المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



أدلة إمامة علي بن أبي طالب والأئمة من ولده عليهم السلام (حديث الثقلين)  
  
1197   12:04 مساءً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : الفاضل محمد بن عبد الفتاح المشتهر بسراب التنكابني
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص99- 106
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

[من ادلة امامة وتنصيب علي بن ابي طالب (عليهما السلام)]  : ما رواه العامة والخاصة من قوله  (صلى الله عليه وآله) : إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض (1) .

أقول : أعظمية الواحد ليست باعتبار احتمال الخطأ في الآخر ، لانتفاء هذا الاحتمال بما  ذكره (صلى الله عليه وآله) بقوله " لن يفترقا " فلعلها باعتبار اختصاصه ببعض الاحترام ، مثل عدم جواز مس المحدث ، أو باعتبار كونه هاديا إلى الآخر أو بهما ، ولعل في قوله (صلى الله عليه وآله) " لن تضلوا بعدي " شرح للفرقة الناجية من ثلاث وسبعين فرقة " منه " .

وصاحب المغني لم يتكلم في سنده أصلا .

وقال السيد : إن أحدا منهم لم يخالف في صحته ، وهذا يدل على أن الشك مرتفع فيه (2) انتهى.

ويجب أولا تعيين أهل البيت ( عليهم السلام ) ثم التكلم في دلالة الخبر على المدعى .

أما أهل البيت ، فهم الذين تواترت الأخبار في فضائلهم من طرق العامة والخاصة ، فمع غنائها عن الرواية نذكر بعض ما وجدناه في صحاحهم .

روى ابن الأثير في جامع الأصول في الفصل الثالث من الباب الرابع في فضائل أهل البيت ، من صحيح الترمذي ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : لما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ } [آل عمران: 61] ، دعا رسول الله  (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي (3) .

ومن صحيح الترمذي ، عن أم سلمة قالت : إن هذه الآية نزلت في بيتها {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] قالت : وأنا جالسة عند الباب ، فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ فقال : إنك على خير ، إنك من أزواج رسول الله ، قالت : وفي البيت رسول الله  (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة وحسن وحسين ، فجللهم بكساء ، وقال : هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (4) .

ومن صحيح مسلم ، عن عائشة ، قالت : خرج رسول الله  (صلى الله عليه وآله) وعليه مرط مرحل أسود ، فجاء الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] (5) .

ومن صحيح الترمذي ، عن أنس أن رسول الله  (صلى الله عليه وآله) كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر ، يقول : الصلاة أهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] (6) .

فظهر من الأخبار أن أهل البيت في زمانه  (صلى الله عليه وآله) هم أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) وظن دخول الأزواج أو من حرم عليه الصدقة مطلقا في أهل البيت ، توهم محض ، والظاهر من الآية عصمتهم .

وجه الدلالة : أن إرادة إذهاب الرجس والتطهير يحتمل أن يكون إرادة الغفران عن الإثم ، وأن تكون إرادة أن لا يأثموا إرادة تكليفية ، وأن يكون إرادة حتمية ، وأن تكون إرادة جودة نفوسهم عن النقصان الذي يترتب عليه ارتكاب الإثم .

والأول لا معنى له في الحسنين ( عليهما السلام ) لكونهما صغيرين ، وحملها على إرادة الغفران عن الإثم على أي وجه كان سابقا أو لاحقا ، والقول بأن عدم إمكان الإثم فيهما سابقا لا يمنع العموم بعيد .

والثاني مشترك فلا معنى له هاهنا .

والأخيران يدلان على عصمة الصغيرين كما هو الظاهر ، والكبيرين بعدم القائل بالفصل .

فإن قلت : فما إذهاب الرجس الذي مآله العصمة في الزمان اللاحق الذي ظاهره تحقق ما يكون العصمة بإذهابه ؟

قلت : معناه إرادة إحاطة لطفه بهم بحيث تستلزم العصمة ، والإخبار بهذه الإرادة لا يستلزم عدم تحقق مثل هذا اللطف بالنسبة إلى أمير المؤمنين وفاطمة ( عليهما السلام ) قبل نزول الآية ، فلعله أخبر ظاهرا بعصمة الكل في الزمان الآتي ، وظهر عصمة البعض في الزمان السابق بالآية بوجه ذكرته أو بغيرها .

ومضمون الرواية الأولى منقول بلفظ آخر ، قال صاحب القاموس : الثقل كعنب ضد الخفة ، إلى قوله والثقل محركة متاع المسافر وحشمه وكل شئ نفيس مصون ، ومنه الحديث " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " (7) وتعرض أهل اللغة لهذا الحديث شائع .

وروى ابن الأثير في الفصل المذكور ، من صحيح مسلم ، عن بريدة (8) بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله  (صلى الله عليه وآله) وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

قال : يا بن أخي والله لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله  (صلى الله عليه وآله) فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي .

فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم ؟ قال : آل علي وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم (9) انتهى .

لا يخفى عليك بعد ما ذكرته توهم الراوي في تفسير أهل البيت ، اعلم أن إحدى الروايتين تدل على المقارنة بين الكتاب وأهل البيت في كون المتمسك بهما محروسا عن الضلال ، فإما أن يكون المراد محروسية المتمسك بكل واحد من الكتاب وأهل البيت منفردا ، مع جريان احتمالين في أهل البيت ، هما اعتبار كل واحد منهم أو اعتبار جميعهم ، أو المراد محروسية المتمسك بأحدهما منفردا والآخر منضما ، مع جريان الاحتمالين في أهل البيت ، أو المراد محروسية المتمسك بالمجموع من الكتاب وأهل البيت ، والاحتمالان في أهل البيت مثل السابق ، فالأقسام ستة : والأولان باطلان ، لأن كتاب الله لا كفاية له بانفراده ، لاشتماله على الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، وعدم اندراج أكثر الأحكام في ظاهر الكتاب ، وظاهر أن غير أهل البيت خارج من إحاطة ما نزل في البيت .

والأوسطان خارجان عن أسلوب الكلام ، وعلى تقدير المضايقة في الأسلوب ، فالكافي ليس هو الكتاب بما ذكرته ، فكل واحد من أهل البيت إما أن يكفي في وقته لمن أدركه أو المجموع ، بمعنى حجية إجماعهم مع جواز الخطأ في كل واحد ، وعدم احتماله فيما أجمعوا ، والثاني ليس له كثير انتفاع ، لتعسر الاطلاع على اتفاقهم في كثير من الأزمان إن لم يتعذر ، فلا يصح نفي الضلال عن المتمسك بأهل البيت ، لأن المدلول من عدم ضلال المتمسك بهم في الرواية التكليف بالتبعية ليحصل عدم الضلال ، وعلى هذا الاحتمال ربما لم يحصل عدم الضلال وإن سعى في التمسك ، لعدم إمكان الاطلاع على الاجماع لأكثر الناس في أكثر الأزمان ، لبعد المسافة التي بينهم ، مع جواز عدم تحقق الاجماع بينهم ، وهو ظاهر ، والأول هو المطلوب .

وأما الأخيران ، فعلى تقدير اعتبار التعدد والإجماع في الأهل ، ظهر حكمه من الأوسطين ، وعلى تقدير اعتبار كل واحد وضمه مع الكتاب لا ينفع على تقدير احتمال الخطأ فيه ، لعدم حصول الأمن من الخطأ بالاجتماع حينئذ ، كما لا يخفى ، وعلى تقدير عدم الاحتمال فالمتمسك به قد تحرس من الضلال من غير حاجة إلى ضم الكتاب ، هذا خلف .

فظهر مما ذكرته من الاحتمالات أنه على تقدير عدم حجية قول كل واحد من أهل البيت لا حراسة لهما عن الضلال على وجه يظهر من الخبر ، فيجب حمل الرواية على حجية قول كل واحد من أهل البيت حتى يحرس التمسك به عن الضلال .

فأهل البيت الذين يحرس التمسك بقول كل واحد عن الضلال ، ليس مطلق الأقارب ولا مطلق الذرية ، بل ما يدل الدليل على حراسة تبعيته عن الضلال ، وإن كان الدليل يقين انتفاء الصفة عن الغير ، فيدل الرواية على عصمة أهل البيت ووجوب التمسك بأقوالهم .

فإن قلت : فما تدارك الأسلوب لأن القرآن بانفراده لا يحرس عن الضلال .

قلت : الحراسة عن الضلال تحصل بأمرين : أحدهما ببيان طرق الهداية والضلال بالتفصيل ، والثاني ببيان من يكون من شأنه الهداية إلى الطريقين بالتفصيل ، والأول هو الثاني في الخبر ، والثاني هو الأول فيه ، ولعل في تقديم الثاني إشارة إلى أنه هاد إلى الأول ، وإطلاق الهادي على الاطلاق على الهادي إلى الهادي شائع ، ألا ترى أنه عند هداية شخص للضال عن الطريق الحسي أو العقلي إلى من يرشده إلى المقصود ، يصح نسبة الهداية إلى المرشد إلى المرشد ، كما يصح نسبتها إلى المرشد إلى المقصود .

فإذا عرفت هذا يظهر لك أن القرآن يحرس المتمسك به عن الضلال ، لأنه بانفراده كاف لدلالته على صفة من يجب اتباعه ، مثل آية الولاية المذكورة سابقا ، وآية {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] وآية {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] وآية {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] فباتباع الكتاب يحصل الحراسة عن الضلال .

فيظهر بما ذكرته أنه يجب حمل الرواية على أن المتمسك بكل واحد من الكتاب ، وبكل واحد من أهل البيت ، في أمان من الضلال ، فالمراد من الخبر الاحتمال (10) الأول من الاحتمالات الستة ، ولا ينافي هذا اختلاف كيفية دلالة كل واحد منهما .

ويظهر بأدنى تأمل أنها تدل على عصمة أهل البيت كما ذكرته ، وعلى استمرار وجودهم من زمان رسول الله  (صلى الله عليه وآله) إلى القيامة ، ويجب في جميع الأخبار الدالة على انحصار أهل بيته في زمانه في الأربعة ، وما يدل على استمراهم إلى القيامة ، القول بأن من كان على صفتهم في كون المتمسك به مأمونا عن الضلال فهو منهم ، ويجب تعميم العترة في قوله  (صلى الله عليه وآله) " كتاب الله وعترتي " وجعلها بمعنى أدنى قومه  (صلى الله عليه وآله) في النسب ، حتى يدخل فيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وخروج سائر الأقرباء عن كون تمسكهم حارسا عن الضلال حينئذ بقيد " أهل بيتي " وإن جعلت بمعنى الذرية ، فيدخل (عليه السلام) فيها بعنوان التغليب ، وتدل على حقية مذهب الإمامية الاثنا عشرية ، وبطلان جميع المذاهب المخالفة لهذا المذهب .

وبعد ما عرفت مقتضى الأخبار ، فقل لأصحاب السقيفة والمتمسكين بأفعالهم : بأي شئ تمسكتم مما ترك رسول الله  (صلى الله عليه وآله) ؟ أبكتاب الله ؟ أم بأهل بيته ؟ فأي آية من كتاب الله دلكم على ما صنعتم ؟ وبتبعية أي أهل بيت فعلتم ما فعلتم ؟ وبأي معنى حملتم قول الصادق المصدق الذي صدر عنه لإرشادكم وبيان رشادكم بقوله " أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " بعد ما بالغ فيما أخبركم بتصديره بالتنبيه والنداء ، وبقرب إجابة رسول ربه لزيادة الكشف عن الايصاء ؟

ألم ينبهكم قول نبيكم عن النيام ؟ أم اجترأتم في ترك الاقبال والقيام ؟ ألم يدلكم سياق الكلام والحال على وجوب التمسك بالثقلين للأمن عن الضلال ؟ ألم ير منكم وجوب الرجوع في المبهمات إليهم البصير حتى تركتم انتظار حضورهم في هذا الأمر الخطير ؟ هل تدل سيرة الرسل السابقة أو القرآن أو كلام أمين الملك الرحمن على استحقاق الأمر بالمغالبة والحيل وجعل خلافة الرسول من أباطيل الدول ؟ ألم يفدكم كيفية ما جرى في السقيفة قصد المغالبة بما تيسر ؟ ألم يحصل لأحد منكم اليقين ببطلان ما وقع فيها ؟ وإن تدبر (11)...

_____________

(1) الروايات الدالة على هذا كثير جدا نذكر قليلا منها ، منها : ما رواه ابن البطريق من  مسند أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني قد تركت فيكم ما أن تمسكتم لن تضلوا بعدي الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ومنها : ما رواه من مسند ابن حنبل بإسناده ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله  (صلى الله عليه وآله) : وإني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود بين السماء إلى الأرض ،  وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . 

ومنها : ما رواه من تفسير الثعلبي بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول  الله  (صلى الله عليه وآله) يقول : أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء والأرض - أو قال : إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

ومنها : ما رواه من مناقب ابن المغازلي بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تركت فيكم الثقلين : كتاب الله  حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن  يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما .

ومنها : ما رواه من الجمع بين الصحاح الستة لرزين ، من صحيح أبي داود السجستاني  ومن صحيح الترمذي ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله  (صلى الله عليه وآله) : إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفارقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي .

(2) الشافي 3 : 123 .

(3) جامع الأصول 10 : 100 برقم : 6688 وفيه : اللهم هؤلاء أهلي .

(4) جامع الأصول 10 : 100 برقم : 6689 .

(5) جامع الأصول 10 : 101 برقم : 6692 .

(6) جامع الأصول 10 : 101 برقم : 6691 .

(7) القاموس المحيط 3 : 342 .

(8) في الجامع : يزيد .

(9) جامع الأصول 10 : 102 - 103 برقم : 6695 .

(10) وما ذكرته في بطلان الأولين يدل على بطلان الأول ، إذا حمل كفاية الكتاب على

كفايته في تفصيل الأمور ، وما اخترته هاهنا هو كفايته في الدلالة على الهادي ، فلا تنافي بين

الأمرين " منه " .

(11) بما ذكرته ظهر مقتضى الخبر الثاني من غير حاجة إلى انفراد الكلام فيه " منه " .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.