المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تفسير الاية (17-20) من سورة الاحقاف  
  
590   02:02 صباحاً   التاريخ: 12-5-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الألف / سورة الأحقاف /


قال تعالى :   {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف : 17 - 20] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

 

{والذي قال لوالديه} إذا دعوه إلى الإيمان {أف لكما} وهي كلمة تبرم يقصد بها إظهار التسخط ومعناه بعدا لكما وقيل معناه نتنا وقذرا لكما كما يقال عند شم الرائحة المكروهة {أ تعدانني أن أخرج} من القبر وأحيا وأبعث {وقد خلت القرون من قبلي} أي مضت الأمم وماتوا قبلي فما أخرجوا ولا أعيدوا وقيل معناه خلت القرون على هذا المذهب ينكرون البعث {وهما} يعني والديه {يستغيثان الله} أي يستصرخان الله ويطلبان منه الغوث ليتلطف له بما يؤمن عنده ويقولان له {ويلك آمن} بالقيامة وبما يقوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) {إن وعد الله} بالبعث والنشور والثواب والعقاب {حق فيقول} هو في جوابهما {ما هذا} القرآن وما تزعمانه وتدعوانني إليه {إلا أساطير الأولين} أي أخبار الأولين وأحاديثهم التي سطروها وليس لها حقيقة .

 وقيل أن الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر قال له أبواه أسلم وألحا عليه فقال أحيوا لي عبد الله بن جدعان ومشايخ قريش حتى أسألهم عما تقولون عن ابن عباس وأبي العالية والسدي ومجاهد وقيل الآية عامة في كل كافر عاق لوالديه عن الحسن وقتادة والزجاج قالوا ويدل عليه أنه قال عقيبها {أولئك الذين حق عليهم القول في أمم} أي حقت عليهم كلمة العذاب في أمم أي مع أمم {قد خلت من قبلهم من الجن والإنس} على مثل حالهم واعتقادهم قال قتادة قال الحسن الجن لا يموتون فقلت {أولئك الذين حق عليهم القول في أمم} الآية تدل على خلافه .

 ثم قال سبحانه مخبرا عن حالهم {إنهم كانوا خاسرين} لأنفسهم إذ أهلكوها بالمعاصي {ولكل درجات مما عملوا} أي لكل واحد ممن تقدم ذكره من المؤمنين البررة والكافرين الفجرة درجات على مراتبهم ومقادير أعمالهم فدرجات الأبرار في عليين ودرجات الفجار دركات في سجين عن ابن زيد وأبي مسلم وقيل معناه ولكل مطيع درجات ثواب وإن تفاضلوا في مقاديرها عن الجبائي وعلي بن عيسى ولنوفيهم أعمالهم أي جزاء أعمالهم وثوابها ومن قرأ بالياء فالمعنى وليوفيهم الله أعمالهم {وهم لا يظلمون} بعقاب لا يستحقونه أو بمنع ثواب يستحقونه .

 {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} يعني يوم القيامة أي يدخلون النار كما يقال عرض فلان علي السوط وقيل معناه عرض عليهم النار قبل أن يدخلوها ليروا أهوالها {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا} أي فيقال لهم آثرتم طيباتكم ولذاتكم في الدنيا على طيبات الجنة {واستمتعتم بها} أي انتفعتم بها منهمكين فيها وقيل هي الطيبات من الرزق يقول أنفقتموها في شهواتكم وفي ملاذ الدنيا ولم تنفقوها في مرضاة الله ولما وبخ الله سبحانه الكفار بالتمتع بالطيبات واللذات في هذه الدار آثر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) الزهد والتقشف واجتناب الترفه والنعمة .

 وقد روي في الحديث أن عمر بن الخطاب قال استأذنت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فدخلت عليه في مشربة أم إبراهيم وأنه لمضطجع على خصفة(2) وأن بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا فسلمت عليه ثم جلست فقلت يا رسول الله أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ((أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع وإنما أخرت لنا طيباتنا)) وقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) في بعض خطبه : ((والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ولقد قال لي قائل أ لا تنبذها فقلت اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى)) .

 وروى محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال ((والله إن كان علي (عليه السلام) ليأكل أكلة العبد ويجلس جلسة العبد وإن كان يشتري القميصين فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر فإذا جاز أصابعه قطعه وإذا جاز كعبه حذفه ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا أورث بيضاء ولا حمراء وإن كان ليطعم الناس على خبز البر واللحم وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل وما ورد عليه أمران كلاهما لله عز وجل فيه رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه ولقد أعتق ألف مملوك من كد يمينه تربت منه يداه وعرق فيه وجهه وما أطاق عمله أحد من الناس بعده وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وإن كان أقرب الناس شبها به علي بن الحسين (عليهما السلام) ما أطاق عمله أحد من الناس بعده)) .

 ثم أنه قد اشتهر في الرواية أنه (عليه السلام) لما دخل على العلاء بن زياد بالبصرة يعوده قال له العلاء يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد لبس العباءة وتخلى من الدنيا فقال (عليه السلام) علي به فلما جاء به قال يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث أ ما رحمت أهلك وولدك أ ترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على الله من ذلك قال يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك قال ويحك إني لست كانت إن الله تعالى فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ(3) بالفقير فقره)) .

 {فاليوم تجزون عذاب الهون} أي العذاب الذي فيه الذل والخزي والهوان {بما كنتم تستكبرون في الأرض} أي باستكباركم عن الانقياد للحق في الدنيا وتكبركم على أنبياء الله وأوليائه {بغير الحق وبما كنتم تفسقون} أي بخروجكم من طاعة الله إلى معاصيه .

__________________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9 ، ص145-148 .

2- الخصفة : الجلّة تُعمل من الخوص للتمر .

3- باغ الدم بيغاً وتبيغّ : هاج وثار .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

 

{ والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي } ؟

من هو هذا الولد الذي يتحدث عنه القرآن ، ويقول : انه كافر عاقّ بوالديه ؟

الجواب : ان اللَّه لم يذكر شخصا بالذات ، وظاهر الآية يدل على ان المراد به كل ولد كفر باليوم الآخر ، وله أبوان مؤمنان قد اجتهدا في نصحه وهدايته وخوّفاه من غضب اللَّه وعذابه ، فقال لهما ساخطا متبرما : بعدا لكما كيف يخرج الإنسان من قبره ، وقد أصبح ترابا ويبابا ؟ فهل حدث ذلك لغيري في عصر من العصور حتى يحدث لي ؟ .

وتصدق هذه الآية على الكثير من شباب هذا العصر حتى كأنها نزلت فيهم . .

ولو أنهم سألوا وناقشوا بقصد المعرفة والاهتداء إلى الحقيقة لوجب علينا أن نرحب بهم وبأسئلتهم ونقاشهم ، ونبذل جهد المستطيع لاقتناعهم عملا بقوله تعالى :

{لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ولا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران - 187 ] وإيمانا منهم بأنهم أحوج الناس للبيان والهداية .

{ وهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهً وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} . استغاثا باللَّه من كفر وليدهما ، ودعوا عليه بالهلاك ، وأكدا له ان البعث حق . وفي الغالب يكون دعاء الوالدين على الولد أشبه باللغو في الايمان ، ولكن كلمة يستغيثان اللَّه تومئ إلى عمق الحرقة واللوعة ، وشدة الألم والأسف لكفر الولد العاق وتمرده ، ومع هذا أصر على الضلال {فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ } . أجاب على شفقة والديه ونصحهما بقوله : ان كلامكما هذا لا يعبر عن شيء سوى السخف والأباطيل . .

وهكذا ينظر الكثير من أبناء هذا الجيل إلى الآباء والأمهات . . والغريب ان أحدهم لو سمع من شاب مثله ما سمعه من أبويه لما وقف منه هذا الموقف الساخر .

{أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ والإِنْسِ} .

أولئك إشارة إلى كل من عاند الحق وأعرض عن دعوة المخلصين . وحق عليهم القول أي كلمة العذاب . . وهذه هي سنة اللَّه في الأمم الماضية والحاضرة أيضا ، سواء في ذلك الإنس والجن{ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ} . لأنهم نكصوا عن دعوة الحق ، واستغشوا الناصح الأمين {ولِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ولِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وهُمْ لا يُظْلَمُونَ} . تتفاوت مراتب الناس يوم القيامة بحسب أعمالهم في الدنيا ، وأوضح تفسير لهذه الآية قوله تعالى : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ} [آل عمران - 30 ] .

{ويَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ} أي يعذبون بها وتقول لهم ملائكة العذاب : {أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا واسْتَمْتَعْتُمْ بِها } . جمعتم المال وكنزتم منه الملايين بالسلب والنهب ، وشيدتم المصانع وناطحات السحاب على حساب المستضعفين ، وتقلبتم في الملذات والشهوات ، وقد استوفيتم بذلك حظوظكم بكاملها ، ولم تدخروا شيئا ليومكم هذا { فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ } . أعرضتم عن الحق علوا واستكبارا ، وملأتم الأرض ظلما وفسادا ، فذوقوا الآن مرارة البغي ، كما ذقتم حلاوته بالأمس .

وفي تفسير الشيخ المراغي ان رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله ) كان إذا سافر آخر عهده من أهله بفاطمة ، وأول من يدخل عليه من أهله فاطمة متى عاد من سفره . وقدم من بعض الغزوات وتوجه إلى بيتها كعادته ولما أراد الدخول على ابنته فاطمة رأى على بابها ستارا من شعر غليظ ، ورأى على الحسن والحسين سوارين من فضة ، فرجع ولم يدخل . . فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل من أجل ما رأى ، فهتكت الستر ، وأرسلت السوارين إلى أبيها : فأعطاهما لبعض المعوزين ، وقال :

ان هؤلاء أهل بيتي - يشير إلى فاطمة ومن في بيتها - ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا .

___________________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص48-49 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قوله تعالى : {والذي قال لوالديه أف لكما أ تعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي} لما ذكر الإنسان الذي تاب إلى الله وأسلم له وسأله الخلوص والإخلاص وبر والديه وإصلاح أولاده له قابله بهذا الإنسان الذي يكفر بالله ورسوله والمعاد ويعق والديه إذا دعواه إلى الإيمان وأنذراه بالمعاد .

فقوله : {والذي قال لوالديه أف لكما{ الظاهر أنه مبتدأ في معنى الجمع وخبره قوله بعد : {أولئك الذين} إلخ ، و{أف} كلمة تبرم يقصد بها إظهار التسخط والتوجع و{أ تعدانني أن أخرج} الاستفهام للتوبيخ ، والمعنى : أ تعدانني أن أخرج من قبري فأحيا وأحضر للحساب أي أ تعدانني المعاد {وقد خلت القرون من قبلي{ أي والحال أنه هلكت أمم الماضون العائشون من قبلي ولم يحي منهم أحد ولا بعث .

وهذا على زعمهم حجة على نفي المعاد وتقريره أنه لوكان هناك إحياء وبعث لأحيي بعض من هلك إلى هذا الحين وهم فوق حد الإحصاء عددا في أزمنة طويلة لا أمد لها ولا خبر عنهم ولا أثر ولم يتنبهوا أن القرون السالفة لو عادوا كما يقولون كان ذلك بعثا لهم وإحياء في الدنيا والذي وعده الله سبحانه هو البعث للحياة الآخرة والقيام لنشأة أخرى غير الدنيا .

وقوله : {وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق} الاستغاثة طلب الغوث من الله أي والحال أن والديه يطلبان من الله أن يغيثهما ويعينهما على إقامة الحجة واستمالته إلى الإيمان ويقولان له : ويلك آمن بالله وبما جاء به رسوله ومنه وعده تعالى بالمعاد إن وعد الله بالمعاد من طريق رسله حق .

