أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2022
1807
التاريخ: 10-3-2022
1770
التاريخ: 2-4-2017
3235
التاريخ: 29-3-2017
3153
|
... كانت المرأة في العصر الجاهلي تعاني من الحرمان وأقوى دليل على أنها كانت تعيشُ في أسوأ الحالات وأشد الظروف واتعسها ... أن الآيات القرآنية الّتي تنزلت وهي تشجبُ بعنف معاملة الجاهلين للعنصر النسائي وقسوتهم على الاُنثى هي الاُخرى افضل شاهد على مدى الانحطاط الاخلاقي والتدهور السلوكي الّذي انحدروا إليه في هذا المجال.
إن القرآن الكريم يصف عادة وأد البنات بقوله : {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} [التكوير: 8] أي ليسئل يوم القيامة عن البنات اللاتي وُئدن وهنّ أحياء.
إن القرآن الكريم بهذه العبارة الموحية إنما يتحدث ـ في الحقيقة ـ عن عادة وأد البنات بمرارة ويشجبها بشدة حتّى أنه يعتبرها جريمة نكراء لا تمر ـ في الآخرة ـ بدون حساب شديد وسؤال خاص.
حقا انه لأمرٌ يكشف عن مدى القسوة الّتي كان عليها قلوبُ الجماعة.
إنها قسوة تغشى كل عواطف المرء فلا يعود يسمع معها نداء الضمير ولا يحسُّ معها بوخز الوجدان انه لا يعود يسمع معها حتّى صراخ بنته الجميلة البريئة واستغاثاتها المؤلمة وهي ترى بأم عينيها حفيرتها وتحس بيدي والدها القاسي وهو يدفعها إلى تلك الحفرة ويدفنها حية!
إنها قسوة تكشف عن أسوأ وأحطّ درجات الانحطاط الخلقي والتقهقر الإنساني , وبنو تميم هي أول قبيلة اقدمت على هذه الجريمة النكراء وكان السبب أن بني تميم امتنعوا من دفع ضريبة الاتاوة الّتي كانت عليهم إلى الملك فجرّد اليهم النعمان بن المنذر حاكم العراق آنذاك جيشاً كبيراً لضرب هذا التمرد وانتصر على بني تميم في المآل وغنم منهم الغنائم وسبى منهم الفتيات والنساء فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر وكلّموه في الذراري والنساء فحكم النعمان بان يجعل الخيار في ذلك إلى النساء فأية امرأة اختارت زوجَها ردّت عليه فاختلَفْنَ في الخيار فاختار بعضهُنَّ العودة إلى الاهل والاباء واختارت بنتٌ لقيس بن عاصم سابيها على زوجها مما أثار هذا الموقف والاختيار غيظ والدها العجوز قيس بن عاصم فنذرَ من ذلك الحين أنْ يدسَ كلَ بنت تُولَد له , وهكذا سنّ لقومه الوأد واخذت بقية القبائل بهذه العادة البغيضة الوحشية إرضاءً لغيرتهم وظلّوا يمارسونها اعواماً متمادية .
واليك واحدة من القصص المأساوية في هذا المجال : قيل لما وفد قيس بن عاصم على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) سأله بعض الانصار عما يتحدث به في الموؤدات فاخبر انه ما ولدت له بنت إلاّ وأدها قال : كنتُ اخاف العار وما رحمتُ منهنَ إلاّ بُنيّة كانت ولدتها اُمها وأنا في سفر فدفعتها إلى أخواتها وقدمت أنا من سفري فسألتها عن الحمل فاُخبِرت أنها ولَدت ولداً ميتاً وكتمتْ حالها حتّى مضت على ذلك سنونٌ وكبرت الصبية وينعت فزارت اُمها ذات يوم فدخلتُ فرأيتها وقد ضفرت شعرها وجعلت في قرونها جداداً ونظمت عليها ودعاً والبستها قلادة من جزع فقلت لها : من هذه الصبية؟ وقد اعجبني جمالها فبكت اُمها وقالت : هذه ابنتك فأمسكت عنها حتّى غفلتْ اُمها ثم اخرجتها يوماً فحفرتُ لها حفرة وجعلتها فيها وهي تقول : يا ابت ما تصنع؟ أخبرني بحقك!! وجعلتُ اُقلّب عليها التراب وهي تقول : أنت مغط عليَّ بهذا التراب أنت تاركي وحدي ومنصرفٌ عني وجعلتُ اقذفُ عليها حتّى واريتها وانقطع صوتُها فتلك حسرتها في قلبي فَدَمعتْ عينا رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وقال : إن هذه لقسوة ومن لا يَرحَم لا يُرحَم .
وقد ذكر ابن الاثير في كتابه اُسد الغابة في مادة قيس : ان النبي (صـلى الله علـيه وآله) سأل قيساً عن عدد البنات اللاتي وأدهنَّ في الجاهلية : فاجاب قيسٌ بانه وأد اثنتي عشرة بنتاً له .
ورُوي عن ابن عباس أنه قال : كانت الحامل إذا قَربت ولادتها حفرت حفرة فمخضت على رأس تلك الحفرة فاذا ولدت بنتاً رمت بها في الحفرة وإذا ولدت ولداً حبسته .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|