أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1320
التاريخ: 3-08-2015
811
التاريخ: 3-08-2015
1370
التاريخ: 21-4-2018
538
|
أ ـ الهداية العامة :
إن السلوك الخاص والمنتظم الذي يشاهد في كل أنواع الكائنات الحية ، يكشف وببساطة عن حقيقتين ، هما :
1 ـ أن بين جميع المراحل التي يطويها نوع من أنواع الكائنات الحية هناك اتصالاً وارتباطا قائما مادامت الحياة فيه قائمة.
2 ـ أن هناك قانونا ما ، تسير وفقه وتنتظم تلك المراحل والأدوار ، وصولاً إلى الغاية في التكامل التكويني لكل نوع من أنواع الكائنات الحية.
والقرآن العظيم يؤيد هذه الحركة وهذا الاستنتاج في أن أنواع الكائنات الحية تهتدي بهدي اللّه تعالى في طريق تكاملها وكمالها: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50].
ويقول جل ذكره : {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: 2، 3].
ب ـ الهداية الخاصة :
بديهي أن النوع الانساني لا يستثنى من هذه الهداية التكوينية التي تهيمن على جميع الكائنات في العالم ، إنها تسيطر على الإنسان أيضا ، وبما أن كل كائن يستمر في طريقه نحو التكامل بما لديه من قدرة وقابلية ، فكذلك الإنسان يُساق نحو الكمال الواقعي بواسطة الهداية التكوينية.
غير أن للإنسان امتياز آخر على سائر المخلوقات ، ألاَ وهو العقل.
فالعقل يدعو الإنسان إلى التفكر والتدبر ، وأن ينتفع من كل وسيلة ممكنة ، لتحقق أهدافه وأغراضه.
وبواسطة العقل أيضا يدرك الإنسان أن وجوده وجود اجتماعي ، وأن متطلباته في الحياة متعددة، وأنه لا ينالها لوحده وبنفسه فحسب ، بل بالتعاون مع أبناء نوعه ، الذين يتصفون بالغرائز ذاتها ، ويدركون هذا الإدراك ذاته.
ثم إنّ الإنسان بعد تقبله الحياة الاجتماعية التي قوامها التعاون ، يرى ضرورة القانون الحاكم على الحياة ، وهو الذي يعين واجبات كل فرد من أفراد المجتمع ، فإذا عمّ النظام وساد في المجتمع ، عندئذ ينال كل من أفراد المجتمع السعادة المطلوبة ، التي طالما تمنّاها.
واللّه تعالى لما كان هو الذي جعل للإنسان ، قانون تكامله التكويني ، وكان عالما بخصائصه ونزعاته وما تنطوي عليه من استعدادات ، وتتطلع إليه من حاجيات ضرورية لتكامله الإنساني، جعل على نفسه جل شأنه ، وبما ينسجم مع لطفه وعدله ، أن يضع للإنسان النظام الكفيل بتحقيق هذا النوع من التكامل.
ولما كان للتكامل الإنساني بعدان : بُعد دنيوي ، وبعد أخروي ، وأن الأخير يشكل ذروة التكامل وغايته النهائية ، فإن النظام ، أو التشريع ، الإلهي سيكون هو الوحيد الذي يضمن تحقيق التكامل ، في بعديه معا ، دون إخلال بأيّ منهما ، وعند ذلك فقط يتحقق التكامل ، وتطوي الأدوار والمراحل المتصلة والمترابطة طريقها نحو الهدف النهائي الذي تسير باتجاهه : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115] .
وبهذا تتلخّص مهمة الأنبياء : بالهداية إلى طريقة التكامل وقوانينه ، في بعديه ، الدنيوي والأخروي .
أي أن هذا النظام واكتشافه هو خارج عن نطاق العقل الإنساني وعن قدراته ، فلابد من أن يكون له طريق آخر.
فبمقتضى نظرية الهداية العامة ، التي ترى ضرورة هذا الإدراك في النوع البشري ، لابد من وجود سبيل آخر يرشد النوع الإنساني إلى ذلك القانون ، إلى الواجبات الواقعية للحياة.
ذلك السبيل هو ما يسمى بـ «الوحي».
وبما أن هذا الطريق مختلف عن غيره ، موقوف على استعدادات رفيعة من طراز خاص ، فقد اصطفى اللّه تعالى له أفرادا من عباده ، جعلهم أنبياءه ورسله إلى العباد ، يتلقّون الوحي بوعي تام ، ويبثونه إلى الناس بأمانة تامة.
قال تعالى : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163] ، {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165] .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|