المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

فضل زيارة الإمام علي الرضا غريب طوس (عليه السلام).
2023-09-27
Multiplication Table
17-11-2019
ويمشورست جايمس
8-12-2015
قانون نيوتن الثاني من وجهة نظر النسبية
24-7-2016
صدقة السر عند زين العابدين (عليه السلام)
11-04-2015
أبو الفرج بن هندو الكاتب
26-12-2015


تعلم ان تقدر الصفات التي تذكرك بشخص اخر  
  
1902   11:50 صباحاً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص130-131
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 2535
التاريخ: 19-8-2017 2031
التاريخ: 24-5-2017 2632
التاريخ: 21-4-2017 3933

حين كانت ابنتي صغيرة في السن تذكرني بجدتيها. والان – ودون أي اساءة شخصية من أي نوع – صرت اتمنى لو ان هذا لم يكن هو الحال (ليس اجتماع صفات الجدتين في شخص واحد على أي حال). وكلما كبرت في السن – حسنا، باتت تذكرني اكثر واكثر بجدتيها. وبالطبع كانت تحمل بعضا من صفاتها الطيبة، لكنني لم ألحظ ذلك، بل ظلت الصفات السيئة هي التي تتبدى واضحة امامي.

لكنها كانت ابنتي، وكان حبي لها بلا حدود؛ لذا فقد تعلمت ان احب هذه الصفات، حتى ان كان يصعب تقبلها في البداية. ليس من الصعب فعل هذا، لكن يجب فعله، حيث انك لا تستطيع ان تلوم ابناءك على ما ورثوه من صفات، وفي حالة ابنتي هذه، كانت النتيجة ان بدأت اشعر بالتعاطف مع تلك الصفات الموجودة في جدتها.

اما اصعب شيء فهو ان تتعلم ان تحب أي صفة موجودة بطفلك تذكرك بشريك حياتك السابق. فاذا كنت قد انفصلت عن شريكة حياتك او طلقتما، ستجد ان ابناءك دائما ما سيذكرونك بها، ولابد ان تتعلم ان تحب تلك الجوانب فيهم، حتى لو كنت تكرهها في شريكة حياتك.

حسنا، انني لا ادعي ان لدي حلولا لكافة المشكلات – وهذه تحديدا مشكلة صعبة – لكني سأخبرك بما وجدته مفيدا لي حقا. لقد توصلت الى حقيقة مفادها انه لا يوجد ما يسمى بالصفة السيئة، بل ان الوسيلة التي يستخدم بها الناس خصالهم هي التي تهم حقاً. لقد عرفت طفلة كانت عنيدة بدرجة لا تصدق في صغرها ،ولقد كبرت وصارت ناشطة تدافع عن القضايا المهمة. لا بد ان يكون الشخص عنيدا بدرجة لا تصدق ويملك تصميما وعزما لا يلين حتى يستطيع الصمود والاستمرار في عرض القضايا امام هؤلاء السياسيين الذين لا يهتمون بشيء، كما انها نضجت في حياتها الشخصية كذلك وصارت شابة جميلة. هل العناد يعد صفة سيئة؟ ليس في حالتها تلك.

إنه لا يوجد ما يسمى بالصفة السيئة..

لذا لا تفترض انه بسبب امتلاك طفلك لصفة تذكرك بوالدته او والدك او حتى العمة (بيتي)، انه سيستخدم تلك الصفة بنفس الصورة. وعليه، فلا داعي لاي مشاعر سلبية تجاههم. انك تعلم ما عليك فعله: ان ترسخ فيهم القيم التي تجعلهم يستخدمون مواهبهم الطيبة بحكمة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.