المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18000 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اتصال دمشق بالكوفة
16-3-2016
اثبات عناصر الاثبات
31-7-2017
الإمام علي (عليه السلام) وحديث الطّير
2023-10-13
اكثار الفستق
13-4-2020
سبب نزول قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ } [الدخان: 43، 44]
19-2-2022
افات وامراض القمح
25-7-2016


أسس توظيف الشواهد الأدبية  
  
5597   01:59 مساءً   التاريخ: 5-5-2017
المؤلف : عدي جواد الحجّار
الكتاب أو المصدر : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني
الجزء والصفحة : ص 255-276
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2014 7043
التاريخ: 2024-09-14 352
التاريخ: 13-10-2014 24622
التاريخ: 16-10-2014 24063

الادب سجل لتراث كل امة، من علوم ومعارف عبر تاريخها، معروض بأسلوب شيق وذائقة فنية معبرة عن الابداع الادبي لتلك الامة.

وقد تضيق دائرة الادب فتظل محصورة في اطار الشعر على وفق معانيه الواسعة، او تتسع لتضم ضروبا أخر تحمل معطيات وأساليب أدبية تحفظ مضامينها بتلك المعطيات(1).

فيكون كل ما أثر عن الشعراء والكتاب من بدائع القول المشتمل على تصوير الاخيلة الدقيقة والمعاني الرقيقة بما يهذب النفس ويرقق الحس ويثقف اللسان مما يدل عليه لفظ الادب.

والادب ملكة او براعة راسخة في النفس ترجع في الأصل الى نشوء الفرد مع اهل اللسان ومخالفته لهم، او لكثرة مطالعة كلامهم واستظهاره فينسج على منوالهم حتى تحصل له هذه الملكة.

وليس الادب رصف الفاظ، وحشد أفكار فحسب، بل هو الفن الذي يحسن فيه الانسان التعبير عن مقاصده وافكاره. والادب الخالص يدل على شخصية الاديب ويكشف عن صور الحياة ويعبر عن الخواطر والمشاعر النفسية، وخلاصة التجارب العقلية.

ومما هو معهود ان لفظ الادب من الالفاظ التي انتقلت في مدلولاتها من معنى الى آخر تبعا لتغير الحياة وانتقالها من طور الى طور، حيث ان لفظ الادب يدل في اصله على الدعوة، ومنها المأدبة التي يدعى اليها الناس(2).

ثم انتقلت دلالة اللفظ من المعنى الحسي الى المعنوي الذي ينطوي على دلالة خلقية مؤداها التهذيب والتعلم والخلق والحكمة فالأدب (ما يتادب به الاديب من الناس. سمي به لأنه يادب الناس الى المحامد وينهاهم عن المقابح)(3).

وفي الإشارة الى هذا المعنى ما ورد من قول رسول الله (صلى الله عليه واله):

(أدبني ربي فاحسن تأديبي)(4).

ثم اختصت دلالة اللفظ على اكتساب الثقافة بالتعلم، خاصة في ما يتعلق بأشعار العرب وخطبهم وامثالهم واخبارهم وانسابهم وايامهم وما يتصل بالنثر من لغة ونقد وفصاحة وبلاغة. وبذلك تكون دلالة لفظ الادب قد مرت بمراحل متعددة قبل ان تستقر على المعنى الاصطلاحي الذي دلت عليه. حيث بدأت بمعنى الايلام والدعوة الى الطعام، وهو ادب حسي ثم انتقل الى التهذيب والتخلق وهو امر معنوي ومن ثم اختص بالتعبير الفني للشعر والنثر.

والادب في الاصطلاح: (علم يشمل أصول فن الكتابة، ويعنى بالآثار الخطية النثرية والشعرية، وهو المعبر عن حالة المجتمع البشري، والمبين بدقة وامانة عن العواطف التي تعتمل في نفوس شعب او جيل من الناس او اهل حضارة من الحضارات)(5). وان الادب نوع من التعليم الأخلاقي، وانه في أساسه نوع من اللذة او المتعة النصية كونه معبرا عن حالة المجتمع(6).

وقد جعل الادب ملكة للأديب فكان ثمرة للثقافة التي يحصلها من حفظه للمنظوم والمنثور وتمرسه بأساليب البلغاء فـ(المقصود منه عند اهل اللسان ثمرته. وهي الاجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم فيجمعون بذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الملكة)(7).

وقد اجتمع الادب العربي في مقاصده ومراميه مع آداب الأمم الأخر، من جهة حفظه لتراث الامة، ولكنه اختلف بأمر جوهري مهم عن تراث باقي الأمم الادبي.

ويكمن هذا الاختلاف بالصلة الوثيقة بين المأثور الادبي العربي والنص القرآني وبيان المراد منه في معانيه ودلالاته ومقاصده، بعد ان اصبح هذا النص من اهم مفردات الحياة عند الانسان العربي المسلم، الذي شرف بحمل الرسالة وتبليغها. وبلغت العرب الذروة في فنون الادب، حتى عقدت الوادي واقامت الأسواق للمباراة في الشعر والخطابة، فكان المرء يقدر على ما يحسنه من الكلام، واهتمت بشان الادب رجال العرب ونساؤهم وكان النابغة الذبياني هو الحكم(8).

