المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16505 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
انواع التعارض
2024-05-30
اليمين
2024-05-30
المعاينة
2024-05-30
تعريف الشهادة
2024-05-30
الخبرة
2024-05-30
تعريف الاقرار
2024-05-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير آية (83) من سورة النساء  
  
4223   03:11 مساءً   التاريخ: 13-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /


قال تعالى  :  { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } [النساء  :  83]  .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1)  :  

 

{وإذا جاءهم} يعني هؤلاء الذين سبق ذكرهم من المنافقين . وقيل :  هم الذين ذكرهم من ضعفة المسلمين {أمر من الأمن أو الخوف} يريد ما كان يرجف به من الأخبار في المدينة :  إما من قبل عدو يقصدهم ،  وهو الخوف ،  أو من ظهور المؤمنين على عدوهم ،  وهو الأمن {أذاعوا به} :  أي تحدثوا به ،  وأفشوه من غير أن يعلموا صحته . كره الله ذلك ،  لان من فعل هذا ،  فلا يخلو كلامه من كذب ،  ولما يدخل على المؤمنين به من الخوف ثم قال {ولو ردوه إلى الرسول} المعنى :  ولو سكتوا إلى أن يظهره الرسول {وإلى أولي الأمر منهم} قال أبو جعفر عليه السلام :  " هم الأئمة المعصومون " . وقال السدي ،  وابن زيد ،  وأبو علي ،  والجبائي :  هم أمراء السرايا والولاة . وقال الحسن ،  وقتادة ،  وغيرهم  :  إنهم أهل العلم والفقه ،  الملازمون للنبي ،  لأنهم لو سألوه عن حقيقة ما أرجفوا به  ،  لعلموه  . واختاره الزجاج  ،  وأنكر أبو علي الجبائي هذا الوجه ،  وقال  :  " إنما يطلق أولو الأمر على من له الأمر على الناس " . {لعلمه الذين يستنبطونه} :  أي لعلم ذلك الخبر الذين يستخرجونه ،  عن الزجاج . وقيل :  يتحسسونه  ،  عن ابن عباس  ،  وأبي العالية . وقيل :  يبتغونه ويطلبون علم ذلك ،  عن الضحاك . وقيل :  يسألون عنه ،  عن عكرمة . قال :  استنباطهم :  سؤالهم الرسول عنه .

وجميع هذه الأقوال متقاربة المعنى {منهم} قيل :  إن الضمير في {منهم} يعود إلى {أولي الامر} وهو الأظهر . وقيل :  يعود إلى الفرقة المذكورة من المنافقين ،  أو الضعفة {ولولا فضل الله عليكم ورحمته} :  أي لولا إيصال مواد الألطاف من جهة الله . وقيل :  فضل الله :  الاسلام ،  ورحمته :  القرآن ،  عن ابن عباس . وقيل :  فضل الله :  النبي ،  ورحمته :  القرآن ،  عن الضحاك ،  والسدي ،  وهو اختيار الجبائي . وروي عن أبي جعفر ،  وأبي عبد الله عليهما السلام :  " فضل الله ورحمته ،  النبي وعلي " {لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} قيل فيه أقوال أحدها :  إن في الكلام تقديما وتأخيرا ،  والاستثناء من قوله {أذاعوا به} ،  عن ابن عباس . فيكون معناه :  أذاعوا به إلا قليلا ،  وهو اختيار المبرد ،  والكسائي ،  والفراء ،  والبلخي ،  والطبري ،  قالوا :  وهذا أولى لان الإذاعة أكثر من الاستنباط . وثانيها :  إن الاستثناء من قوله {لعلمه الذين يستنبطونه منهم} إلا قليلا ويكون تقديره ولو ردوه إلى الرسول ،  وإلى أولي الأمر منهم ،  لعلمه الذين يستنبطونه إلا قليلا ،  عن أكثر أهل اللغة . وثالثها :  إن المراد :  {ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} منكم على الظاهر ،  من غير تقديم ولا تأخير ،  وهذا كما اتبع الشيطان من كان قبل بعثة النبي ،  إلا قليلا منهم . لم يتبعوه ،  واهتدوا بعقولهم ،  لترك عبادة الأوثان ،  بغير رسول ،  ولا كتاب ،  وآمنوا بالله ووحدوه ،  مثل قس بن ساعدة ،  وزيد بن عمرو بن نفيل ،  وورقة بن نوفل ،  والبراء (2) الشني ،  وأبي ذر الغفاري ،  وطلاب الدين ،  وبه قال الأنباري . ورابعها :  إن معناه :  ولولا فضل الله عليكم ورحمته بالنصرة والفتح ،  مرة بعد أخرى {لاتبعتم الشيطان} فيما يلقي إليكم من الوساوس والخواطر الفاسدة المؤدية إلى الجبن ،  والفشل ،  الموجبة لضعف النية والبصيرة ،  إلا قليلا من أفاضل أصحاب رسول الله ،  الذين هم أهل البصائر النافذة ،  والعزائم الثابتة ،  والنيات الخالصة ،  لا ييأسون من رحمة الله ،  ولا يشكون في نصرته ،  وإنجاز وعده ،  وإن أبطأ بعض الإبطاء ،  والله أعلم .

_________________________

1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 142-144 .

2. لعله رئاب ،  فقد جاء في (المعارف لابن قتيبة) أنه من عبد القيس من شن ،  وقال :  أرباب بن رئاب وفي مروج الذهب (1 / 76)  ورد :  " وممن كان في الفترة رئاب الشني ،  وكان من عبد قيس ،  ثم من شن ،  وكان على دين المسيح ،  قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " .

 

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  هذه الآية (1)  :  

 

{وإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ} . كان في صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) - كما يكون في أي حزب ومعسكر - المخلص والمنافق ، والشجاع والجبان ، والقوي والضعيف في إيمانه ، والعاقل المجرب الذي يرتفع إلى مستوى الأحداث ، والجاهل الذي لا يتدبر الأمور ولا يقدر العواقب ، وقد تحدث القرآن عن كل هؤلاء تصريحا تارة ، وتلويحا أخرى .

واتفق المفسرون على ان هذه الآية نزلت فيمن كانوا يسمعون أخبار الأمن والخوف التي كانت تتعلق بقوة المسلمين العسكرية ، فيذيعونها بين الناس ، ثم اختلف المفسرون في تعيين هؤلاء المذيعين : هل هم المنافقون ، أو البسطاء السذج من ضعفاء المؤمنين ؟ فقال كل فريق بما ترجّح عنده . . أما نحن فلم يترجح لدينا إرادة المنافقين ، دون الضعفاء ، ولا الضعفاء ، دون المنافقين ، لأن كل ما أفاده ظاهر الآية ان جماعة من الذين كانوا حول النبي (صلى الله عليه وآله) إذا وصل إليهم خبر من أخبار السلام والأمان ، أو الحرب والعدوان تكلموا به ، وأفشوه بين الناس . . ولا شيء أضر على الأمن الداخلي والخارجي من إفشاء الأسرار العسكرية ، بخاصة مع عدم تثبت المذيعين من صدق الخبر ، فإن الكثير من أنباء الحرب يختلقها ويروجها العدو بقصد الاستفادة منها ، وإشاعة الفتن والقلاقل في صفوف المسلمين .

{ولَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وإِلى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} .

ضمير أولي الأمر منهم يعود على المسلمين ، ومن للتبعيض ، أي ان أولي الأمر هم بعض المسلمين ، أما ضمير منهم في يستنبطونه منهم فقد اختلف فيه المفسرون ، فمن قائل : انه يعود على الذين أذاعوا خبر الأمن أو الخوف . وقائل : انه يعود على أولي الأمر ، وهو الأظهر ، ومن للبيان ، لا للتبعيض . والمراد بأولي الأمر من يثق الرسول (صلى الله عليه وآله) بكفاءتهم الدينية والعلمية ، والذين عناهم اللَّه بقوله :

{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال : 63 ] .

والمعنى كان الأولى بالذين أذاعوا ما سمعوه من أخبار الحرب ان يمسكوا عن الخوض فيما بلغهم ، ويعرضوه على الرسول والأكفاء من أصحابه فهم وحدهم الذين يعرفون أخبار الحرب ومكائدها ، ويستخرجون الأشياء من مصادرها ، ويردونها إلى أصولها ، فقوله تعالى : {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} معناه ان الأكفاء يعرفون حقيقة الخبر المذاع ، والقصد منه ، لأنهم هم الذين يستخرجون الخفايا والحقائق من منبعها الأول ، ويفعلون ما توجبه الحكمة والمصلحة .

{ولَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا} . المراد بفضل اللَّه ورحمته انزال القرآن ، وبعثة محمد (صلى الله عليه وآله) . والمعنى لو لا كتاب اللَّه وسنة نبيه لبقيتم على الكفر والضلال إلا قليلا منكم ، مثل قس بن ساعدة ، وورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو ، ومن إليهم ممن آمن باللَّه وحده بوحي من فطرته الصافية قبل أن يبعث اللَّه محمدا (صلى الله عليه وآله) ، وهذا النوع من المؤمنين يسمون الحنيفية .

والحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم (عليه السلام) .

___________________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 391-292 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآية (1)  :  

 

قوله تعالى : { وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ } الإذاعة هي النشر والإشاعة ، وفي الآية نوع ذم وتعيير لهم في شأن هذه الإذاعة ، وفي قوله في ذيل الآية { وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ } (إلخ) دلالة على أن المؤمنين كانوا على خطر الضلال من جهة هذه الإذاعة ، وليس إلا خطر مخالفة الرسول فإن الكلام في هذه الآيات موضوع في ذلك ، ويؤيد ذلك ما في الآية التالية من أمر الرسول بالقتال ولو بقي وحده بلا ناصر.

ويظهر به أن الأمر الذي جاءهم من الأمن أو الخوف كان بعض الأراجيف التي كانت تأتي بها أيدي الكفار ورسلهم المبعوثون لإيجاد النفاق والخلاف بين المؤمنين فكان الضعفاء من المؤمنين يذيعونه من غير تدبر وتبصر فيوجب ذلك وهنا في عزيمة المؤمنين ، غير أن الله سبحانه وقاهم من اتباع هؤلاء الشياطين الجائين بتلك الأخبار لإخزاء المؤمنين.

فتنطبق الآية على قصة بدر الصغرى ، وقد تقدم الكلام فيها في سورة آل عمران ، والآيات هاهنا تشابه الآيات هناك مضمونا كما يظهر للمتدبر فيها ، قال تعالى في سورة آل عمران : { الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ـ إلى قوله ـ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } : [ آل عمران : ـ 175 ] .

الآيات كما ترى تذكر أن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله كان يدعو الناس بعد ما أصابهم القرح ـ وهو محنة ـ أحد ـ إلى الخروج إلى الكفار ، وأن أناسا كانوا يخزلون الناس ويخذلونهم عن النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ويخوفونهم جمع المشركين .

ثم تذكر أن ذلك كله تخويفات من الشيطان يتكلم بها من أفواه أوليائه ، وتعزم على المؤمنين أن لا يخافوهم ويخافوا الله أن كانوا مؤمنين .

والمتدبر فيها وفي الآيات المبحوث عنها أعني قوله { وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ } (الآية) لا يرتاب في أن الله سبحانه في هذه الآية يذكر قصة بدر ـ الصغرى ويعدها في جملة ما يعد من الخلال التي يلوم هؤلاء الضعفاء عليها كقوله { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ } (الآية) وقوله { وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ } (الآية) وقوله « وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ } (الآية) وقوله { وَيَقُولُونَ طاعَةٌ } (الآية) ثم يجري على هذا المجرى قوله { وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ } (الآية).

قوله تعالى : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } لم يذكر هاهنا الرد إلى الله كما ذكر في قوله { فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ } : الآية [النساء : 59 ] لأن الرد المذكور هناك هو رد الحكم الشرعي المتنازع فيه ، ولا صنع فيه لغير الله ورسوله.

وأما الرد المذكور هاهنا فهو رد الخبر الشائع بين الناس من أمن أو خوف ، ولا معنى لرده إلى الله وكتابه ، بل الصنع فيه للرسول ولأولي الأمر منهم ، لو رد إليهم أمكنهم أن يستنبطوه ويذكروا للرادين صحته أو سقمه وصدقه أو كذبه.

فالمراد بالعلم التمييز تمييز الحق من الباطل ، والصدق من الكذب على حد قوله تعالى { لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ } : [ المائدة : 94 ] وقوله {وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ } : [العنكبوت : 11 ] .

والاستنباط استخراج القول من حال الإبهام إلى مرحلة التمييز والمعرفة ، وأصله من النبط ( محركة ) ، وهو أول ما يخرج من ماء البئر ، وعلى هذا يمكن أن يكون الاستنباط وصفا للرسول وأولي الأمر بمعنى أنهم يحققون الأمر فيحصلون على الحق والصدق وأن يكون وصفا لهؤلاء الرادين لو ردوا فإنهم يعلمون حق الأمر وصدقه بإنباء الرسول وأولي الأمر لهم .

فيعود معنى الآية إن كان المراد بالذين يستنبطونه منهم الرسول وأولي الأمر كما هو الظاهر من الآية : لعلمه من أراد الاستنباط من الرسول وأولي الأمر أي إذا استصوبه المسئولون ورأوه موافقا للصلاح ، وإن كان المراد بهم الرادين : لعلمه الذين يستفسرونه ويبالغون في الحصول على أصل الخبر من هؤلاء الرادين .

وأما أولوا الأمر في قوله : { وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ } « فالمراد بهم هو المراد بأولي الأمر في قوله { أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } : [النساء : 59 ] على ما تقدم من اختلاف المفسرين في تفسيره وقد تقدم أن أصول الأقوال في ذلك ترجع إلى خمسة غير أن الذي استفدناه من المعنى أظهر في هذه الآية .

أما القول بأن أولي الأمر هم أمراء السرايا فإن هؤلاء لم يكن لهم شأن إلا الإمارة على سرية في واقعة خاصة لا تتجاوزها خبرتهم ودائرة عملهم ، وأما أمثال ما هو مورد الآية وهو الإخلال في الأمن وإيجاد الخوف والوحشة العامة التي كان يتوسل إليها المشركون ببعث العيون وإرسال الرسل السرية الذين يذيعون من الأخبار ما يخزلون به المؤمنين فلا شأن لأمراء السرايا في ذلك حتى يمكنهم أن يبينوا وجه الحق فيه للناس إذا سألوهم عن أمثال تلك الأخبار .

وأما القول بأن أولي الأمر هم العلماء فعدم مناسبته للآية أظهر ، إذ العلماء وهم يومئذ المحدثون والفقهاء والقراء والمتكلمون في أصول الدين ـ إنما خبرتهم في الفقه والحديث ونحو ذلك ، ومورد قوله { وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ } ، هي الأخبار التي لها أعراق سياسية ترتبط بأطراف شتى ربما أفضى قبولها أو ردها أو الإهمال فيها من المفاسد الحيوية والمضار الاجتماعية إلى ما يمكن أن لا يستصلح بأي مصلح آخر ، أو يبطل مساعي أمة في طريق سعادتها ، أو يذهب بسؤددهم ويضرب بالذل والمسكنة والقتل والأسر عليهم ، وأي خبرة للعلماء من حيث إنهم محدثون أو فقهاء أو قراء أو نحوهم في هذه القضايا حتى يأمر الله سبحانه بإرجاعها وردها إليهم؟ وأي رجاء في حل أمثال هذه المشكلات بأيديهم؟

وأما القول بأن أولي الأمر هم الخلفاء الراشدون أعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا فمع كونه لا دليل عليه من كتاب أو سنة قطعية ، يرد عليه أن حكم الآية إما مختص بزمان النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله أو عام يشمله وما بعده ، وعلى الأول كان من اللازم أن يكونوا معروفين بهذا الشأن بما أنهم هؤلاء الأربعة من بين الناس ومن بين الصحابة خاصة ، والحديث والتاريخ لا يضبطان لهم بخصوصهم شأنا من هذا القبيل ، وعلى الثاني كان لازمه انقطاع حكم الآية بانقطاع زمان حياتهم ، وكان لازمه أن تتصدى الآية لبيان ذلك كما في جميع الأحكام الخاصة بشطر من الزمان المذكورة في القرآن كالأحكام الخاصة بالنبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ولا أثر في الآية من ذلك.

وأما القول بأن المراد بأولي الأمر أهل الحل والعقد ، وهذا القائل لما رأى أنه لم يكن في عهد النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله جماعة مشخصة هم أهل الحل والعقد على حد ما يوجد بين الأمم المتمدنة ذوات المجتمعات المتشكلة كهيئة الوزراء ، وجمعية المبعوثين إلى المنتدى وغير ذلك فإن الأمة لم يكن يجري فيها إلا حكم الله ورسوله ، اضطر إلى تفسيره بأهل الشورى من الصحابة وخاصة النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله منهم .

وكيف كان ، يرد عليه أن النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله كان يجمع في مشاورته المؤمنين والمنافقين كعبد الله بن أبي وأصحابه ، وحديث مشاورته يوم أحد معروف ، وكيف يمكن أن يأمر الله سبحانه بالرد إلى أمثاله .

على أن ممن لا كلام في كونه ذا هذا الشأن عند النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وبعده عبد الرحمن بن عوف ، وهذه الآيات المسرودة في ذم ضعفاء المؤمنين وتعييرهم على ما وقع منهم إنما ابتدأت به وبأصحابه أعني قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا } ( الآيات ) فقد ورد في الصحيح أنها نزلت في عبد الرحمن بن عوف وأصحاب له ، رواه النسائي في صحيحة ورواه الحاكم في مستدركه وصححه ورواه الطبري وغيره في تفاسيرهم ، وقد مرت الرواية في البحث الروائي السابق. وإذا كان الأمر على هذه الوتيرة فكيف يمكن أن يؤمر في الآية بإرجاع الأمر ورده إلى مثل هؤلاء؟.

فالمتعين هو الذي رجحناه في قوله تعالى { أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } (الآية) (2) .

قوله تعالى : { وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً } قد تقدم أن الأظهر كون الآيات مشيرة إلى قصة بدر الصغرى ، وبعث أبي سفيان نعيم بن مسعود الأشجعي إلى المدينة لبسط الخوف والوحشة بين الناس وإخزائهم في الخروج إلى بدر فالمراد باتباع الشيطان التصديق بما جاء به من النبإ ، واتباعه في التخلف عن الخروج إلى بدر.

وبذلك يظهر استقامة معنى الاستثناء من غير حاجة إلى تكلف أو تمحل فإن نعيما كان يخبرهم أن أبا سفيان جمع الجموع وجهز الجيوش فاخشوهم ولا تلقوا بأنفسكم إلى حياض القتل الذريع ، وقد أثر ذلك في قلوب الناس فتعللوا عن الخروج إلى موعدهم ببدر ، ولم يسلم من ذلك إلا النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وبعض خاصته وهو المراد بقوله تعالى { إِلَّا قَلِيلاً } ، فقد كان الناس تزلزلوا إلا القليل منهم ثم لحقوا بذلك القليل وساروا.

وهذا الذي استظهرناه من معنى الاستثناء هو الذي يؤيده ما مر ذكره من القرائن ، على ما فيه من الاستقامة.

وللمفسرين في أمر هذا الاستثناء مذاهب شتى لا يخلو شيء منها من فساد أو تكلف ، فقد قيل : المراد بالفضل والرحمة ما هداهم الله إليه من إيجاب طاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر منهم ، والمراد بالمستثنى هم المؤمنون أولو الفطرة السليمة والقلوب الطاهرة ، ومعنى الآية : ولو لا هذا الذي هداكم الله إليه من وجوب الطاعة ، وإرجاع الأمر إلى الرسول وإلى أولي الأمر لاتبعتم الشيطان جميعا بالوقوع في الضلال إلا قليلا منكم من أهل الفطرة السليمة فإنهم لا يزيغون عن الحق والصلاح. وفيه أنه تخصيص الفضل والرحمة بحكم خاص من غير دليل يدل عليه ، وهو بعيد من البيان القرآني ، مع أن ظاهر الآية أنه امتنان في أمر ماض منقض.

وقيل ، إن الآية على ظاهرها ، والمؤمنون غير المخلصين يحتاجون إلى فضل ورحمة زائدين وإن كان المخلصون أيضا لا يستغنون عن العناية الإلهية ، وفيه أن الذي يوهمه الظاهر حينئذ مما يجب في بلاغة القرآن دفعه ولم يدفع في الآية. وقد قال تعالى : { وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً } : [ النور : 21 ] وقال مخاطبا لنبيه صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وهو خير الناس : { وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ } : [الإسراء : 75 ] .

وقيل : إن المراد بالفضل والرحمة القرآن والنبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله. وقيل : المراد بهما الفتح والظفر ، فيستقيم الاستثناء لأن الأكثرين إنما يثبتون على الحق بما يستطاب به قلوبهم من فتح وظفر وما أشبههما من العنايات الظاهرية الإلهية ، ولا يصبر على مر الحق إلا القليل من المؤمنين الذين هم على بصيرة من أمرهم. وقيل ) الاستثناء إنما هو من قوله { أَذاعُوا بِهِ } ، وقيل ) الاستثناء من قوله { الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ }. وقيل : إن الاستثناء إنما هو في اللفظ وهو دليل على الجمع والإحاطة فمعنى الآية : ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان جميعا ، وهذا نظير قوله تعالى { سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ } : [ الأعلى : 7 ] فاستثناء المشية يفيد عموم الحكم بنفي النسيان ، وجميع هذه الوجوه لا تخلو من تكلف ظاهر.

_________________________

1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 18-22 .

2. خلاصة ما أفاده قدس سره هناك في تفسير آية 59 من سورة النساء : أن الله جل جلاله قد جمع في الآية بين الرسول وأولي الأمر وذكر لهما طاعة وإذن فقال : وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ولا يجوز على الرسول أن يأمر بمعصية أو يغلط في حكم فلو جاز شيء من ذلك على أولي الأمر لم يسع إلا أن يذكر القيد الوارد عليهم ، فلا مناص من أخذ الآية مطلقة من غير أي قيد ولازمه اعتبار العصمة في جانب أول الأمر كما اعتبر في جانب الرسول (صلى الله عليه وآله) من غير فرق ثم أن أولي الأمر اسم جمع يدل على كثرة جمعيه في المسلمين ولكن اللبس بولاية الأمر وافتراض الطاعة لواحد منهم بعد الواحد فينسب افتراض الطاعة إلى جميعهم تحسب اللفظ والأخذ بجامع المعنى كقولنا صل فرائضك وأطع سادتك وكبراء قومك . فالمراد بأولي الأمر في الآية رجالٌ من الأمة حكم الواحد منهم في العصمة وافتراض حكم الرسول (صلى الله عليه وآله) .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآية (1)  :  

 

نشر الإشاعات :

تشير هذه الآية إلى حركة منحرفة أخرى من حركات المنافقين أو ضعاف الإيمان ، تتمثل في سعيهم إلى تلقف أي نبأ عن انتصار المسلمين أو هزيمتهم ، وبثّه بين الناس في كل مكان ، دون التحقيق والتدقيق في أصل هذا النبأ أو التأكد من مصدره ، وكان الكثير من هذه الأنباء لا يتعدى إشاعة عمد أعداء المسلمين إلى بثّها لتحقيق أهدافهم الدنيئة وليسيئوا إلى معنويات المسلمين ويضروا بهم ، {وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ} .

بينما كان من واجب هؤلاء أن يوصلوا هذه الأخبار إلى قادتهم كي يستفيدوا من معلومات هؤلاء القادة وفكرهم ولكي يتجنبوا دفع المسلمين إلى حالة من الغرور حيال انتصارات خيالية وهمية ، أو إلى إضعاف معنوياتهم بإشاعة أنباء عن هزيمة لا حقيقة لها ، {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ...} .

«يستنبطونه» من مادة «نبط» التي تعني أوّل ما يستخرج من ماء البئر أو الينبوع ، والاستنباط استخراج الحقيقة من الأدلة والشواهد والوثائق ، سواء كانت العملية في الفقه أو الفلسفة أو السياسة أو سائر العلوم .

{أُولِي الْأَمْرِ} في الآية هم المحيطون بالأمور القادرون على أن يوضحوا للناس ما كان حقيقيا منها وما كان إشاعة فارغة. وهم النّبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم وخلفاؤه من أئمّة أهل البيت عليهم ‌السلام بالدّرجة الأولى .

ويأتي من بعدهم العلماء المتخصصون في هذه المسائل .

روي عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليه ‌السلام في تفسير {أُولِي الْأَمْرِ} في هذه الآية قال: «هم الأئمّة» كما في تفسير نور الثقلين ، وهناك روايات أخرى أيضا في هذا المجال بنفس المضمون .

ولعل هناك من يعترض على هذه الرّوايات قائلا : إنّ الأئمّة من أهل البيت عليهم‌ السلام ليكونوا موجودين في زمن نزول هذه الآية ، ولم يتعين أحد منهم في ذلك الوقت بمنصب الإمامة أو الولاية ، فكيف يمكن القول بأنّهم هم المعنيون بهذه الآية ؟

والجواب على هذا الاعتراض : هو أنّ هذه الآية مثل سائر الآيات القرآنية الاخرى لا تقتصر على زمن الرّسول صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم فقط ، بل تحمل حكما عاما يشمل كل الأزمنة والقرون التالية لمواجهة الإشاعات التي يبثّها الأعداء أو البسطاء من المسلمين بين الأمّة .

أضرار اختلاق الإشاعة ونشرها :

لقد ابتليت المجتمعات البشرية وعانت الكثير من المصائب والنكبات الرهبية ، بسبب بروز ظاهرة اختلاق الإشاعة ونشرها بين الأفراد حيث كانت تؤثر تأثيرا سلبيا كبيرا على معنويات أفراد المجتمع ، وتضعف فيهم الروح الاجتماعية وروح التفاهم والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد .

وتبدأ الإشاعة بأن يختلق منافق كذبة ، ثمّ ينشرها بين أفراد مغرضين أو بسطاء ، ليقوموا بدورهم بالترويج لها بين أبناء المجتمع دون التحقيق فيها ، بل يهولونها ويفرعونها ممّا يؤدي إلى استنزاف مقدار كبير من طاقات الناس وأفكارهم وأوقاتهم ، وإلى إثارة القلق والاضطراب بينهم ، وكثيرا ما تؤدي الإشاعة إلى زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع ، وتؤدي إلى خلق حالة من اللامبالاة والتردد في أداء المسؤوليات.

ومع أنّ بعض المجتمعات التي تعاني من الكبت والإرهاب تعمد إلى الإشاعة كأسلوب من الكفاح السلبي ، انتقاما من الحكومات الطاغية الجائرة ، فالإشاعة بحدّ ذاتها تعتبر خطرا كبيرا على المجتمعات السليمة ، فإذا اتجهت الإشاعة إلى الأفراد الكفوئين من المفكرين والخبراء والعاملين في المرافق الهامّة للمجتمع ، فإنّها ستؤدي إلى حالة من البرود في نشاطات هؤلاء ، وقد تصادر مكانتهم الاجتماعية ، وتحرم المجتمع من خدماتهم.

من هنا كافح الإسلام بشدة «اختلاق الإشاعات» والافتراء والكذب والتهمة، مثل ما حارب نشر الإشاعات كما في هذه الآية.

وتؤكد الآية في ختامها على أنّ الله قد صان المسلمين بفضله ولطفه وكرمه من آثار إشاعات المنافقين والمغرضين وضعاف الإيمان ، وأنقذهم من نتائجها وعواقبها الوخيمة ، ولو لا الإنقاذ الإلهي ما نجى من الانزلاق في خط الشيطان إلّا قليلا : {وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً} أي أنّ النّبي وأصحاب الرأي والعلماء المدققين هم وحدهم القادرون على أن يكونوا مصونين من وساوس الشائعات ومشيعيها ، أمّا أكثرية المجتمع فلا بدّ لها من القيادة السليمة لتسلم من عواقب اختلاق الشائعات ونشرها (2) .

_________________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص224-226 .

2. يتبيّن ممّا قلناه أن عبارة «إلّا قليلا» هي استثناء من ضمير «اتبعتم» ولا يوجد في الآية تقديم أو تأخير (تأمل بدقّة) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .