المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

علاقة علم الإحصاء بالعلوم الاجتماعية
26-2-2018
تقنيات السّريالية وطقوسها
29-09-2015
الأحكام الفاصلة في المسائل العارضة الجزائية
29-1-2016
Martin David Davis
24-2-2018
الآداب البيانية
3-05-2015
حمزة بن زياد البكائي
25-7-2017


لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين  
  
1601   09:03 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 103-105
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2017 774
التاريخ: 6-08-2015 1090
التاريخ: 6-08-2015 1753
التاريخ: 11-4-2018 906

 ... الأمر بين الأمرين له معان كلها صحيحة و هي:

الاول: ان يكون الجبر المنفي هو ما ذهب اليه المجبرة والاشاعرة ، والتفويض المنفي هو كون العبد مستقلا في الفعل بحيث لا يقدر الرب تعالى على صرفه عنه كما ذهب اليه بعض المعتزلة، والامر بين الامرين هو ان الله تعالى جعل عباده مختارين في الفعل والترك مع قدرته على صرفهم عما يختارون وعلى جبرهم على ما لا يفعلون . 

الثاني: ما سلكه شيخ الطائفة المحقة الشيخ المفيد في شرحه على الاعتقادات حيث ‌قال بعد قول الصدوق: اعتقادنا في الجبر و التفويض قول الصادق عليه السّلام لا جبر و لا تفويض بل أمر بين الأمرين ما لفظه: الجبر هو الحمل على الفعل و الاضطرار إليه بالقسر و الغلبة، و حقيقة ذلك إيجاد الفعل في الخلق من غير أن يكون لهم قدرة على دفعه‌ و الامتناع من وجوده فيه، و قد يعبر عما يفعله الإنسان بالقدرة التي معه على وجه الإكراه له ‌على التخويف و الإلجاء أنه جبر، والأصل فيه ما فعل من غير قدرة على امتناعه حسب ما قدمناه، و إذا تحقق القول في الجبر على ما وصفناه كان مذهب الجبر هو قول من يزعم أن‌ اللّه تعالى خلق الطاعة في العبد من غير أن يكون للعبد قدرة على ضدها و الامتناع منها، وخلق فيهم المعصية كذلك، فهم المجبرة حقا و الجبر مذهبهم على التحقيق و التفويض هو القول برفع الحظر عن الخلق في الأفعال، والإباحة لهم مع ما شاءوا من الأعمال، و هذا قول الزنادقة و أصحاب الإباحات، و الواسطة بين هذين القولين أن اللّه أقدر الخلق على‌ أفعالهم و ملكهم من أعمالهم و حد لهم الحدود في ذلك، ورسم لهم الرسوم و نهاهم عن ‌القبائح بالزجر و التخويف و الوعد و الوعيد، فلم يكن بتمكينهم من الأعمال مجبرا لهم ‌عليها، و لم يفوض إليهم الأعمال لمنعهم من أكثرها، و وضع لهم الحدود فيها و أمرهم‌ بحسنها و نهاهم عن قبحها، فهذا هو الفصل بين الجبر و التفويض ...

الثالث: إن الأسباب القريبة للفعل بقدرة العبد، والأسباب البعيدة كالآلات‌ و الأدوات و الجوارح و الأعضاء و القوى بقدرة اللّه سبحانه، فهذا هو الأمر بين الأمرين.

الرابع: إن المراد بالأمر بين الأمرين كون بعض الأشياء باختيار العبد كالأفعال ‌التكليفية و نحوها، و بعضها بغير اختياره كالصحة و المرض و النوم و اليقظة و أشباهها.

الخامس: إن التفويض المنفي هو تفويض الخلق و الرزق و تدبير العالم إلى العباد كما ذهب إليه الغلاة في الأئمة عليهم السّلام و المفوضة، و يؤيد ذلك ما رواه الصدوق في العيون‌ بإسناده عن يزيد بن عمير قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السّلام بمرو فقلت له ‌يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم روي لنا عن الصادق عليه السّلام أنه قال لا جبر و لا تفويض بل أمر بين ‌أمرين فما معناه. فقال عليه السّلام: من زعم أن اللّه تعالى يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال ‌بالجبر، ومن زعم أن اللّه عز و جل فوض أمر الخلق و الرزق إلى حججه عليهم السّلام فقد قال‌ بالتفويض، فالقائل بالجبر كافر و القائل بالتفويض مشرك. فقلت له يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ‌فما أمر بين أمرين فقال: وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به، و ترك ما نهوا عنه. فقلت له‌ فهل للّه عز و جل مشيئة و إرادة في ذلك. فقال: أما الطاعات فإرادة اللّه و مشيئته فيها الأمر بها و الرضا بها و المعاونة عليها، و إرادته و مشيئته في المعاصي النهي عنها و السخط لهاو الخذلان عليها، فقلت فلله عز و جل فيها القضاء، قال نعم ما من فعل يفعله العباد من ‌خير و شر إلا و للّه تعالى فيه قضاء قلت فما معنى هذا القضاء، قال الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب و العقاب في الدنيا و الآخرة.

السادس: ما اختاره العلامة المجلسي رحمه اللّه و تنطبق عليه أكثر اخبار الباب و هو: إن الجبر المنفي قول الأشاعرة و الجبرية كما عرفت، و التفويض المنفي هو قول المعتزلة إنه تعالى أوجد العباد و أقدرهم على أعمالهم و فوض إليهم الاختيار، فهم مستقلون‌ بإيجادها على وفق مشيئتهم و قدرتهم و ليس للّه سبحانه في أعمالهم صنع، و أما الأمر بين ‌الأمرين فهو أن لهدايته تعالى و توفيقاته مدخلا في أفعالهم بحيث لا يصل إلى حد الالتجاء و الاضطرار، كما أن لخذلانه سبحانه مدخلا في فعل المعاصي و ترك الطاعات لكن لا بحيث ينتهي إلى حد لا يقدر معه على الفعل و الترك، و هذا أمر يجده الإنسان من نفسه في‌ أحواله المختلفة، وهو مثل أن يأمر السيد عبده بشي‌ء يقدر على فعله و فهمه ذلك، و وعده‌ على فعله شيئا من الثواب و على تركه قدرا من العقاب، فلو اكتفى بتكليف عبده بذلك و لم ‌يزد عليه مع علمه بأنه لا يفعل الفعل بمحض ذلك لم يكن ملوما عند العقلاء لو عاقبه على ‌تركه و لا ينسب عندهم إلى الظلم، و لا يقول عاقل إنه أجبره على ترك الفعل. و لو لم يكتف‌ السيد بذلك و زاد في ألطافه و الوعد بإكرامه و الوعيد على تركه، و أكد ذلك ببعث من يحثه‌ على الفعل و يرغبه فيه و يحذره على الترك، ثم فعل ذلك بقدرته و اختياره فلا يقول عاقل إنه ‌أجبره على الفعل، و أما الفعل ذلك بالنسبة إلى قوم و تركه بالنسبة إلى آخرين فيرجع إلى ‌حسن اختيارهم و صفاء طويتهم و سوء اختيارهم و قبح سريرتهم، أو لسبب لا يصل إليه‌ علمنا، فالقول بهذا لا يوجب نسبة الظلم إليه سبحانه بأن يقال جبرهم على المعاصي ثم‌ يعذبهم عليها كما يلزم الأولين، و لا عزله سبحانه عن ملكه و استقلال العباد بحيث لا مدخل له في أفعالهم فيكونون شركاء للّه في تدبير عالم الوجود كما يلزم الآخرين. ...

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.