الاقليم المناسب لزراعة البطاطا

يمكن أن تنمو البطاطا في كل الأقاليم، لكن أنسبها للبطاطا هي المعتدلة المحتوية على قليل من الرطوبة لأنها تتضرر من الصقيع والبرد القارس كما تتضرر من الحر الشديد ، أما الإقليم الحار الجاف فمحصوله قليل وأكثر تعرضاً للأمراض التي تؤثر فيها، لهذه الأسباب نجد أن المناطق الجبلية المرتفعة كسهل والبقاع وجيرود وبشرى وتنورين وقرطبا واللقلوق في جرود لبنان وأنحاء الزبداني ويبرود والنبك في جبل قلعون وأمثالها أنسب من السهول الساحلية ومن السهول التي شرق العاصي وحول الفرات والخابور، ويؤتى ببذور البطاطا إلى السهول المذكورة من المحاصيل الناتجة في الجرود ، وهي في المناطق المعتدلة والباردة تزرع صيفية وفي المناطق الحارة تزرع شتوية. وأنسب درجة لنمو البطاطا تتراوح بين 16 -20 مئوية، كما أن درجة حرارة التربة عامل مهم في زراعة المحصول حيث أن سخونة الأرض تضر تكون الذرات، فإذا اشتدت الحرارة وجب سقي التربة عدة مرات خفيفة متوالية لتقلل من حرارتها.

وقد وجد أن البطاطا تحتاج في النهار الواحد إلى 10-12 ساعة من النور لتنمو نمواً حسناً، ولا يفيدها زيادة هذه الساعات أو قلتها، وتحتاج أيضاً إلى رطوبة زائدة لتروي أجزاءها الهوائية، فإن لم تجد ما يكفيها من ذلك في الأراضي البعلية يجب زراعها في الأراضي المسقوية وإجراء العمليات من عزق وتحضين لحفظ الرطوبة في التربة، ووجد أنها تتضرر من الحرارة الشديدة، ففي السنين الحارة والجافة يضعف نموها ويقل محصولها، وإذا أمطرت في الخريف بعد هذا الجفاف تكثر أمراضها وتقل المواد النشوية فيها، ولذا كان من اللازم أن يراعى للزراع اتفاق كل من المواقع الجغرافي وموعد الزراعة في فترات (عدادين) مناسبة طول مدة النمو ولا سيما في الفترة الأخيرة منه، وألا تترك درنات المحصول الصيفي في التربة بعد نضجها دون قلع مدة أطول من اللازم. ومعنى ذلك: ألا تترك التربة تجف على المحصول في الصيف حتى لا يسخن فيصاب بلسعة الحرارة ويتخن خصوصاً إذا كانت التربة رملية. ويمكن التغلب على فعل الحرارة المرتفعة بزراعة الأصناف المعروفة بمقاومتها للحرارة مثل الصنفين هو سيار المتأخر Late-Hossiar وماكروميك: Mac-Comtek الذين يزرعان في فرجينا بالولايات المتحدة الأمريكية وهما مشهوران بمقاومتهما المدهشة للحرارة، والحرارة المنخفضة تقلل كذلك من كمية المحصول كما أتضح ذلك من نتائج الزراعة في المواعيد المتأخرة التي ظهر منها أن للصقيع أيضاً تأثيراً خطيراً على المحصول.