فالعرب امة بيان، وأئمة لسان، تحرك مشاعرهم الكلمة، وتهزهم الخطبة، وتطربهم القصيدة، حتى عمدوا الى نفائس من رائق أدبهم الشعري، فعلقوه على استار اقدس بيت الا وهو بيت الله الحرام. وحفلت اسواقهم الأدبية في عكاظ ومجنة وذي المجاز بتلك الخطب البليغة الرنانة وفرائد القصائد التي انطبعت على شغاف قلوبهم لانها تمثل قريحتهم وتواكب ذائقتهم، فحفظت بذلك لغتهم. وكان القرآن من جنس ما يحسنون ومن سنخ ما يعرفون نزل بلغتهم بل على افصح السنتهم. فاهل اللسان بعد هذا عادة هم ادرى به واروى للغته(9).

ولهذا كان من داب مفسري النصوص القرآنية الكريمة الرجوع الى دواوين العرب لاسيما مشاهير الادباء في التعويل على دلالة معاني بعض الالفاظ القرآنية بشواهد أدبية شعرية تارة ونثرية أخرى.

وبذلك يكون المفسرون قد وظفوا الشواهد الأدبية وجعلوها من جملة الأسس التي يتكئون عليها في تفسيرهم للنصوص القرآنية الكريمة.

وحتى تكون هذه الشواهد من الأسس التي توظف لتفسير النص، يجب فيها ان تتصف بصفات معينة، تكون قواعد مبتناة على تلك الأسس يعمل بها، سواء أكانت هذه القواعد متعلقة بالشاهد الادبي المتكا عليه في تفسر النص، ام متصلة بالمفسر الذي يعمل على بيان المراد من النص بدلالة الشواهد الأدبية. ومن جملة هذه القواعد:

1- ان يكون الشاهد مما قالته العرب وجرى على السنتهم من النصوص الأدبية من شعر ونثر وحكمة وامثال وغيرها.

2- ان ما قالته العرب قبل النزول أولى بالاستشهاد به مما هو بعد النزول، لئلا تقع شبهة الاقتباس والتضمين، فلا يصح الاستشهاد حينئذ لأنه دور.

3- ان يكون الشاهد مصادقا لكلام العرب الذي نزل به القرآن الكريم من دون غيره من لهجات العرب.

4- ان يكون المفسر عارفا بإخبار العرب، مطلعا على لغاتها، جامعا لخطبها ومنافراتها، راويا لأشعارها وامثالها.

5- ان يكون المفسر ثاقب النظر خبيرا بمحاسن الكلام ومساوئه، متضلعا فنون الادب، متقنا لعلوم اللسان.

ويأتي البحث على جملة من أنواع هذه الشواهد الأدبية ويبتدا منها بـ:

الشعر

قيل في حد الشعر وبيانه تعريفات عديدة منها:

(انه قول موزون مقفى يدل على معنى)(10). ولم يسلم هذا التعريف من النقد، باعتبار انه لا يأخذ من الشعر الا جانبه الشكلي من دون الحس والوجدان، فجاء ابن خلدون (ت 808هـ) فقال عن الشعر انه (الكلام البليغ المبني على الاستعارة والاوصاف المفصل باجزاء متفقة في الوزن والروي، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به)(11). فوضع مواصفات القول الذي يصح ان يقال عنه شعرا مراعيا فيه البلاغة وعلوم البيان والأسلوب ووحدة الموضوع، سواء اكانت في البيت الواحد ام في ابيات متعددة، فتكون جزأ تتم فيه وحدة الموضوع، دون النظر لما قبله وما بعده.

ومن تعريفاته انه: (كلام مخيل مؤلف من اقوال موزونة متساوية مقفاة وقلنا: (متساوية) لان مجرد الوزن من دون تساو بين الابيات ومصارعها فيه لا يكون له ذلك التأثير، اذ يفقد مزية النظام فيفقد تأثيره. فتكرار الوزن على تفعيلات متساوية هو الذي له الأثر في انفعال النفوس. فائدته: ان للشعر نفعا كبيرا في حياتنا الاجتماعية، وذلك لأثارة النفوس عند الحاجة في هياجها، لتحصيل كثير من المنافع في مقاصد الانسان فيما يتعلق بانفعالات النفوس واحساساتها في المسائل العامة)(12).

ولا يخفى ما للشعر من أهمية كبرى عند العرب وسبب ذلك ان العرب الذين هم اهل الفصاحة كان جل كلامهم في الادب شعرا، فاودعوا اشعارهم اغلب المعاني، ان لم نقل كلها، لان الشعر امتد الى مفاصل حياتهم كافة، قال الله تعالى:

{أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} [الشعراء: 225].

أي (انهم يخوضون في كل فن من الكلام والمعاني التي يعن لهم ويريدونه)(13)، فلم يكن لهم الا الشعر متنفسا. فلذلك صارت المعاني كلها مودعة فيه. لان الاشعار كثيرة والمعاني فيها غزيرة(14).

وعليه فان الشعر ديوان ادب العرب، ومستودع حِكَمِهم، انتظم أنفس علومهم الأدبية في الجاهلية، فهو وسيلة افتخارهم، وآلة احتكامهم. فان من اكثر من حفظ الشعر وفهم معانيه، استحكم في علوم اللغة، وترادفت عليه معانيها.

ومن اشهر ما قيل في فضل التمسك بشعر الجاهلية ما نقل عن الخليفة الثاني قوله: (عليكم بديوانكم، لا تضلوا، قالوا وما ديواننا، قال شعر الجاهلية، فان فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم)(15).

