المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



المعتقدات هي التي تشكل حياتنا  
  
2758   01:49 مساءاً   التاريخ: 24-11-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص24- 26
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-19 342
التاريخ: 25/9/2022 1652
التاريخ: 27-12-2017 2021
التاريخ: 24-11-2016 1907

 1ـ كان يغمره الشعور بالمرارة والقسوة، مدمنا على العقاقير بحيث كاد يقتل نفسه عدة مرات وهو الان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة لقتله محاسب احد الحوانيت (وقف في طريقه) كما قال . وله ولدان، الفرق في العمر بينهما احد عشر شهرا فقد كبرا احدهما ليكون مماثلا لوالده): مدمنا للعقاقير كان يعيش من السرقة وتهديد الاخرين إلى ان سجن هو الاخر في محاولته اقترافه جريمة قتل اما اخوه فقصته مختلفة : يربي ثلاثة ابناء وسعيد في زواجه ويبدو سعيدا حقا في حياته وكمدير اقليمي لإحدى المؤسسات فهو يجد في عمله عناصر تحد ومكافاة، كما يتمتع بلياقة بدنية ولا يدمن العقاقير فكيف يمكن لهذين الشابين ان يصبحا على هذا الاختلاف وقد تربيا في نفس المحيط؟ سئل كل منهما على حدة دون ان يسمع الاخر جواب اخيه : (لماذا اتجهت حياتك هذا الاتجاه؟ ومن المدهش ان كليهما اجابا نفس الاجابة : وكيف يمكنني ان اكون غير ذلك وقد تربيت على يد والد بهذا الشكل؟

2ـ لطالما نجد ما يغرينا على الاعتقاد بان الحوادث هي التي تسيطر على حياتنا وان محيطنا هو الذي يشكل ما اصبحنا عليه اليوم. ولكن هذه هي كذبة الأكاذيب (فليست الأحداث التي تجري في حياتنا هي التي تشكلنا، بل قناعتنا حول ما تعنيه هذه الاحداث التي تجري في حياتنا هي التي تشكلنا، بل قناعاتنا حول ما تعنيه هذه الاحداث هي التي تفعل ذلك)، طياران امريكيان اسقطت طائراتهما في فيتنام وسجنا في نفس السجن هناك وهو سجن هاو لو حيث تعرض لنفس ظروف الاعتقال غير ان قناعات كل منهم بالنتيجة كانت مختلفة تماما عن قناعات الاخر فيما يتعلق بتجربتهما فاحدهما اعتبر حياته منتهية وليتجنب المزيد من الالم اقدم على الانتحار.

3ـ بينما استخلص الثاني من تجربته المزيد من قوة الاقتناع بنفسه وبالانسان وبالخالق عز وجل ويستخدم الضابط جيرالد كوفي تجربته تلك لتركيز الاخرين بقوة روح الانسان وقدرتها على التغلب على كل انواع الالم، او أي تحد او اية مشكلة قد تواجهك.

4ـ امرأتان تبلغان السبعين من العمر غير ان كلا منهما تستنبط معنى مختلفا من هذا الامر احداهما تعرف : ان عمرها وصل الى نهايته، فالعقود السبعة التي انقضت من حياتها تعني بالنسبة لها ان بدنها اخذ يتداعى وان من الافضل لها ان تنهي ما بقي لها من شؤون اما الاخرى فهي تقرر ان ما بإمكان المرء ان يفعله في أي سن انما يعتمد على قناعاته هو نفسه، ولذا تقرر لنفسها مقاييس اعلى لحياتها انها تعتبر تسلق الجبال رياضة مناسبة تبدؤها في هذه السن وتخصص السنوات الخمس والعشرين التالية من عمرها لهذه المغامرة فتتسلق عددا من اعلى القمم في العالم بحيث اصبحت الان وهي في الخامسة والتسعين من عمرها اكبر امرأة تتسلق قمة جبل فوجي (باليابان).

وكما ترى، فليس المحيط ولا الأحداث التي تكتشف حياتنا، بل المعنى الذي نعطيه لهذه الاحداث – كيف نفسرها ونفهمها – هو الذي يشكل من نحن الان وماذا سنصبح عليه غدا فالقناعات هي التي تقرر ما ان كنا سنعيش حياة تتسم بالبهجة ام بالبؤس والدمار والقناعات هي التي تفصل بين الموسيقار الشهير موتزارت وبين حجار بسيط القناعات هي التي تدفع البعض لأن يصبحوا ابطالا بينما (ينتهج آخرون حياة تتسم باليأس والقنوط الصماتين).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.