبين يهود من السابق، فانصرف النبيّ (صلى الله عليه واله) عن ما كان يريد من تأديبهم الشديد، وعقوبتهم على كره منه ولكن أمر بأن يجلوا من المدينة، ولا يبقوا فيها شريطة أن يتركوا أسلحتهم، وأموالهم، ودروعهم.
فنزلوا على حكم رسول الله (صلى الله عليه واله) وكلّف رسول الله (صلى الله عليه واله) أحد المسلمين بقبض أموالهم وأسلحتهم، وكلّف عبادة بن الصامت باجلائهم من حصونهم فعجّل عبادة في ترحيلهم وإجلائهم.
فخرجوا من المدينة ولحقوا بمنطقة تدعى أذرعات وهي بلد في اطراف الشام.
وباجلاء بني قينقاع عادت الوحدة السياسية الى المجتمع في المدينة.
وكانت الوحدة السياسية هذه المرة مقرونة بالوحدة الدينية إذ كان المسلمون يشكلون الاغلبية الساحقة في المدينة فلم يكن لغيرهم فيها شأن يذكر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|