أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
1456
التاريخ: 30-07-2015
1523
التاريخ: 6-5-2020
2016
التاريخ: 27-3-2017
1430
|
[من] المطاعن التي اوردت على الحسن عليه السلام وهو: أنّه صالح معاوية وبايعه، وخلع نفسه وأخذ عطاياه، وأظهر موالاته مع فجور معاوية، وكان قد بايعه خيار الصحابة وأفاضل المسلمين، حتّى قال له سليمان بن صرد: «ما ينقضي تعجّبنا من بيعتك لمعاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من أهل الكوفة، ومعهم أبناؤهم سوى شيعتك من أهل البصرة والحجاز(1).
والجواب: أمّا الصلح فإنّه فعله اضطراراً؛ لأنّ أكثر أصحابه كانوا غير مخلصين ومالوا إلى دنيا معاوية، فأظهروا له عليه النصرة وحملوه على الحرب ليورّطوه ويسلّموه، فلمّا أحسّ عليه السلام بذلك صالح تحرّزاً من المكيدة.
وأجاب معاوية، ولمّا عوتب، قال: «إنّما هادنت حقناً للدماء وصيانتها، وإشفاقاً على نفسي وأهلي والمخلصين من أصحابي»(2) ، وكان الذي جرى من مكيدة معاوية وحكاياته مع عبيد اللَّه بن عباس وقيام الخوارج على الحسن مشهوراً والصلح مع الضرورة جائز كما فعله رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في الحديبية.
وأمّا البيعة: فإن أردت بها الصفقة وإظهار الرضا للضرورة، فقد وقعت كما وقعت من أبيه عليه السلام للشيوخ الثلاثة ولا يضرّنا ذلك، وإن أردت الرضا بالقلب فباطل، فإنّه لم يقع، ولهذا لمّا طلب معاوية الكلام وإعلام الناس ما عنده، حمد اللَّه وأثنى عليه، وقال عليه السلام: «إنّ أكيس الكيس التقي، وأحمق الحمق الفجور، أيّها الناس لو أنّكم طلبتم ما بين جابلق(3) وجابرص(4) رجلًا جدّه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ما وجدتموه غيري وأخي، وأنّ اللَّه قد هداكم بأولياء محمد صلى الله عليه وآله، وأنّ معاوية نازعني حقّاً، هو لي، فتركته لصلاح الامّة، وحقن دمائها. وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وقد رأيت أن اسالمه، وأن يكون ما صنعت حجّة على من كان يتمنّى هذا الأمر، وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين»(5). وليس في هذا دليل على المبايعة.
وأمّا خلع نفسه من الإمامة فإنّه محال، كيف؟ وقد قال النبيّ صلى الله عليه وآله: «هما إمامان قاما أو قعدا»(6) فالإمامة لازمة لهما قائمين وقاعدين.
وأمّا أخذ العطاء فقد فعل مثله علي عليه السلام، لأنّ جميع ما بيد المتغلّب من الأموال فللإمام انتزاعه كيف ما كان، طوعاً أو كرهاً، وكان ينفق على نفسه وعياله قدر حقّهم، ويدفع الباقي إلى المستحقّ ، وإظهار الموالاة كان تقيّة.
______________
(1) انظر تلخيص الشافي 3: 176، والإمامة والسياسة 1: 185- 186، إلّا أنّه ذكر أنّ معك مئة ألف.
(2) تلخيص الشافي 3: 178، وبهذا المضمون في البداية والنهاية لابن الأثير 8: 2.
(3) يقصد بها كما في معجم البلدان 2: 91، مدينة بالمغرب.
(4) في المطبوع: جابرس، ويقصد أيضاً بها كما في معجم البلدان 2: 91 مدينة بالمغرب، وأهل جابرس من قوم ثمود.
(5) تلخيص الشافي 3: 178، وبهذا المضمون في البداية والنهاية 8: 20.
(6) بحار الأنوار 35: 266، الحديث الأول.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|