أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23
1162
التاريخ: 2023-03-11
1172
التاريخ: 18-1-2023
1595
التاريخ: 2023-06-25
1508
|
قال تعالى : {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس : 90]. بالأمس كان ينتفخ فرعون ويقول : أنا ربكم الأعلى . وحين أدركه الغرق قال : آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل ، ما كان أغناه عن
الحالين ؟ . لا هذه ولا تلك ، فقد كان باب الطاعة مفتوحا أمامه حين عصى ، أما الآن فلا طاعة ولا عصيان ، إذ لا إرادة ولا اختيار . . وهذا هو شأن الخسيس اللئيم يتعاظم عند النعماء ، ويتصاغر عند البأساء .
والتاريخ يعيد نفسه ، وأعني بذلك سنة اللَّه في خلقه التي أشار إليها مؤكدا بقوله : {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر : 43]
وإسرائيل اليوم تسير بمساندة الاستعمار على سنة فرعون بالذات .
كان فرعون يذبح أبناء بني إسرائيل ، ويستحيي نساءهم ، وفعلت إسرائيل بأبناء الشعب الفلسطيني أكثر بكثير مما فعله فرعون .
وقال فرعون : أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ؟ . وقالت إسرائيل : أليست لي فلسطين وخيراتها ، ومعها مرتفعات الجولان ، والضفة الغربية ؟ .
وقال فرعون : أنا ربكم الأعلى . وقالت ربيبة الاستعمار وحربته ، « لا غالب لي اليوم » . ولم تمض الأيام ، حتى بدأت سنة اللَّه تعمل عملها ، فمن إغراق إيلات إلى موقعة الكرامة ، ومن تدمير مواقع الصواريخ لإسرائيل إلى عمل الفدائيين الذي اضطر « دايان » إلى القول : على اليهود ان يستعدوا لتوسيع قبورهم . .
وسيقول عاجلا أو آجلا : آمنت بالذي آمن به العرب والمسلمون ، تماما كما قال فرعون من قبل : آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل ، لأنها سارت على نفس الطريق الذي سار عليه ، وستكون نهايتها نهايته لا محالة .
وقد يقول قائل : ان الصراع مع إسرائيل طويل ومركز . ونقول في جوابه أجل ، ولكن النصر النهائي لأصحاب الحق مهما طال الزمن ، والتاريخ البعيد والقريب يشهد بهذه الحقيقة من عهد فرعون وهامان إلى عهد هتلر وموسيليني .
( آلآنَ ) بعد أن فات ما فات تقول : آمنت ( وقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ) حيث كان الخيار بيدك في التوبة والرجوع إلى الحق ، ولكنك طغيت وبغيت ( وكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) فذق جزاء عملك بالغرق والهلاك ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ) لا بروحك ونلقي بجثتك على نجوة من الأرض ليشاهدها من كان يعظم من شأنك ( لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) يتعظ بها كل من تحدثه نفسه بالسير على طريق الفساد . .
ولكن ما أكثر العبر ، وأقل الاعتبار ، ومن أجل هذا استدرك سبحانه ، وقال ( وإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ ) وغير مغفول عنهم .
( ولَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ) . والمراد بالصدق هنا الخصب بدليل قوله تعالى : ( ورَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ) والمعنى اسكناهم بعد هلاك فرعون بلادا خصبة طيبة ، واختلف المفسرون في تحديد هذه البلاد ، فمنهم من قال : هي فلسطين . ومنهم من قال : هي مصر ، وهذا هو الأرجح لقوله تعالى :
{ فَأَخْرَجْناهُمْ - أي فرعون وقومه - مِنْ جَنَّاتٍ وعُيُونٍ وكُنُوزٍ ومَقامٍ كَرِيمٍ كَذلِكَ وأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ} [- 58 الشعراء ] . فالآية صريحة في ان اللَّه اسكن بني إسرائيل ديار فرعون وقومه .
( فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ ) . المراد بالعلم هنا التوراة كما نزلت على موسى (عليه السلام)، وكان فيها الإخبار بنبوة محمد (صلى الله عليه واله). وكان بنو إسرائيل قبل نزولها كلمة واحدة في كفرهم وضلالهم ، وبعد ان جاءتهم التوراة اختلفوا فيما بينهم على عهد موسى وبعده ، فقد تمرد عليه أكثرهم ، وعبدوا العجل ، وقالوا له : أرنا اللَّه جهرة . . واذهب أنت وربك ، إلى غير ذلك مما سجله عليهم القرآن {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [يونس : 93] حيث لا كذب في ذلك اليوم ، ولا رياء ، ولا شيء إلا الحق يظهر للجميع جليا واضحا .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|