وكان مما ارتكزت عليه علوم اللغة والبلاغة والتفسير في تأسيسها كلام العرب من شعر وغيره، وان الشعر مما يحتج به في هذه العلوم، وكان المفسرون يولون عناية كبيرة بشواهد الشعر لما لها من أهمية كبيرة في تفسير معاني الكتاب الكريم، فكان ابن عباس يستدل لتفسيره معاني القرآن بالشعر، وكان يقول: ( الشعر ديوان العرب، فاذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي انزله الله بلغة العرب رجعنا الى ديوانها فالتمسنا معرفة ذلك منه)(16).

فاللغة العربية اتسمت بسعة التعبير وكثرة المفردات وتنوع الدلالات اذ هي من أوسع اللغات ثروة واعلاها ذروة، فقد أتيح

 للغة القرآن ما وسع من طرائق استعمالها في ما يرى من ظواهرها والحفاظ على خزائن مفرداتها، فقد حفظ القرآن هذه اللغة من الهجر والاندراس بما اشتمل عليه من اللطائف الدقيقة التي تفتح الآفاق للاستشراف لما في الكلمة الواحدة من المعاني، ولتتابع الكلمات على معنى وما الى ذلك من المترادفات والمتباينات، فلا غرو لو قلنا ان العربية بلغت حد الاعجاز، فترى ما هو عام كالهسهسة لما خفي من الأصوات كسائس الابل في سيرها ونقل اخفافها، وما هو دقيق في التفريق فصوت الماء اذا جرى خرير واذا كان تحت ورق او قماش قسيب، واذا دخل في مضيق فقيق واذا تردد في الجرة او الكوز بقبقة، واذا استخرج شرابا من الآنية قرقرة(17).

وهكذا.

وهذه الأهمية جعلت المفسرين يولون الشواهد الشعرية في تفسير الآيات القرآنية عناية كثيرة، فكان من المستحسن الرجوع الى دواوين العرب لاسيما مشاهير الشعراء وعلى ذلك درج المفسرون من التعويل على الاستشهاد لدلالة معاني بعض الالفاظ القرآنية بشواهد شعرية، وقد ذكر من ذلك مسائل ابن الأزرق(18) لابن عباس حيث يسال ابن عباس(19) عن تفسير آية ثم يساله عن معرفة العرب لذلك التفسير، فيستشهد ابن عباس ببيت من الشعر، فمن ذلك لفظ (اتسق) من قوله تعالى:

{وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 17 - 19].

حيث سال نافع عن معنى قوله تعالى (والقمر إذا اتسق)، فقال ابن عباس: (اتساقه اجتماعه) واستشهد بقول طرفة بن العبد(20):

ان لنا قلائصا نقانقا                 مستوسقات لو يجدن سائقا(21)

وليس في القرآن من المادة، غير هذين الفعلين في الآية: وسقَ، اتسق.

وتفسير اتساق القمر بالاجتماع على وجه التقريب، فهو تفسير بالاعم ففي الاتساق من دلالة اطراد النسق والاحكام والنظام ما لا ينتظمه لفظ الاجتماع، اذ ان الاجتماع قد يكون بغير ائتلاف واحكام واتساق، والاتساق اجتماع مع احكام وانتظام النسق أي بملحظ من الترتيب والتنظيم(22).

ووجه الشاهد ان الاتساق استعمل في الشعر العربي، فهو معروف لديهم بمعنى الاجتماع والانضمام، فاتساق القمر (اجتماعه على تمام وهو افتعال من الوسق، فاذا ثم نور القمر واستمر في ضيائه، فذلك الاتساق له)(23)، فالقمر اذا بم له ثلاثة عشر يوما كان بوضع يرى فيه تمام هيئته باجتماع اجزائه للرائي، فاذا كان على هذا النحو من الاجتماع والتمام والترتيب كان متسقا.

واستشهادات ابن عباس في هذه المسائل بالشعر العربي بعد اشتراط السائل بان يأتي بشاهد من كلام العرب على ما يذهب اليه من التفسير، مع عدم اعتراض السائل عليها يفصح عن أهميته في بيان المراد لما يكتنف من إيصال المعنى بطريقة تتفق والاستعمالات اللغوية للعرب الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم، لذا لابد ان يكون المفسر راويا لأشعار العرب وما يصح الاستشهاد به لبيان المراد او تقريبه على وجه يسهل تناوله للناس فالشعر من جانب جاء على السنة فصحائهم فوافقت استعمالات الفاظ في القرآن الكريم الاستعمالات الشعرية، ومن جانب آخر فان فرائد القصائد انطبعت على شغاف قلوب عموم الناس لأنها تمثل قريحتهم وتواكب ذائقتهم، فيسهل بذلك فهم المعاني المرادة من الخطاب في الآيات، يضاف الى ذلك ان الشواهد الشعرية يمكن ان يستدل بها المفسر على صحة ما يذهب اليه من التفسير، اذا خلا المقام عن بيان القرآن بالقرآن او السنة الشريفة، فقول الشاعر حينئذ يدل على استعمال لفظة معينة بمعنى معين لاتحاد القرآن والشعر في اللسان.

النثر

ان من يتصفح اهم كتب النقد والبلاغة العربية يرى بوضوح قلة عناية النقاد القدامى بمصطلح النثر، بيد انهم اعتنوا به بوصفه مادة أدبية، فما الف فيه من الكتب الكثيرة، كـ(البيان والتبيين) للجاحظ ( ت 255هـ)، (وادب الكاتب) لابن قتيبة (ت 276هـ)، و (أمالي القالي) لابي علي القالي (ت 356هـ)، و(أمالي المرتضى) للشريف المرتضى (ت 436هـ)، وغيرها، يتحدث في الغالب عن النثر لا بوصفه فنا قائما بذاته، بل تحدثوا عنه بوصفه جزء من البلاغة او البيان، بحديث يتسم بالابهام مع خلوه من التخصيص او التحديد. في حين انهم امنعوا في بحث الشعر وبيان حدوده وجميع نواحيه تفصيلا وتدقيقا.

فمن مظاهر هذا الإهمال ان الباحث لا يجد تعريفا للنثر قد استوفى ما يشترط في كل تعريف من دقة واحاطة واستقصاء، في حين ان الشعر قد حظي بتعريفات لا باس بها تتسم بالضبط والاحكام، اما النثر فما ورد في حقه من تعريفات لا تتعدى التقسيم والتصنيف، فهو باعتبار الشكل ينقسم الى خطب ورسائل، وباعتبار اللفظ يتفرع الى نثر مرسل ومزدوج وسجع(24).

فقد نظر القدماء للنثر نظرة سطحية، حيث كانت نظرة جزئية انصرفت الى الشكل من دون اللب، والى الصورة من دون الحقيقة والمعنى، وهي التي حالت دون التبلور التام لمفهوم النثر الفني عند القدامى، مع ماله من الأهمية، قال الجاحظ (ت 255هـ): (وقد نقلت كتب الهند، وترجمت حكم اليونانية، وحولت آداب الفرس، فبعضها ازداد حسنا، وبعضها ما انتقص شيئا، ولو حولت حكمة العرب لم يحدوا في معانيها شيئا لم تذكره العجم في كتبهم التي وضعت لمعاشهم وحكمهم، ولبطل ذلك المعجز، وقد نقلت هذه الكتب من امة الى امة، ومن قرن الى قرن، ومن لسان الى لسان حتى انتهت الينا، وكنا آخر من ورثها ونظر فيها، فقد صح ان الكتب – أي كتب النثر – ابلغ في تقييد المآثر من الشعر)(25).

فمن اقوالهم التي يلتمس فيها التعريف: (النظم والنثر يشتركان في الكلام الذي هو جنس لهما، ثم ينفصل النظم عن النثر بفضل الوزن الذي به صار المنظوم منظوما. ولما كان الوزن حلية زائدة وصورة فاضلة على النثر صار الشعر افضل من النثر من جهة الوزن. فان اعتبرت المعاني كانت المعاني مشتركة بين النظم والنثر. وليس من هذه الجهة تميز احدهما من الآخر..)(26).

فيعد أبو حيان (ت 380هـ) اول من اهتدى الى حقيقة النثر الفني وحلل مقوماته الجوهرية تحليلا يتصف – على ايجازه – بالدقة والعمق، كذلك بين أهمية كل من عنصري العقل والموسيقى في النثر الفني، ومن راي التوحيدي ان الشعر لا يختص وحده بالموسيقى والخيال، بل هما قدر مشترك بين الشعر والنثر الفني، والفرق بين النوعين من الكلام نسبي اما الجوهر فواحد، حيث يقول: (واحسن الكلام ما رق لفظه ولطف معناه.. وقامت صورته بين نظم كانه نثر، ونثر كانه نظم)(27)، ويقول أيضا: (اذا نظر في النظم والنثر على استيعاب احوالهما وشرائطهما.. كان ان المنظوم فيه نثر من وجه، والمنثور فيه نظم من وجه، ولولا انهما يستهمان هذا النعت لما ائتلفا ولا اختلفا)(28).

والنثر في اللغة (رميك الشيء بيدك متفرقا، ويقال: اخذ درعا فنثرها على نفسه، ويسمى الدرع النثرة اذا كانت سلسة الملبس)(29).

والنثر في اللغة العربية نثران: نثر معتاد ميسر يتخاطب به الناس في امروهم الحياتية يعبرون به عن اغراضهم على السجية، ونثر فني يرقى به البلغاء عن لغة التخاطب الى منزلة من الفن الراقي والاجادة المتقنة فيغدو توام الشعر وقسيمه، وعن هذا النوع من النثر تتحدث كتب الادب والنقد.

ومن المسلم ان النوع الأول لغة الناس جميعا، وان أبناء اللغة يتناقلونه بالمشافهة ويتعلمونه بالسماع، ويستوي في استعماله المتعلم وغيره.

وان النوع الثاني لغة الخاصة ممن اوتوا البلاغة ورهافة الحس، وحسن التصرف بمفردات اللغة وتراكيبها، وسعة الخيال والقدرة على الابتكار(30)، وقد يعد النثر المعتاد (اسبق من الشعر، وان في ظهور الثاني – النثر الفني – خلافا، فمن الدارسين من يجعله اسبق من الشعر، لانه ابسط من الشعر، فهو خلو من الوزن، قليل الحظ من الخيال، يؤثر الحقيقة على المجاز، ودقة التعبير على جماله. ومنهم يجعله لاحقا للشعر، لانه لغة العقل. والشعوب تبدا شاعرة وتنتهي كاتبة، تبدا بالشعر الذي يغني عواطفها، وتنتهي الى النثر الذي يترجم افكارها. وكلما تمرست بالعقل ارتقى نثرها، وازدادت فنونه نضجا وتنوعا)(31).

