المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مظاهر التنسيق في عظمة الخلق.
22-12-2015
الحياة الزوجية لامير المؤمنين (عليه السلام)
17-2-2019
Reverse Transcriptase
29-10-2015
Alanine
30-11-2015
التخطيط الاعلامي في الصحافة- الصحافة كظاهرة اتصالية
18-6-2019
مسيلمة بن حبيب المعروف بالكذّاب‏
28-04-2015


الإنسان والمال والجنس : مِحنة يوسف مع امرأة العزيز  
  
1516   02:50 صباحاً   التاريخ: 18-11-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج4 ، ص299-305.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف /

قال تعالى :  {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } [يوسف : 23]
تساءل مصطفى صادق الرافعي : لما ذا قال : وغلقت الأبواب ، ولم يقل : وأغلقت الأبواب ؟ . وأجاب : « بأن هذا يشعر انها لما يئست ورأت منه محاولة الانصراف أسرعت في ثورة نفسها مهتاجة تتخيل القفل الواحد أقفالا عدة ، وتجري من باب إلى باب ، وتضطرب يدها في الاغلاق كأنما تحاول سد الأبواب لا إغلاقها فقط » . أما نحن فلا نرى أي فرق بين غلقت وأغلقت ، وان دل تصوير الرافعي على شيء فإنما يدل على مكانته في الأدب ، ومقدرته على إخراج شيء من لا شيء . ومهما يكن فقد عاش يوسف مع امرأة العزيز تحت سقف واحد أمدا غير قصير ، وكان في ريعان شبابه ، وضيء الطلعة ، فتانا في هيئته ومنظره . . فلا عجب أن تفتتن به ، وتتهالك « امرأة » . وأيضا لا عجب أن يصمد يوسف (علسه السلام) لوسائلها ، وينجو من حبائلها على رغم ان الجنس صرع كثيرا من العقول . . فليس الإنسان عبدا لغريزة الجنس فقط ، كما قال فرويد : ولا للرغبة في المال والاقتصاد ، كما قال ماركس : وانما هو مسير بكثير من الدوافع والمحرضات ، منها الجنس والمال ، ومنها الشهرة والسيطرة ، ومنها الدين والعادات ، وحب الخير والوطن ، ونحو ذلك .
وقد يتنازع الإنسان عاملان متضادان : خيّر يهديه إلى سبيل النجاة ، وشرير يسوقه إلى طريق الهلاك ، ويتذبذب هو بينهما أمدا يطول أو يقصر إلى ان يتغلب أحد العاملين على الآخر ، وقد يستمر التوازن بينهما إلى النهاية ، فيبقى الإنسان حائرا مذبذبا تبعا لهذا التوازن مدى حياته .
وقد تنازع امرأة العزيز عاملان : شهوتها الحيوانية تدعوها إلى مراودة يوسف عن نفسه ، وينهاها العز والكبرياء عن التذلل لمن ابتاعه زوجها بثمن بخس ، وبقيت تتذبذب حائرة بين هذين العاملين أمدا غير قصير ، ثم انهارت أعصابها ، ووقعت فريسة النزوة وشهوة الجنس التي تجسمت في قولها الثائر الفاجر : « هيت لك » . . ولا تقولها أنثى إلا إذا اشتد اهتياجها وغليانها حتى بلغ الجنون .
أما يوسف (علسه السلام) فلم يكن له الا دافع واحد ، ورغبة واحدة هي التي تقوده وتسيره ، ولا ذرة لغيرها في قلبه وعقله . . وهي تقوى اللَّه ومرضاته ، فهي هي لذته ومتعته ، ومطلبه وأمنيته : {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } [يوسف : 23]. .
 أعوذ باللَّه أن أعصي له أمرا ، كيف ؟ وقد أفاض علي الكثير من فضله وإحسانه ، إذ أخرجني من البئر ، وسخر لي قلب العزيز الذي أنزلني منه منزلة الأبناء الأبرار . . كيف أظلم نفسي بمعصية اللَّه ، واللَّه لا يهدي القوم الظالمين ؟ . وهكذا يصنع الايمان الصادق بأهله ، يعصمهم من المحرمات ، ويبتعد بهم عن الهفوات إذا خاضوا المعارك مع الشيطان وحزبه .
وقال أكثر المفسرين : ضمير ( إِنَّهُ رَبِّي ) يعود إلى العزيز زوج المرأة ، وان المعنى قد أكرمني زوجك وأحسن إليّ فكيف أخونه فيك ؟ . . أما السياق فيرجح رجوع الضمير إلى لفظ الجلالة لقربه منه في قوله : ( مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي ) .
وليس للعزيز ذكر في الآية على الإطلاق . . بالإضافة إلى أن الدافع لامتناع يوسف عنها هو الخوف من اللَّه ، وليس مجرد الوفاء للعزيز . . وعلى افتراض رجوع الضمير إلى العزيز فإن المقصود توبيخها والتعريض بها ، وان الأولى بها أن تكون تقية وفية لزوجها الذي سمت به إلى علو الدرجات .

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [يوسف : 24]. في المجلد الأول من هذا التفسير ص 86 و 196 والمجلد الثاني ص 359 تكلمنا عن العصمة ، وان الأنبياء كلهم معصومون . وعلى هذا تفرع السؤال الآتي : ان يوسف معصوم لأنه نبي ، وقوله تعالى : ( وهَمَّ بِها ) يومئ إلى عزمه على القبيح ، والاستجابة لمراودة التي هو في بيتها ؟ .

وأجاب المفسرون عن ذلك بأجوبة بعضها فيه وقاحة ، وبعضها بعيد عن ظاهر الكلام . . وأقرب الأجوبة إلى الظاهر ومقام الأنبياء ان في الآية تقديما وتأخيرا ، والأصل هكذا ( ولَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ) . ومعنى هذا انه ما همّ بها إطلاقا ، تماما كقول القائل : لولا فلان لهلكت .

وببيان ثان : ان جميع المقتضيات كانت متوافرة للفعل ، فالمرأة باذلة بل متهالكة ، وهو قوي وقادر من حيث الرجولة ، والخلوة تامة بأكمل معانيها ، فلا سامع ولا ناظر . . ولكن هناك مانع ليوسف أقوى من كل زاجر ، وأعظم من كل سامع وناظر ، وهو علمه بحلال اللَّه وحرامه ، وحياؤه منه ، ويقينه بأن اللَّه أقرب إليه من حبل الوريد ، وانه يعلم ما توسوس به نفسه ، بل وما هو أخفى من ذلك . . هذا هو البرهان الذي منع يوسف عن التفكير بالحرام ، ويمنع كل من آمن حقا وصدقا باللَّه واليوم الآخر ، نبيا كان أو غير نبي ، وقال قائل :

ان يوسف ما تجلى له برهان ربه هذا الا حين همّت به ، وهمّ بها . . حاشا للأنبياء والصديقين . . ان برهان اللَّه لازم لا ينفك بحال عن المؤمنين الصادقين منفردين ومجتمعين بالحسان وبغير الحسان .

{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف : 24] . السوء كيد امرأة العزيز ، والفحشاء الزنا ، والمعنى ان اللَّه مع المتقين الذين يلتجئون إليه مخلصين ، فيحرسهم ويصونهم ممن أراد بهم سوءا ، أو حاول ان يوقعهم في الضلالة والغواية ، تماما كما فعل بيوسف ، التجأ إلى ربه ، وخاطبه مخلصا بقوله :  « والا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ، فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم » .

{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [يوسف : 25] . حاول يوسف التخلص منها بالفرار من بيتها ، فعدت خلفه كالجمل الهائج ، وأدركته قبل أن يهرب من الباب ، وجذبت قميصه من الخلف فشقته طولا . . وهنا وقعت المفاجأة بمجيء الزوج صدفة ( وأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ ) . قال صاحب تفسير المنار : « كان النساء في مصر يلقبن الزوج بالسيد ، واستمر هذا إلى زماننا » . دخل سيدها البيت فرأى يوسف واقفا ، وقميصه ممزقا ، وقبل أن يسأل عن الخبر ( قالَتْ » - له - « ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) . قالت هذا بكل هدوء ، ودون أن يظهر عليها أي أثر للمفاجأة ، قالت لزوجها : ما جزاء من أراد بي السوء - وهي نفسها السوء - ومع هذا تتهم الطهر والقداسة بالسوء ، وتطلب معاقبته عليه .

ويذكرنا هذا بالذين يثيرون الآن الحروب في فيتنام والشرق الأوسط والكونغو وغيرها ، ويسلحون الجلادين للفتك بالمستضعفين في أنغولا وجنوب إفريقيا وروديسيا ، وأمريكا اللاتينية وغيرها ، ويقيمون ضد من يخرج عن طاعتهم أكثر من ألف قاعدة عسكرية في شرق الأرض وغربها مجهزة بأنواع المبيدات البشرية ، ومع هذا يدعون انهم قتلوا الفيتناميين ، وسلحوا إسرائيل ، ودفعوها إلى العدوان والتقتيل والتخريب والتشريد للمحافظة على السلم ، وأمن الشعوب ، وصيانة حقوق الضعفاء .

- إذن - أية غرابة بعد هذا إذا انقادت « امرأة » لنزوتها ، وكذبت على زوجها لتستر خطيئتها ؟ .

{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} [يوسف : 26]. وأنا امتنعت عليها ، وفررت منها ، فلحقت بي ، وفعلت بثوبي ما ترى ( وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها ) . تكلم المفسرون ، وأطالوا هذا الكلام حول هذا الشاهد ، فمن قائل : انه ابن عمها ، وقائل : انه من أصحاب زوجها ، وذهب آخرون إلى انه كان صبيا في المهد . . أما نحن فنقف عند ظاهر الوحي الذي دل على ان الشاهد كان من أسرتها ، وانه كان بالغا راشدا لقوله : ( إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ) {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف : 27] . هذا ما نطق به الوحي ، أما أين كان هذا الشاهد ؟ . ومتى أدلى بشهادته ؟ . وهل جاء صدفة ، أو بدعوة منها أو من زوجها ، اما هذا أو غير هذا فقد سكت اللَّه عنه ، وفي الحديث : ان اللَّه سكت عن أشياء فلا تتكلفوها .

{ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف : 28] .

اقتنع الزوج وأيقن بصدق يوسف (علسه السلام) وكذبها ، ولكنه رأى الستر والكتمان أولى من التشهير والفضيحة ، فاكتفى بقوله لها : ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) . . وهذا الوصف يعجب النساء لأنه شهادة بذكائهن وان الرجال لا يفطنون لمكرهن وحيلهن .

وتسأل : جاء في هذه الآية : ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) . وجاء في الآية 75 من سورة النساء : ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) . فهل معنى هذا ان كيد النساء أقوى وأعظم من كيد الشيطان ؟ .

الجواب : ان كيد النساء من كيد الشيطان ، فكيده أصل ، وكيدهن فرع .

والمراد بضعف الشيطان في كيده انه لا سلطان له على عباد اللَّه الا من اتبعه من الغاوين ، والمراد بعظمة النساء في كيدهن انهن أقوى جنود الشيطان وأتباعه ، فقد روي عن إبليس انه قال : النساء فخوخي ومصائدي ، فإذا اجتمعت عليّ لعنات الصالحين ذهبت إلى النساء فطابت نفسي بهن . .

ثم قال العزيز ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا ) . اكتمه يا يوسف ، ولا تخبر أحدا بما حدث ، وقال لزوجته : {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف : 29] .

وهذا دليل قاطع على ان الزوج أيقن ببراءة يوسف ، وخطيئة زوجته . وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره « البحر المحيط » : « كان العزيز قليل الغيرة ، وهذا مقتضى طبيعة تربة مصر وبيئتها » . ورد عليه صاحب « تفسير المنار » بقوله : « هذا كلام غير مبني على علم صحيح » ونضيف إليه ان مبعثه الهوى والغرض .

وانما قال من الخاطئين ولم يقل من الخاطئات ، لأن الخطيئة تصدر من الرجال والنساء ، ولفظ خاطئين يصح إطلاقه على الجميع من باب التغليب ، أما لفظ خاطئات فيختص بالإناث فقط .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .