المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



شروط الصف والُمربي  
  
2794   11:00 صباحاً   التاريخ: 2-1-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص301ـ302
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يجب أن يكون الصف الدراسي رحباً وبعدد قليل من التلاميذ ومزيناً بالصور، وبمقاعد مناسبة مع قامة الطفل، بحيث تتيح للمربي الحضور الى جانب الطفل وتسهل العمل والحركة والتنقل بين المقاعد، يجب أن يكون مربي الصف قديراً، وأن يكون قد خضع لدورة تربوية، كما انه يجب ان يكون شخصاً واعياً وملتزماً يغمر الاطفال بحنانه، وأن يكون انيساً في مسلكه، وصبوراً يتحمل الاعباء، ويتميز بالهدوء والرزانة والتعامل الجيد والحريص، والشريف، ويتحلى بكفاءة وجدارة أخلاقية عالية، ومن الأفضل أن يكون متزوجاً عائلاً، يجب ان يحب الطفل، ويداعبه بمحبة وبمعزل عن العنف لإخضاعه والسيطرة عليه، وفي النهاية ان يتعامل معه ببشاشة وارتياح بال، وأن يقف على حاجات الطفل ويسجلها في قائمة من اجل تلبيتها.

وفيما يخص المستوى الدراسي للمربي فلا تشدد في ذلك، ولكننا نؤكد على صفاته وخصاله الأخلاقية، ومن الضروري ان يتصف بالعطف والعناية، كما يتطلب ان يكون لديه اطلاع ولو بالمستوى القليل، وأن يكون عاقلاً رابط الجأش، واهلاً للحوار والاستشارة، وحسن التعامل، وأن لا تغادر البشاشة ملامح وجهه، طارداً في الوقت نفسه المشاعر الكئيبة عن نفسه.

يجب ان يبث الجرأة في الأطفال من خلال أساليبه التربوية، ويشجعهم على الحديث وإبداء آرائهم، ويجب أن يكون محترفاً يتمتع بصفة الاتزان والكفاءة، رابط الجأش، ولا يغضب، ولا يتأثر سلبياً من جهل الطفل وعدم إدراكه، أو يأخذ عليه جهله، وأن لا يتدخل في جميع الشؤون التي تعني الطفل... الخ.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.