المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

مسائل تخص زكاة الغلات
22-9-2016
سلطان مصر في بلاد كوش.
2024-06-18
الوجوب الغيري لمقدمات الواجب
25-8-2016
ضحكات علي وفاطمة تضيء الجنان
16-12-2014
فاتح أبواب علوم الغيب
2024-08-25
تأثير العمل في الاخلاق
2024-07-02


معنى البداء  
  
1060   08:27 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 109-112
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / البداء /

 قد تضافرت الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهم صلوات الملك الغفار بالقول بالبداء، ففي الكافي عن زرارة في الصحيح عن الباقر عليه السّلام و الصادق عليه السّلام قال ما أعبد اللّه بشي‌ء مثل البداء.

و في رواية أخرى عن هشام بن سالم عن الصادق عليه السّلام قال: ما عظم اللّه بمثل‌ البداء.

والأخبار بذلك كثيرة، وليس البداء ما ظنه جهال العامة العمياء و طعنوا به على الفرقة المحقة من أنه ظهور الشيء بعد خفائه و حصول العلم به بعد الجهل به، إذ ذلك لا يتفوه به‌ إلا من عزل العقل عن الحكومة، وجوز على اللّه أن يأمر بالقبيح و يفعله و ينهى عن الحسن ‌و يتركه كالأشاعرة كما عرفت من مذهبهم. وإنما البداء الذي ذهبوا إليه له معان صحيحة قد اتفقت عليها العقول وطابقها المنقول و دل عليها الكتاب و السنة كما استقصينا تلك المعاني ‌في مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار نشير هنا إلى جملة منها و هي:

الأول: ما اختاره العلامة رحمه اللّه المحدث المجلسي و هو: أنهم عليهم السّلام إنما بالغوا في البداء ردا على اليهود القائلين إن اللّه قد فرغ من الأمر و على النظام، وبعض المعتزلة القائلين إن اللّه خلق الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن معادن و نباتا و حيوانا و إنسانا، و لم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده و التقدم إنما يقع في ظهورها لا في حدوثها و وجودها، و أخذوا هذه المقالة من أصحاب الكمون و البروز من الفلاسفة و على بعض‌ الفلاسفة القائلين بالعقول و النفوس الفلكية و بأن اللّه تعالى لم يؤثر حقيقة إلا في العقل‌ الأول، فهم يعزلونه تعالى عن ملكه و سلطانه و ينسبون الحوادث إلى هؤلاء، وعلى آخرين ‌منهم قالوا إن اللّه سبحانه أوجد جميع مخلوقاته دفعة واحدة دهرية لا ترتيب فيها باعتبار الصدور، بل إنما ترتبها في الأزمان فقط، كما أنه لا تترتب الأجسام المجتمعة زمانا و إنما ترتيبها في المكان فقط. فنفوا عليهم السّلام كل ذلك و أثبتوا أنه تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]، من اعدام شي‌ء و إحداث آخر، و إماتة شخص و إحياء آخر إلى غير ذلك، لأن لا يترك العباد التضرع إلى اللّه و مسألته و طاعته و التقرب إليه بما يصلح أمور دنياهم و عقباهم، و ليرجوا عند التصدق على الفقراء و صلة الأرحام و بر الوالدين و المعروف و الإحسان ماو عدوا عليها من طول العمر و زيادة الرزق و غير ذلك.

وتوضيحه أن البداء المنسوب إليه تعالى معناه أن يبدو له في الشيء فيثبته بعد عدمه، أو عكس ذلك مختارا مع علمه بأصله، و علمه بأنه سيفعله في المستقبل لأغراض و مصالح‌ و غايات سبق العلم بها على التفصيل، ولا يحدث له من معلومها شي‌ء لم يكن معلوما له ‌سابقا ليلزم نسبة الجهل إليه تعالى كما نطقت بذلك الأخبار، ففي الصحيح عن ‌الصادق عليه السّلام قال: ما بدأ اللّه في شي‌ء إلا كان في علمه قبل أن يبدو له. و عنه عليه السّلام ‌قال: إن اللّه لم يبدله من جهل فالبدء منه سبحانه لمحو المثبت و إثبات غير المثبت مسبوق‌ بعلمه الأزلي، و ليس البداء مخصوصا بالمحو فقط بل يشمل الإثبات كما دلت عليه الآية و الرواية، وبالجملة فمرجع البداء المذكور إلى أنه سبحانه مختار على الإطلاق في عامة الأفعال والتكوينات مستمر التصرف و الإرادات في كل الأمور و كافة الأحوال و الشئون، فعلها و تركها و إحكامها و نقصها و تقديمها و تأخيرها جليلها و حقيرها قبيلها و دبيرها، و لهذا لم يعبد اللّه و لم يعظم بشي‌ء مثل البداء، لأن مدار استجابة الدعاء و الرغبة إليه سبحانه ‌و الرهبة منه و تفويض الأمور إليه و التعلق بين الخوف و الرجاء و التصدق و صلة الرحم ‌والأعمال الصالحة و أمثالها من أركان العبودية كلها على البداء.

الثاني: ما عليه السيد الداماد و حاصله ان البداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في ‌التشريع، فما في الأمر التشريعي و الأحكام التكليفية نسخ فهو في الأمر التكويني ‌و المكونات الزمانية بداء، فالنسخ كأنه بداء تشريعي، والبداء كأنه نسخ تكويني، وكما حقيقة النسخ عند التحقيق انتهاء الحكم التشريعي و انقطاع استمراره لا رفعه و ارتفاعه عن ‌وعاء الواقع، فكذا حقيقة البداء عند الفحص البالغ إثبات الاستمرار التكويني و انتهاء اتصال الإفاضة و مرجعه إلى تحديد زمان الكون و تخصيص وقت الإفاضة، لا أنه ارتفاع ‌المعلول الكائن عن وقت كونه و بطلانه في حد حصوله.

الثالث: ما ذكره بعض المدققين و هو أن الأمور كلها عامها و خاصها، مطلقها و مقيدها، منسوخها و ناسخها، مفرداتها و مركباتها، اخباراتها و إنشاءاتها بحيث لا يشذ عنها شي‌ء  منتقشة في اللوح، والفائض منه على الملائكة و النفوس العلوية و النفوس ‌السفلية قد يكون الأمر العام أو المطلق حسب ما تقتضيه الحكمة الكاملة من الفيضان في‌ ذلك الوقت و يتأخر المبيّن إلى وقت تقتضي الحكمة فيضانه فيه، وهذه النفوس العلوية و ما يشبهها يعبر عنها بكتاب المحو و الإثبات، والبداء عبارة عن هذا التغيير في ذلك الكتاب ‌من إثبات ما لم يكن مثبتا و محو ما يثبت فيه.

الرابع: ما ارتضاه المرتضى رحمه اللّه و هو أن المراد بالبداء النسخ نفسه، وادعى أنه‌ ليس بخارج عن معناه اللغوي. و قريب منه ما ذكره الشيخ في العدة إلا أنه صرح بأن إطلاقه ‌على النسخ على ضرب من التوسّع و التجوّز و حمل الأخبار عليه و لا يخلو من بعد إلا أن‌ يرجع إلى المعنى الثاني.

الخامس: ما ذكره الصدوق في التوحيد حيث قال: ليس البداء كما تظنه جهال ‌الناس بأنه بداء ندامة، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا، و لكن يجب علينا أن نقر للّه عز وجل‌ بأن له البداء و معناه أن له أن يبدأ بشي‌ء من خلقه فيخلقه قبل كل شي‌ء، ثم يعدم ذلك ‌الشيء و يبدأ يخلق غيره، ويأمر بأمر ثم ينهى عن مثله، أو ينهى عن شي‌ء ثم يأمر بمثل ما نهى عنه، و ذلك مثل نسخ الشرائع و تحويل القبلة و عدة المتوفى عنها زوجها، و لا يأمر اللّه ‌عباده بأمر في وقت إلا و هو يعلم أن الصلاح لهم في ذلك الوقت في أن يأمرهم بذلك، و يعلم في وقت آخر الصلاح لهم في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به، فإذا كان ذلك الوقت ‌أمرهم بما يصلحهم فمن أقر بأن للّه عز و جل أن يفعل ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يخلق مكانه ‌ما يشاء و يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يأمر بما يشاء كيف يشاء فقد أقر بالبداء، و ما عظم ‌اللّه بشي‌ء أفضل من الإقرار بأن له الخلق و الأمر و التقديم و التأخير و إثبات ما لم يكن و محو ما كان. و البداء هو رد على اليهود لأنهم قالوا إن اللّه قد فرغ من الأمر، فقلنا إن اللّه كل يوم‌ في شأن يحيي و يميت و يرزق و يفعل ما يشاء، والبداء ليس من بدأ به و إنما هو ظهور أمر تقول العرب بدا لي الشخص في طريقي أي ظهر، قال اللّه تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47]  .

أي ظهر لهم ، و متى ظهر للّه تعالى ذكره من عبده صلة الرحم زاد في‌ عمره، و متى ظهر له قطيعة رحم نقص من عمره و رزقه، و متى ظهر له التعفف عن الزنا زاد في رزقه و عمره.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.