فقد اشتمل النثر على الإيفاء بالمطلوب وتغطيته مع سلاسة الفاظه وسهولة تقبلها غالبا، فهو صناعة كلام بليغ وفصيح مشتمل على الانتقاء المعتبر عندهم في الكلمات وتخيّر العبارات وتوظيف ذلك في أصناف النثر من خطب ورسائل وحكم ومواعظ ودعاء وامثال ووصايا، ثم المسرحيات والمقالات وغير ذلك من الأمور باسنجام وخلو من التعقيد بكلام ينساب كانسياب الماء، يكاد لسهولة تركيبه وعذوبة الفاظه ان يسيل رقة، وكلما قوي الانسجام في النثر بين الفاظه ومعانيه جاءت فقراته متلائمة متوازنة، حتى قيل ان النثر ارفع درجة من الشعر، واعلى رتبة، واشرف مقاما، واحسن نظاما(32)، مع ما هو معروف جلالة قدر الشعر ومكانته المرموقة، فقيل في المفاضلة بينهما بان الشعر محصور في وزن وقافية يحتاج الشاعر معها الى زيادة الالفاظ والتقديم فيها والتاخير، وغير ذلك مما تلجئ اليه ضرورة الشعر فتكون معانيه تابعة لالفاظه، والكلام المنثور لا يحتاج فيه الى شيء من ذلك فتكون الفاظه تابعة لمعانيه، ويؤيد ذلك انك اذا اعتبرت ما نقل من معاني النثر الى النظم وجدته قد انحطت رتبته.

الا ترى الى قول امير المؤمنين علي (عليه السلام): (قيمة كل امرئ ما يحسنه)(33) الذي قال فيها الجاحظ (ت 255هـ): (لا اعلم في كلام الناس كلمة احكم من هذه الكلمة)(34)، وقال ابن عبد البر (ت 463هـ): (ان قول علي بن ابي طال قيمة كل امرئ ما يحسن، لم يسبقه اليه احد، وقالوا ليس كلمة احض على طلب العلم منها.. قال أبو عمر قول علي رحمه الله (قيمة كل امرئ ما يحسن) من الكلام العجيب الخطير وقد طار الناس اليه كل مطير ونظمه جماعة من الشعراء اعجابا به وكلفا بحسنه)(35)، فلما نقل هذا الكلام المنثور الى الشعر كما قال الشاعر(36):

فيا لائمي دعني اغالي بقيمتي        فقيمة كل الناس ما يحسنونه

فقد زاد في الفاظه وذهبت طلاوته، وان كان قد افرد المعنى في نصف بيت فانه قد احتاج الى زيادة مثل الفاظه مثل الفاظه مرة أخرى توطئة له في صدر البيت ومراعات لاقامة الوزن، وزاد في قوله فقيمة فاء مستكرهة ثقيلة لا حاجة اليها وابدل لفظ امرئ بلفظ الناس ولا شك ان لفظ امرئ هنا اعذب والطف، وغير قوله يحسن الى قوله يحسنونه، والجمع بين نونين ليس بنينهما الا حرف ساكن غير معتد به مستهجن(37).

واذا تأمل المتأمل في ما نقل من معاني النظم الى النثر وجده قد نقصت الفاظه وزاد حسنا ورونقا الا ترى الى قول المتنبي (ت 354هـ) يصف بلدا قد علقت القتلى على اسوارها:

وكان بها مثل الجنون فاصبحت      ومن جثث القتلى عليها(38)

فقد نثره الوزير ضياء الدين بن الاثير (ت 637هـ) في قوله يصف بلدا بالوصف المتقدم، قائلا: وكانما كان بها جنون فبعث لها من عزائمه عزائم، وعلق عليها من رؤوس القتلى تمائم.

فانه قد جاء في غاية الطلاوة خصوصا مع التورية الواقعة في ذكر العزائم مع

ذكر الجنون، وهذا في النظم والنثر الفائقين ولا عبرة بما عداهما(39).

ومن النثر ما يلتزم فيه السجع الذي يؤتى به قطعا ويلتزم في كل كلمتين منه قافية واحدة ومنه المرسل وهو الذي يطلق فيه الكلام اطلاقا ولا يقطع أجزاء بل يرسل ارسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها ويستعمل في الخطب والدعاء وترغيب الجمهور وترهيبهم، فهي صناعة من ملكات اللسان(40).

ومع هذا فقد كان الشعر اكثر حظوة في باب الاستشهاد لدى المفسرين من النثر.

ومما استشهد به من كلام العرب في البيان التفسيري استعمال عبارة (بكت عليهم السماء) للدلالة على فقد الخطير من الناس، واستعمال عدم البكاء للتحقير، كما في قوله تعالى : {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29].

أي عد الاكتراث بهلاكهم والاعتداد بوجودهم ، وهو تحقير لهم، واستشهد لذلك التفسير بما اثر من النثر الذي ورد عن العرب حيث يقولون اذا أرادوا ان يعظموا موت انسان: اظلمت الشمس وكسف القمر لفقده وبكت المساء والأرض، او: بكت له السماء والأرض، وبكته الليالي الشاتيات والريح والبرق(41).

والاستشهاد بقول العرب الذي جاء للتعظيم للدلالة على ان نفيه في الآية يدل على التهكم بمن ذكرتهم الآية وبحالهم، للمنافاة بينهم وبين حال من يجل رزؤه ويعظم فقده فيقال فيه: بكت عليه السماء..، كما في قول العرب، وجاء ذلك في حديث النبي (صلى الله عليه واله):

(ما من مؤمن مات في غربة غابت فيها بواكيه الا بكت عليه السماء والأرض)(42).

واستشهاد المفسرين هذا، استدلال بمفهوم المخالفة، حيث ان المؤمن خاصة تبكي عليه السماء والأرض، ولا تبكي على الكافر.

ومن استشهاد المفسرين بالنثر أيضا، ما أشاروا اليه في تفسير كلمة (عُرْفا) في قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1].

قالوا معناه التتابع والتكاثر، (تقول العرب: الناس الى فلان عرف واحد اذا توجهوا اليه متتابعين، وهم عليه كعرف الضبع اذا تألبوا عليه)(43).

والملاحظ قلة استشهاد المفسرين بالنثر بالنسبة الى الشعر، اذ ان الشعر مما اشتهرت فيه نسبة الابيات الى قائليها، وحفظت الوقائع التي تتعلق بها، ولما كان عصر ما قبل الإسلام قليل العناية بفنون النثر الفني الا ما عرف من سجع الكهان

وبعض الخطب والقصص والوصايا، وبذلك يفتقر النثر مع ما فيه من الميزات الى بعض الضوابط المؤهلة للاستشهاد به التي يدعو اليها التثبت من كون النص النثري صحيح النسبة كالمتواتر والمشهور والمتسالم ليكون الشاهد النثري مما عرف عن العرب وجرى على السنتهم، او كونه مما قالته العرب قبل النزول الذي هو أولى بالاستشهاد حينئذ لانهل انه دور، كما لا يصح الاحتجاج بالمهجور من النصوص الموغلة في القدم عن عصر النزول، وان لا يكون منافيا لما في القرآن الكريم كما في سجع الكهان.

الامثال

وان كان المثل يقع تحت عنوان النثر الا ان أهميته وما له من الخصوصية وكثرة استشهاد المفسرين به لدى تفسير بعض المفردات وما انتظمته من المعاني، افرده البحث في العرض والبيان للوقوف على ضوابط الاستشهاد به.

بلغت العرب في ضرب الامثال شاوا بعيدا، حتى شاعت في كلامهم، اذ كانوا يسوقنها في الخطب والوصايا، فقد (كان الرجل من العرب يقف الموقف فيرسل عدة أمثال سائرة، ولم يكن الناس جميعا ليتمثلوا بها الا لما فيها من المرفق والانتفاع، ومدار العلم على الشاهد والمثل)(44)، وقد تلقاها علماء اللغة والتفسير من السنة الرواة لما وجدوا فيها من قيمة فنية وعلمية تصلح للاستشهاد بها على صحة المنحى بيان المراد، فتتبعوها وتقصوا مآخذها ومتعلقاتها.

والمثل في اللغة: (الشيء يضرب للشيء فيجعل مثله. والمثل: الحديث نفسه)(45)، والمثل: كلمة تسوية. يقال: هذا مثله ومثله كما يقال شبهه وشبهه بمعنى(46)، واصل الكلمة (الميم والثاء واللام اصل صحيح يدل على مناظره الشيء للشيء. وهذا مثل هذا أي نظيره.. والمثل المضروب ماخوذ من هذا لانه يذكر مورى به عن مثله في المعنى)(47).

وذكر اهل اللغة للمثل معان كثيرة ناشئة من استعمال هذه المادة في مجالات عديدة كالشبه والنظير والصفة والعبرة والحجة والآية والمثال والحذو والشاخص، ويبدوا ان لفظ المثل المستعمل في التشبيه هو أوسع الفاظ التشبيه دلالة، فهو يشمل المشابهة في عدة امور يستوعبها لفظ آخر، وهي: الجوهر، الكيفية، الكمية، القدر، المساحة او غيرها، والظاهر ان استعمال المثل في هذه المعاني من قبيل اشتباه القانون بالمصداق، فالعبرة والحجة والآية ليست معان للمثل وانما هي غايات من سوق المثل والتنظير له، فالغاية من ارساله قد تكون هي العبرة، او إقامة الحجة او اظهار آية دالة على شيء ما، او سوق حديث على علاته، فيكون من قبيل الكنابة التي تطلق ويراد منها لازمها، باعتبار ان هذه الأمور او بعضها لوازم لبعض الامثال(48).

والمثل في الاصطلاح، قال المرزوقي (ت 421هـ) هو: (جملة من القول مقتضبة من اصلها، او مرسلة في ذاتها. فتتسم بالقبول، وتشتهر بالتداول، فتنقل عما وردت فيه على كل ما يصح قصده بها من غير تغيير يلحقها في لفظها، وعما يوجبه الظاهر الى اشتباهه من المعاني. فلذلك تضرب، وان جهلت أسبابها التي خرجت عليها)(49).

وعرفه ابن السكيت (ت 243هـ) بانه: (لفظ يخالف لفظ المضروب له ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ)(50).

وقال النظام (ت 231هـ): (يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: ايجاز اللفظ واصابة المعنى وحسن الشبيه وجودة الكناية)(51).

والذي يظهر للمتتبع انهم اتفقوا على وحدة المراد من المثل ووظيفته، الا انهم اختلفوا في تحديد المراد من كلمة المثل، ويبدوا ان هذا الاختلاف نابج عن اختلاف نظرهم للمعنى من خلال تخصصهم، حيث يتجه بعضهم اتجاها تفسيريا يبرز جوانب من المعنى المصطلح عليه، ويتجه آخرون اتجاها بيانيا يبرز جوانب تغفل ما ذكره أصحاب الاتجاه التفسيري(52).

وبعد كل ما عرفوا به المثل من تعريف كل بحسب اتجاهه جاء تعريف استاذنا الدكتور محمد حسين علي الصغير فنيا شموليا حيث استوفي الاقوال فيه ووازنها، فعرفه قائلا: (صورة حية ماثلة لمشهد واقعي او متخيل، مرسومة بكلمات معبرة موجزة، يؤتى بها غالبا لتقريب ما يضرب له من طريق الاستعارة او الكناية او التشبيه، مع لحاظ.. وجود علاقة المشابهة بين الحالتين والسيرورة والتداول بين الناس وعدم التغيير في لفظه الموضوع له)(53).

