أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2017
2181
التاريخ: 26-8-2018
7545
التاريخ: 2024-01-22
1065
التاريخ: 21-11-2019
5692
|
سفر التكوين:
ترجع المصادر المكتوبة ومنها التوراة , وجود الانسان في هذه المنطقة الى ابناء نوح الثلاثة حيث يعطينا سفر التكوين صورة لذلك فيقول....(وكان بنو نوح الذين خرجوا من السفينة ساما وحاما ويافث. وحام هو ابو كنعان, هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح, ومنهم انتشر الناس في الارض كلها...).
وتابع التوراة في الفصل العاشر من سفر التكوين تقديم لائحة سلالية , للشعوب مجتمعة بحسب قرابتها العنصرية , فبنو يافت ينتشرون في اسيا الصغرى وجزر البحر المتوسط, وبنو حام في بلاد الجنوب اي مصر والحبشة وجزيرة العرب وتضم اليها كنعان, وبين هاتين المجموعتين والمنطقتين البحر المتوسط والجنوب , يسكن بنو سام: العيلاميون والاشوريون واجداد العبرانيين.
ولكننا نعلم بالمقابل ان التوراة لا تتكلم عن العبرانيين الا ابتداء من دخول هذا الشعب في التاريخ حوالي السنة 1200ق.م لذلك يتعذر علينا حصر أصله وهذا شأن معظم الشعوب القديمة . وقد سبقت هذه المرحلة حقبة تكوين طويلة تتعدى الثمانية او التسعة قرون وهي تكاد تخفي بكليتها عن المؤرخين.
فالرعاة الذين كانوا يتنقلون طوال الالف الثاني ق.م على حدود شيه صحراء الهلال الخصيب انتهى بهم الامر شيئا فشيئا الى الاستقرار و لابل استطاعوا بعض الاحيان ان يفرضوا سيطرتهم على منطقة تقيم بها جماعات غيرهم من شبه البدو.
ونستطيع ان نعرف على الاقل مجموعتين اثنتين من هذه الشعوب معرفة خاصة, هما الاموريون الذين استقروا في سوريا في حوالي القرن الثالث عشر ق.م. وتشير وثائق مصر وبلاج الرافدين الى مجموعات اخرى كثيرة كانت دون تتسلل دون انقطاع الى ما بين النهرين وفلسطين ومصر.
الدكتور فيلب حتي يرجع تسمية الساميين الى سبب لغوي, كون هذا الجنس البشري الذي تدخل ضمنه عدة شعوب تكلم اللغة السامية التي تضم اللغات الاشوريه البابلية (الاكادية) والكنعانية اي الفينيقية والارامية والعربية والحيثية. ولنا ان نضيف الى نا اورده الدكتور فيلب حتي اللغة السريانية , والقاسم المشترك بين هذه اللغات بين هذه اللغات هو احتواؤها على مرادفات او عبارات تكاد بعض الاحيان تصل الى حد التطابق .
وينهي الدكتور حتي خلاصته بالقول ان مجموعة أساليب وانماط حياة وتصرفات هذه الجماعات السامية تؤكد انهم كانوا يشكلون جماعة واحدة قبل ان تفرقها عوامل متعددة وقبل ان تحصل كل لغة على شخصية خاصة تميزها عن الاخرين. وتلاقى اليوم نظريات عديدة حول امر يقول ان الهجرات السامية خرجت من شبه الجزيرة العربية , حيث لم تعد الموارد الطبيعية في تلك الفترات المتأخرة من الزمن كافية لا عالتهم واتجهت نحو بلاد الرافدين القريبة او ناحية بلاد الشام وفلسطين ولبنان.
وتلتقي هذه مع ما اورده احمد امين في كتابه (فجر الاسلام) من ان العرب تشكلوا مع من حولهم من اصل واحد, ثم تحضر من حواليهم وتخلفوا هم, فقد تحضر سكان الفرات ووادي النيل وظل العرب تغلب عليهم البداوة لما حاصرتهم جبالهم وبحارهم. ومع مطلع سنة 3500 ق.م. اتجهت هجرات سامية من شبه الجزيرة العربية نحو مناطق الرافدين , حيث توجد المياه يوفر المراعي الخصبة ويضمن الحياة التي يسعى اليها هؤلاء الرعاة. وهناك تفرعت هذه المجموعات واختلطت مع شعوب اخرى واعطت شعبا جديدا هو الشعب الاكادي الذي عرف كذلك باسم الشعب البابلي .وفي مطلق الاحوال فان الشعب السومري بنى حضارة عظيمة سوف تؤسس لقيام مدنيات اخرى على انقاضها, وستكون له مأثرة عظيمة عند اكتشافه للكتابة المسمارية.
وبعد المرحلة الاولى هذه خرجت هجرة ثانية من الصحراء وكانت تنتمي الى الاموريين الذين نزلوا في نواحي سوريا الشمالية , ومنهم تفرع الكنعانيون الذين سكنوا السهل الساحلي, الممتد من الاسكندرون وحتى جنوب فلسطين, لكن نلفت النظر هنا الى تعدد النظريات وتشعبها , فبعض المؤرخين المحتمين بأصل الفينيقيين ومنشئهم قالوا بان هؤلاء اتوا من بحر اريتيريا , ومن بينهم هيرودوت, بينما يدعي سترابون ان في الخليج الفارسي مدن ومعابد شبيهة بالمدن والمعابد الفينيقية ويؤكد بليني هذا الادعاء.
وروي جيتان ان الفينقيين تركوا موطنهم على اثر زلزال قوي, وانتقلوا بادئ الامر الى البحر الميت ربما, ليستقروا فيما بعد على شواطئ المتوسط.
وفي العصور الحديثة اعتمد بعض المؤرخين جزئيا او كليا علة مثل هذه النظريات متجاهلين المكتشفات الاثرية , فحاول انسفيلد ان يبرهن ان نشأتهم تنحصر ام بصحراء سيناء او بمشارف بلاد العرب والمناطق المجاورة لها. في حين يؤكد فيلون الجبيلي ان الفينيقيين هم من سكان البلاد الاصليين. وبين 1500 و1200ق.م اتى الاراميون الى سوريا المجوفة ونواحي مدينة دمشق ومنطلقهم كان الجزيرة العربية . اما العبرانيون فقد توجهوا نحو الجزء الجنوبي من الهلال الخصيب وبحدود سنة 500ق.م اتت هجرة جديدة ودائما من الجزيرة العربية واتخذت من المناطق الشمالية الشرقية مركزا لبناء مقرات لها, وكانت هذه من القبائل النبطية(الانباط).
تزامن قدوم العبرانيين مع وفود شعب اخر ينتمي الى العنصر الهندي- الاوربي وهو الشعب الفلسطيني الذي اتى من جزر بحر ايجه مستعملا طرق البحر والبر عند سواحل سوريا الجنوبية.
اما توطن الانسان في مصر فكان سابقا لهذه الفترات وهجراتها , حيث سكن اول الامر الصحراء اللطيفة المناخ يومذاك, ومع التبدلات التي طرأت راح يتجمع في وادي النيل الى مطلع الالف الرابع و عندما كانت مصر تتألف من مملكتين شمالية وجنوبية الى ان استطاع نارمر توحيد المملكتين في مملكة واحدة حوالي سنة 3200ق.م. وسوف يدخل عنصر جديد على عملية التمازج هذه في حدود سنة 1750 عندما اجتاحتها شعوب تعتبر خليطا ساسانية وحورية وحثية, بالأضافة الى عناصر سامية من الحضر والبدو انضمت الى الغزاة الاقوياء الذين نشروا نفوذهم ليس على مصر وحدها, انما كذلك على مناطق سوريا والساحل الفينيقي والفلسطيني وقد سموا بالملوك الرعاة او الهكوس , واستعملوا الحصان في جر المركبات الحربية.
هذه الهجرات الواسعة حصلت خلال عهود وازمنة متباعدة , يفصل الواحد منها عن الاخر حوالي الالف سنة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|