ومنه يظهر أن مرادهما بقولهما : {آمن} هو الأمر بالإيمان بالله ورسوله فيما جاء به من عند الله ، وقولهما : {إن وعد الله حق{ المراد به المعاد ، وتعليل الأمر بالإيمان به لغرض الإنذار والتخويف .

وقوله : {فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين} الإشارة بهذا إلى الوعد الذي ذكراه وأنذراه به أو مجموع ما كانا يدعوانه إليه والمعنى : فيقول هذا الإنسان لوالديه ليس هذا الوعد الذي تنذرانني به أوليس هذا الذي تدعوانني إليه إلا خرافات الأولين وهم الأمم الأولية الهمجية .

قوله تعالى : {أولئك الذين حق عليهم القول} إلخ ، تقدم بعض الكلام فيه في تفسير الآية 25 من سورة حم السجدة .

قوله تعالى : {ولكل درجات مما عملوا} إلى آخر الآية أي لكل من المذكورين وهم المؤمنون البررة والكافرون الفجرة منازل ومراتب مختلفة صعودا وحدورا فللجنة درجات وللنار دركات .

ويعود هذا الاختلاف إلى اختلافهم في أنفسهم وإن كان ظهوره في أعمالهم ولذلك قال : {لكل درجات مما عملوا} فالدرجات لهم ومنشؤها أعمالهم .

وقوله : {وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون} اللام للغاية والجملة معطوفة على غاية أو غايات أخرى محذوفة لم يتعلق بذكرها غرض ، وإنما جعلت غاية لقوله : {لكل درجات} لأنه في معنى وجعلناهم درجات ، والمعنى : جعلناهم درجات لكذا وكذا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون .

ومعنى توفيتهم أعمالهم إعطاؤهم نفس أعمالهم فالآية من الآيات الدالة على تجسم الأعمال ، وقيل : الكلام على تقدير مضاف والتقدير وليوفيهم أجور أعمالهم .

قوله تعالى : {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} إلخ ، عرض الماء على الدابة وللدابة وضعه بمرأى منها بحيث إن شاءت شربته ، وعرض المتاع على البيع وضعه موضعا لا مانع من وقوع البيع عليه .

وقوله : {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} قيل : المراد بعرضهم على النار تعذيبهم فيها من قولهم : عرض فلان على السيف إذا قتل وهو مجاز شائع .

وفيه أن قوله في آخر السورة {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أ ليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب} لا يلائمه تلك الملاءمة حيث فرع ذوق العذاب على العرض فهو غيره .

وقيل : إن في الآية قلبا والأصل عرض النار على الذين كفروا لأن من الواجب في تحقق معنى العرض أن يكون في المعروض عليه شعور بالمعروض والنار لا شعور لها بالذين كفروا بل الأمر بالعكس ففي الكلام قلب ، والمراد عرض النار على الذين كفروا .

ووجهه بعض المفسرين بأن المناسب أن يؤتى بالمعروض إلى المعروض عليه كما في قولنا : عرضت الماء على الدابة وعرضت الطعام على الضيف ، ولما كان الأمر في عرض النار على الذين كفروا بالعكس فإنهم هم المسيرون إلى النار فقلب الكلام رعاية لهذا الاعتبار .

وفيه نظر أما ما ذكر من أن المعروض عليه يجب أن يكون ذا شعور وإدراك بالمعروض حتى يرغب إليه أو يرغب عنه والنار لا شعور لها ففيه أولا : أنه ممنوع كما يؤيده قولهم : عرضت المتاع على البيع ، وقوله تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} [الأحزاب : 72] ، وثانيا : أنا لا نسلم خلو نار الآخرة عن الشعور ، ففي الأخبار الصحيحة أن للجنة والنار شعورا ويشعر به قوله : { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق : 30] ، وغيره من الآيات .

وأما ما قيل من أن المناسب تحريك المعروض إلى المعروض عليه فلا نسلم لزومه ولا اطراده فهو منقوض بقوله : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأحزاب : 72] .

على أن في كلامه تعالى ما يدل على الإتيان بالنار إلى الذين كفروا كقوله : {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر : 23] .

فالحق أن العرض وهو إظهار عدم المانع من تلبس شيء بشيء معنى له نسبة إلى الجانبين يمكن أخذ كل منهما أصلا معروضا عليه والآخر فرعا معروضا فتارة تؤخذ النار معروضة على الكافرين بعناية أن لا مانع من عمل صالح أو شفاعة تمنع من دخولهم فيها كقوله تعالى : {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } [الكهف : 100] ، وتارة يؤخذ الكفار معروضين للنار بعناية أن لا مانع يمنع النار أن تعذبهم ، كما في قوله : {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر : 46] ، وقوله : {يعرض الذين كفروا على النار} الآية .

 

وعلى هذا فالأشبه تحقق عرضين يوم القيامة : عرض جهنم للكافرين حين تبرز لهم ثم عرضهم على جهنم بعد الحساب والقضاء الفصل بدخولهم فيها حين يساقون إليها ، قال تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} [الزمر : 71] .

وقوله : {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} على تقدير القول أي يقال لهم : {أذهبتم} إلخ ، والطيبات الأمور التي تلائم النفس وتوافق الطبع ويستلذ بها الإنسان ، وإذهاب الطيبات إنفادها بالاستيفاء لها ، والمراد بالاستمتاع بها استعمالها والانتفاع بها لنفسها لا للآخرة والتهيؤ لها .

والمعنى : يقال لهم حين عرضهم على النار : أنفذتم الطيبات التي تلتذون بها في حياتكم الدنيا واستمتعتم بتلك الطيبات فلم يبق لكم شيء تلتذون به في الآخرة .

وقوله : {فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون} تفريع على إذهابهم الطيبات ، وعذاب الهون العذاب الذي فيه الهوان والخزي .

والمعنى : فاليوم تجزون العذاب الذي فيه الهوان والخزي قبال استكباركم في الدنيا عن الحق وقبال فسقكم وتوليكم عن الطاعات ، وهما ذنبان أحدهما متعلق بالاعتقاد وهو الاستكبار عن الحق والثاني متعلق بالعمل وهو الفسق .

__________________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج18 ، ص167-170 .

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

 

مضيّعو حقوق الوالدين :

كان الكلام في الآيات السابقة عن المؤمنين الذين سلكوا طريق القرب من الله ، فبلغوا الغاية ووسعتهم رحمة الله ، وكرمهم لطفه ، وكلّ ذلك في ظل الإيمان والعمل الصالح ، وشكر نعم الله سبحانه ، والإلتفات إلى حقوق الأبوين والذرية وأدائها .

أمّا هذه الآيات ، فيدور الكلام فيها عمّن يقفون في الطرف المقابل ، وهم الكافرون المنكرون للجميل والحق ، والعاقون لوالديهم ، فتقول : {والذي قال لوالديه أُف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي} (2) .

إلاّ أنّ أبويه المؤمنين لم يستسلما أمام هذا الولد العاق الضال ، فتقول الآية : {وهما يستغيثان الله ويلك آمن إنّ وعد الله حق} غير أنّه يأبى إلاّ أن يسير في طريق الضلالة والعناد الذي اختطه لنفسه ، ولذلك نراه يجيبهما بكلّ تكبر وغرور ولا مبالاة : {فيقول ما هذا إلاّ أساطير الأولين} ، فما تقولانه عن المعاد والحساب ليس إلاّ خرافات وقصص كاذبة أتتكم من الماضين من قبلكم ، ولست بالذي يعتقد بها وينقاد لها .

إنّ الصفات التي يمكن أن تستخرج من هذه الآية حول هذه الفئة من الأبناء الضالين عدّة صفات : عدم احترام منزلة الأبوين ، والإساءة لهما ، لأنّ (أف) في الأصل تعني كلّ شيء قذر ، وهي تقال في مقام التحقير والإهانة (3) .

وقال البعض : إنّها تعني الأقذار التي تجتمع تحت الأظافر ، وهي قذرة ملوثة ، ولا قيمة لها (4) .

والصفة الأُخرى هي أنّهم مضافاً إلى عدم إيمانهم بيوم القيامة والبعث والجزاء ، فإنّهم يسخرون منه ويستهزئون به ، ويعدونه من الأساطير والأوهام الخرافية الباطلة .

والصفة الأُخرى أنّهم لا أذن سامعة لهم ، ولا يذعنون للحق ، وقد امتلأت نفوسهم بروح الغرور والكبر والأنانية .

نعم ، فبالرغم من أن الأبوين الحريصين يبذلان قصارى جهودهما ، وكلّ ما في وسعهما لإنقاذه من دوامة الجهل والغفلة ، لئلا يبتلى هذا الابن العزيز بعذاب الله الأليم ، إلاّ أنّه يأبى إلاّ الإستمرار في طريق غيه وكفره ، ويصر على ذلك ، وأخيراً يتركه أبواه وشأنه بعد اليأس منه .

وكما بيّنت الآيات السابقة ثواب المؤمنين العاملين للصالحات ، فإنّ هذه الآيات تبيّن عاقبة أعمال الكافرين الضالين المتجرئين على الله ، فتقول : {أولئك الذين حقّ عليهم القول في أُمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنّهم كانوا خاسرين}(4) ، وأي خسارة أعظم من أنّهم خسروا كلّ رأس مال وجودهم إذا اشتروا به غضب الله عزَّ وجلَّ وسخطه .

ومن خلال المقارنة بين هذين الفريقين ـ أصحاب النعيم وأصحاب الجحيم ـ في هذه الآيات نقف على هذه الأُمور : إنّ أولئك يطوون مدارج رشدهم وكمالهم ، في حين أنّ هؤلاء فقدوا كلّ ما يملكون ، فهم خاسرون .

أُولئك يقدرون الجميل ويشكرونه حتى من أبويهم ، وهؤلاء منكرون للجميل معتدون لا أدب لهم حتى مع والديهم .

أُولئك مع المقربين إلى الله في الجنّة ، وهؤلاء مع الكافرين في النّار ، فكلّ منهم يلتحق بأمثاله ومن على شاكلته .

أُولئك يتوبون من الهفوات التي تصدر عنهم ، ويذعنون للحق ، أمّا هؤلاء فهم قوم طغاة عتاة متمردون ، أنانيّون ومتكبرون .

وممّا يستحق الإلتفات أنّ هؤلاء المعاندين يستندون في انحرافاتهم إلى وضع الأقوام الماضين وسيحشرون معهم إلى النّار أيضاً .

أمّا الآية الأخيرة من هذه الآيات فإنّها تشير أوّلاً إلى تفاوت درجات كلا الفريقين ، فتقول : {ولكل درجات ممّا عملوا} (5) فليس كلّ أصحاب الجنّة أو أصحاب النّار في درجة واحدة ، بل إنّ لكلّ منهما درجات ومراتب تختلف باختلاف أعمالهم ، وحسب خلوص نيّتهم وميزان معرفتهم ، وأصل العدالة هو الحاكم هنا تماماً .

«الدرجات» جمع درجة ، وتقال عادةً للسلالم التي يصعد الإنسان بتسلقها إلى الأعلى ، و«الدركات» جمع درك ، وهي تقال للسلّم الذي ينزل منه الإنسان إلى الأسفل ، ولذلك يقال في شأن الجنّة : درجات ، وفي شأن النّار : دركات ، لكن لما كانت الآية مورد البحث قد تحدثت عنهما معاً ، ولأهمية مقام أصحاب الجنّة ، ورد لفظ (الدرجات) للأثنين ، وهومن باب التغليب (6) .

ثمّ تضيف الآية : {وليوفيهم أعمالهم} وهذا التعبير إشارة أُخرى إلى مسألة تجسم الأعمال ، حيث أنّ أعمال ابن آدم ستكون معه هناك ، فتكون أعماله الصالحة باعثاً على الرحمة به واطمئنانه ، وأعماله الطالحة سبباً للبلاء والعذاب الألم .

وتقول الآية أخيراً كتأكيد على ذلك : {وهم لا يظلمون} لأنّهم سيرون أعمالهم وجزاءها ، فكيف يمكن تصور الظلم والجور ؟

هذا إضافة إلى أنّ درجات هؤلاء ودركاتهم قد عيّنت بدقّة ، حتى أنّ لأصغر الأعمال ، حسناً كان أُم قبيحاً ، أثره في مصيرهم ، ومع هذه الحال لا معنى للظلم حينئذ .

وقوله : {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف : 20] .

 

الزهد والإدخار للآخرة :

تستمر هذه الآية في البحث حول عقوبة الكافرين والمجرمين ، وتذكر جانباً من أنواع العذاب الجسمي والروحي الذي سينال هؤلاء ، فتقول : {ويوم يعرض الذين كفروا على النّار أذهبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا . . .} (7) .

نعم ، فقد كنتم غارقين في الشهوات ، ولم تكونوا تعرفون شيئاً إلاّ التمتع بطيّبات هذا العالم ونعمه المادية ، ومن أجل أن تكونوا متحللين من كلّ القيود في هذا المجال ، أنكرتم المعاد لتطلقوا لأنفسكم العنان ، وسخرتم هذه المواهب من أجل إنزال كلّ أنواع الظلم والجور بحق الآخرين .

{فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون} فاليوم ترون جزاء كلّ ذلك التمتع الباطل ، واتباع الشهوات الأعمى ، وعبادة الهوى ، والإستكبار والفسق والفجور وتذوقون العذاب المذل والمهين بسبب تلكم الأعمال .

_________________________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج12 ، ص559-536 .

2 ـ «والذي قال» مبتدأ ، وخبره ـ باعتقاد كثير من المفسّرين ـ (أُولئك الذين) . . الذي ورد في الآية التالية ، ولا منافاة بين كون المبتدأ مفرداً والخبر ـ أولئك ـ جمعاً ، لأنّ المراد منه الجنس .

لكن يحتمل أيضاً أن يكون خبره محذوفاً ، وتقديره الكلام : «وفي مقابل الذين مضى وصفهم الذي قال لوالديه» وفي هذه الحالة تكون الآية التالية مستقلة ، كما أن آية : (أولئك الذين نتقبل عنهم . . .) مستقلة .

3 ـ مفردات الراغب .

4 ـ أوردنا بحوثاً أُخرى حول معنى (أف) في سورة الإسراء ، الآية 23 .

4 ـ جملة (حقّ عليهم القول) إشارة إلى كلام الله الذي قاله سبحانه في عقوبة الكافرين والمجرمين ، والتقدير : حقّ عليهم القول بأنّهم أهل النّار . . . و(في أمم) في محل حال .

5 ـ (من) في (ممّا عملوا) للإبتداء ـ أوكما تسمى نشوية ـ أوبمعنى التعليل ، أي : من أجل ما عملوا .

6 ـ «درْك» ـ بسكون الوسط ـ ودرَك ـ بفتحه ـ بمعنى أعمق نقطة في العمق ، وجاءت ـ أحياناً ـ الدرَك ـ بالفتحة ـ بمعنى الخسارة ، والدرْك ـ بالسكون ـ بمعنى فهم الشيء وإدراكه ، لمناسبته الوصول إلى عمقه وحقيقته .

7 ـ (يوم) ظرف متعلق بفعل محذوف يستفاد من الجمل التالية ، والتقدير : ويوم يعرض الذين كفروا على النّار يقال لهم أذهبتم طيّباتكم . . .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .