أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
4371
التاريخ:
7506
التاريخ: 18-4-2017
3402
التاريخ: 5-11-2015
4256
|
و فاطمةُ هذه هي أختُ ورَقَة بن نوفل الّذي كان من حكماء العرب وكُهّانهم وكان له معرفة كبيرة بالإنجيل.
وقد ضبط التاريخ حديثه مع خديجة في بدء بعثة الرسول الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) ... .
وكانت فاطمة اخت ورقة قد سمعت من أخيها عن نبوة رجل من احفاد اسماعيل ولهذا ظلّت تنتظر وتبحث.
وذات يوم وعندما كان عبد المطلب متوجها إلى بيت آمنة بنت وهب بعد قفوله ومنصرفه من المذبح وهو آخذ بيد عبد اللّه شاهدت فاطمة الخثعمية ـ الّتي كانت تقف على مقربة من منزلها ـ النور الساطع من جبين عبد اللّه والّذي كانت تنتظره مدة طويلة وتبحث عنه بشوق فقالت : اين تذهب يا عبد اللّه؟ لكَ مِثلُ الإبل الّتي نحِرَت عنك وقعْ عليَّ الآن.
فقال : أنا مع أبي ولا استطيع خلافه وفراقه!! .
ثم تزوج عبد اللّه بآمنة في نفس ذلك اليوم وقضى معها ليلة واحدة.
ثم في الغد من ذلك اليوم أتى المرأة الخثعمية الّتي عرضت نفسها عليه وأبدى استعداده لتنفيذ رغبتها ولكن الخثعمية قالت له : ليس لي بك اليوم حاجة فلقد فارقك النورُ الّذي كان مَعك أمس!! .
وقيل : إنه لمّا عرضت تلك المرأة الخثعمية على عبد اللّه ما عرضت أجابها عبد اللّه بالبداهة ببيتين من الشعر هما :
أمّا الحَرامُ فالمماتُ دُونَهُ
وَالحِلُّ لاحلٌ فاستبينهُ
فكيفَ بالأَمر الّذي تبغِينَهُ
يحمي الكريمُ عرضَه ودينَهُ
ولكن لم تمر ثلاثة من زواجه بآمنة واقامته عندها حتّى دعته نفسُه إلى ان يأتي الخثعمية وعرض نفسه عليها قائلا : هل لك فيما كنت اردت؟ فقالت : لقد رأيت في وجهك نوراً فاردت ان يكون لي فأبى اللّه الاّ أن يجعله حيث اراد فما صنعت بعدي؟
قال : زوَّجني أبي آمنة بنت وهب !! .
علائم الإختلاق في هذه القصة!
لقد غَفل مختلِقُ هذه القصة عن اُمور كثيرة عند صياغته لها ولم يستطع اخفاء آثار الاختلاق عنها.
فلو كان يكتفي بالقول ـ مثلا ـ بان فاطمة صادفت عبد اللّه ذات يوم في زقاق من الأزقة أو سوق من الاسواق وشاهدت نورَ النبيّ ساطعاً من طلعته ففكرت في الزواج به رغبة في ذلك النور لكان من الممكن التصديق بهذه القصة بيدَ أن نصَ القصة جاء بصورة لا يمكن القبول بها للأسباب التالية :
1 ـ ان هذه القصة تفيد أنَّ المرأة الخثعمية عند ما عرضت نفسها على عبد اللّه كانت يد عبد اللّه في يد والده عبد المطلب فكيف يمكن ان تعرض تلك الفتاة نفسَها عليه وتبين مطلوبها له ويدور بينهما ما يدور ولا يحسُ عليهما عبد المطلب؟!
ثم الم تستحِ من عظيم قريش عبد المطلب الّذي لم يثنه عن طاعة اللّه تعالى شيء حتّى مقتلُ ولده وذبحه.
ولو قلنا أن مطلبها كان حلالاً مشروعاً فان ذلك لا ينسجم مع البيتين من الشعر اللَّذين ردّ بهما عبد اللّه طلبها.
2 ـ والأصعب من ذلك قصة عبد اللّه نفسه.
فان ولداً مثل عبد اللّه يحترم والده إلى درجة الاستعداد لأن يُذْبَحَ وفاءً لنذر والده كيف يمكن أن يتفوّه في حضرة والده بما نُقِلَ عنه؟!
ترى أيمكن لشاب نجا لتوّه من السيف والذبح ولا يزال يعاني من آثار الصدمة الروحية أن يستجيب لرغبات امرأة أو يبدي استعداده ورضاه القلبيّ لذلك لولا وجود والده معه؟!! ترى هل كانت تلك المرأة جاهلة بالظروف لا تقدّر الاحوال ولا تعرف الوقت المناسب لطرح مطلبها أو أنَّ مختلق هذه القصة غَفل عن نقاط الضعف البارزة هذه؟!!
ثم إن ممّا يفضح هذه القصة ويُظهر بطلانها ما جاء في الصورة الثانية لها فان عبد اللّه ـ كما لا حظنا جابه طلب تلك المرأة ببيتين من الشعر وقال ما حاصله بأن الموت أسهل عليه من ارتكاب هذا الفعل الحرام الّذي يأتي على دين الرجل وشرفه فكيف يجوز لمثل هذا الشاب الطاهر الغيور أن يقع فريسة لتلك الأهواء والرغبات الرخيصة الفاسدة والحال انه لم ينقض من زواجه اكثر من ثلاث ليال وتدفعه غريزته الجنسية إلى ان يبادر إلى بيت المرأة الخثعمية.
إنَّ ماجابَه به عبد اللّه دعوة تلك المرأة وما جاء في ذينك البيتين من الشعر اللذين يطفحان بالغيرة والإباء لخيرُ دليل على طهارة عبد اللّه وعفته وتقواه وترفعه عن الآثام والادران وابتعاده عن الانجاس والادناس.
وقد علّق الاستاذ العلامة النجار على هذه الاسطورة بقوله : ليس من المعقول أن يذهب عبد اللّه يبغي الزنا في الساعة الّتي تزوج فيها ودخل فيها على امرأته .
ولكن الاستاذ النجار أخطأ في تشكيكه في النور النبويّ الساطع في جبين عبد اللّه حيث قال معقباً على كلامه السابق : ولكنها مسألة النور في وجهه يريدون إثباتها ورسول اللّه غني عن هذا كله.
فان ذلك ممّا رواه جميع المؤرخين بلا استثناء فلا داعي ولا وجه للتشكيك فيه!
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|