وهذه الشروط، من:

1) وجود علاقة المشابهة بين الحالتين.

2) السيرورة والتداول بين الناس.

3- عدم تغيير لفظ المثل الموضوع له.

بضميمة:

4- أهلية زمن اطلاق المثل للاستشهاد.

5- عدم التنافي وضروريات الدين، او كون المثل مما يستقبح ذكره.

مع ما تقدم من الضوابط العامة للشواهد الأدبية، هي ضوابط الاستشهاد بالمثل للبيان التفسيري.

ويتسم المثل بالقوة التي تجعل من الكلام الذي يتضمنه ذا وقع في النفوس لما فيه من نثل الوقائع عن صورها الاصلية الى صور تكسوها الابهة، وتضاعف قواها في تحريك النفوس لها، واستثارة الافئدة لها صبابة وكلفا، فان كان مدحا، كان ابهى وافخم، وان كان ذما، كان مسه اوجع، وميسمه الذع، وان كان حجابا، كان برهانه أنور، وبيانه ابهر، وان كان افتخارا، كان شاوه امد، وشرفه اجد، ولسانه الد، وان كان اعتذارا، كان الى القبول اقرب، وللقلوب اخلب، الى غير ذلك(54)، ولذلك تعددت وظائفه في المديح والفخر والمسالة وما الى ذلك من مجالات الحياة، كما كان المثل مما له الأثر البالغ والمكانة المرموقة في جعله شاهدا تفسيريا لما له من السجل الحافل والتاريخ المعهود، فمن ذلك ما جاء في بيان معنى (حمالة الحطب) في قوله تعالى:{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4].

حيث فسر بانها كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس وتوقد نارها كما توقد النار الحطب، وكانت هي تحطب على المؤمنين بحبل المشركين،

فيكون الاحتطاب هنا عبارة عن سعيها بالمضرة على المسلمين، كما يقال فلان يحطب على فلان(55) اذا كان يغري به(56).

وكما في بيان (أهمتهم أنفسهم) من قوله تعالى:

{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [آل عمران: 154].

أي: وجماعة قد شغلتهم أنفسهم. وحملتهم على الهم. ومنه قول العرب: همك ما أهمك(57). ومعناه همهم خلاص أنفسهم. والعرب تطلق هذا اللفظ على كل خائف وجل، شغله هم نفسه عن غيره(58).

وما تقدم من توظيف الادب بما يحمل من معطيات وأساليب مما اثر عن الشعراء والكتاب من بدائع القول المشتمل على تصوير الاخيلة الدقيقة والمعاني الرقيقة، هو من جملة شواهد الأسس التي يتكئ عليها المفسر في تفسير النصوص القرآني الكريمة، بعد النظر الى جزئياتها وما يجب فيها من الصفات، لتصلح ان تكون قواعد مبتناة على تلك الأسس ليعمل بها، كان يكون الشاهد مما قالته العرب وجرى على السنتهم من النصوص الأدبية من شعر وتسجيع وحكمة وامثال وغيرها، وما يتعلق بتاريخ النص الادبي وغير ذلك مما له الدخل في صلاحية النص الادبي للاستشهاد به.

ــــــــــــــــــــــــــــ

1) ينظر: غازي طليمات وعرفان الأشقر – الادب الجاهلي: 23.

2) ينظر: الجوهري – الصحاح: 1/ 86 وابن منظور – لسان العرب: 1/ 206.

3) ابن منظور – لسان العرب: 1/ 206 وينظر: الجوهري – الصحاح: 1/ 86.

4) السيوطي – الجامع الصغير: 1/ 51 والمجلسي – بحار الانوار: 16/ 210.

5) غازي طليمات وعرفات الأشقر – الادب الجاهلي: 18.

6) ينظر: ستانلي هايمن – النقد الادبي ومدارسه الحديثة: 1/ 16.

7) ابن خلدون – المقدمة: 1/ 553.

8) ينظر: أبو القاسم الخوئي – البيان في تفسير القرآن: 38.

9) ينظر: محمد حسين علي الصغير – أصول البيان العربي: 11.

10) قدامة بن جعفر – نقد الشعر: 1/ 2.

11) مقدمة ابن خلدون: 1/ 573.

12) محمد رضا المظفر – المنطق: 462.

13) الطوسي – التبيان: 8/ 70.

14) ابن الاثير – المثل السائر: 1/ 99.

15) الزمخشري – الكشاف: 2/ 411 والرازي – تفسير الرازي: 20/ 39 والقرطبي – تفسير القرطبي: 10/ 110 والبيضاوي – تفسير البيضاوي: 3/ 400 والآلوسي – تفسير الآلوسي: 14/ 152.

16) السيوطي – الاتقان: 1/ 347.

17) ينظر: صبحي الصالح: فقه اللغة/ 298 واقتبسه من خصائص اللغة المنسوب الى الثعالبي (مخطوطة الظاهرية، بتصرف/ 206).

18) هو نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي، البكري الوائلي، الحروري، أبو راشد (ت 65هـ) راس الازارقة، واليه نسبتهم. كان امير قومه وفقيههم. من اهل البصرة. صحب في اول امره عبد الله بن عباس. وله – أسئلة – رواها عنه. الزركلي – الاعلام: 7/ 351.

19) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما الامام البحر أبو العباس الهاشمي ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) (ت 69هـ) ينظر: الذهبي – تذكرة الحفا ينظر: 1/ 40.

20) هو أبو عمرو طرقة بن العبد بن سفيان بن سعد، البكري الوائلي، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى (ت 60 ق-هـ). ينظر: البغدادي – خزانة الادب: 2/ 370 والزركلي – الاعلام: 3/ 225.

21) ينظر: السيوطي – الاتقان: 1/ 352.

22) ينظر: ابن منظور – لسان العرب: 10/ 379 – 381 والزبيدي – تاج العروس: 13/ 483 – 484.

23) الطوسي – التبيان: 10/ 313 وينظر: الطبري – جامع البيان: 30/ 150 – 153 وابن ابي حاتم الرازي – تفسير ابن ابي حاتم: 10/ 3411 والزمخشري – الكشاف: 4/ 235 – 236 والطبرسي – جوامع الجامع: 3/ 754 ومجمع البيان: 10/ 306 والرازي – تفسير الرازي: 31/ 109 والعز بن عبد السلام – تفسير العز بن عبد السلام: 3/ 435 والقرطبي – تفسير القرطبي: 19/ 276 – 278 والآلوسي – تفسير الآلوسي: 30/ 81 – 82 والسيوطي – الاتقان: 1/ 352 ومحمد حسين الطباطبائي – الميزان في تفسير القرآن: 20/ 245.

24) ينظر: التفتازاني – مختصر المعاني: 294.

25) الحيوان: 1/ 75.

26) أبو حيان التوحيدي – الهوامل والشوامل: 275 وينظر: سوسن رجب – النثر العربي عند العرب القدامى: 53.

27) الامتاع والمؤانسة: 2/ 135.

28) المصدر نفسه: 2/ 145.

29) الخليل – العين: 8/ 219.

30) ينظر: غازي طليمات وعرفان الأشقر – الادب الجاهلي: 29.

31) المصدر نفسه.

32) ينظر: القلقشندي – صبح الاعشى: 1/ 89 واحسان عباس – تاريخ النقد الادبي عند العرب: 1/ 399.

33) ابن ابي الحديد – شرح نهج البلاغة: 18/ 230.

34) نقله عنه الخطيب البغدادي – تاريخ بغداد: 5/ 238.

35) جامع بيان العلم وفضله: 1/ 99.

36) هو أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن إبراهيم طباطبا الحسني العلوي (ت 322هـ)، ينظر: محسن الأمين – اعيان الشيعة: 9/ 72 – 73.

37) ينظر: القلقشندي – صبح الاعشى: 1/ 90.

38) ديوان المتنبي: 3/ 31.

39) ينظر: القلقشندي – صبح الاعشى: 1/ 90.

40) ابن خلدون – المقدمة: 1/ 568 – 569.

41) ينظر: الطبري – جامع البيان: 25/ 160 و 161 والنحاس – معاني القرآن: 6/ 405 والسمرقندي – تفسير السمرقندي: 3/ 258 والطوسي – التبيان: 9/ 233 والزمخشري – الكشاف: 3/ 504 والطبرسي – جوامع الجامع: 3/ 325 ومجمع البيان: 5/ 226 وج9/ 108 والآلوسي – تفسير الآلوسي: 25/ 124 ومحمد حسين الطباطبائي – الميزان في تفسير القرآن: 18/ 141.

42) الزيلعي – تخريج الاحاديث: 3/ 269.

43) أبو حيان الاندلسي – تفسير البحر المحيط: 8/ 359 وينظر: الطبري – جامع البيان: 29/ 284 والثعلبي – تفسير الثعلبي: 10/ 108 والبغوي – تفسير البغوي: 4/ 432 والقرطبي – تفسير القرطبي: 19/ 154 وابن زمنين – تفسير ابن زمنين: 5/ 77 والطريحي – غريب القرآن/ 399.

44) الجاحظ – البيان والتبيين: 1/ 146.

45) الخليل – العين: 8/ 228.

46) ينظر: ابن منظور – لسان العرب: 11/ 610.

47) ابن فارس – معجم مقاييس اللغة: 5/ 296.

48) ينظر: محمد حسين الصغير – الصورة الفنية في المثل القرآني: 43.

49) نقله عنه السيوطي – المزهر: 1/ 375 واليوسي المغربي – زهر الاكم في الامثال والحكم: 1/ 4.

50) الميداني – مجمع الامثال: 1/ 6.

51) المصدر نفسه.

52) ينظر: محمد حسين الصغير – الصورة الفنية في المثل القرآني: 51.

53) محمد حسين الصغير – الصورة الفنية في المثل القرآني: 60.
54) ينظر: الجرجاني – اسرار البلاغة: 1/ 101 – 102.

55) الميداني – مجمع الامثال: 1/ 256.

56) ينظر: الثعلبي – تفسير الثعلبي: 10/ 326 والبغوي – تفسير البغوي: 4/ 543 وابن عطية الاندلسي – المحرر الوجيز: 5/ 535 والطبرسي – جوامع الجامع: 3/ 871 ومجمع البيان: 10/ 476 والقرطبي – تفسير القرطبي: 20/ 239 وابن جزي – التسهيل لعلوم التنزيل: 4/ 222 وابي حيان الاندلسي – البحر المحيط: 8/ 526.

57) أبو هلال العسكري – جمهرة أمثال العرب: 2/ 352 والزمخشري – المستقصى في أمثال العرب:

2/ 394.

58) ينظر: الثعلبي – تفسير الثعلبي: 3/ 187 والطبرسي – مجمع البيان: 2/ 421.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .