أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2022
2112
التاريخ: 2023-11-28
1233
التاريخ: 29-6-2016
17246
التاريخ: 2024-10-09
267
|
إن الفرق بين الناس هو الفرق بين الاسئلة التي يطرحونها باستمرار فالبعض من الناس يعانون من الاكتئاب على نحو منتظم، لماذا؟ ان جزءا من المشكلة يعود الى حالاتهم المحدودة فهم يمارسون حياتهم بحركات محدودة وحالة بدنية معرقلة. ولكن الاهم من ذلك انهم يركزون على اشياء تشعرهم بأنهم مثقلون ومرتبكون، اذ ان نمط تركيزهم وتقييمهم يحد بدرجة خطيرة من خبراتهم العاطفية في الحياة.
فهل يستطيع مثل هذا الشخص ان يغير من ماهية شعوره في لحظة واحدة؟ أجل، بمجرد تغيير تركيزه الذهني. فما هي اذا اسرع طريقة لتبديل التركيز؟ ببساطة، بطرح سؤال جديد فحين يكون الناس مكتئبين فان السبب في ذلك غالبا هو انهم يطرحون على انفسهم بانتظام اسئلة محبطة تسلبهم القوة، مثل: ما الفائدة؟ لماذا انا بالذات يا الهي؟ تذكر اسال وستتلقى الجواب، فاذا سالت سؤال مزعجاً فستتلقى اجابة مزعجة. فكمبيوترك الذهني مستعد دائما لخدمتك، ومهما كان السؤال الذي توجهه له فانه سيتوصل بالتأكيد لتقديم اجابة. لذا فانك ان سالت (لماذا لا انجح قط؟ فسيقول لك حتما ولو كان عليه ان يخترع الجواب ! وقد يكون جوابه هو لأنك غبي او لأنك تستحق نتيجة افضل من هذه على أي حال والان لماذا لا نقدم امثلة على اسئلة لماحة؟
هل تعرف ميتشيل الذي وردت قصته في كتاب (قدرات غير محدودة؟) كيف تظن انه تمكن من العيش بعد ان احترق ثلثا جسمه ومن ذلك ظل يشعر شعورا حسنا ازاء حياته؟ كيف تحمل حادث طائرة واجهه بعد سنوات، بحيث تعطلت ساقاه واصبح لا يتحرك الا على كرسي متحرك، ومع ذلك وجد لنفسه طريقة يستطيع من خلالها ان يساهم في مساعدة الاخرين؟ لقد تعلم ان يتحكم بتركيزه في توجيه الاسئلة المناسبة حين وجد نفسه حينذاك في المستشفى وقد احترق جسمه بحيث اصبح يصعب التعرف عليه، يحيط به عدد كبير من المرضى الاخرين الذي ينامون في العنبر ذاته والذين ينعون حظهم ويتساءلون (لماذا انا بالذات؟ لم الحياة ظالمة على هذه الصورة؟ ما جدوى ان اعيش كسيحا مقعداً!
ولكن ميتشيل اختار ان يسال نفسه (كيف يمكنني ان استخدم ذلك؟ ماذا يمكنني ان افعل للآخرين بسبب ذلك (هذه الاسئلة هي ما يحدث الفرق في مصائر الناس: فالسؤال: (لِم أنا بالذات) قلما يؤدي الى جواب ايجابي بينما السؤال : (كيف يمكنني استخدام ذلك؟ يؤدي في العادة الى تغيير اتجاه الصعوبات بحيث تصبح قوة دافعة تمكننا من تحسين وضعنا ووضع العالم لقد ادرك ميتشيل بأن شعوره بالغضب والاذى والاحباط لن يغير حياته، ولذا فانه بدلا من التركيز على ما يفتقده قال لنفسه ماذا لدي بعد؟ من انا في الواقع؟ هل انا جسمي فقط او انا اكثر من ذلك؟ ماذا استطيع ان افعل الان حتى اكثر مما كنت استطيع من قبل؟
بعد ان تعرض لحادث الطائرة وحين كان في المستشفى بعد ان اصيب بالشلل في خصره فما دون، تعرف على امرأة جذابة بدرجة لا تصدق وهي ممرضة اسمها آنى وعلى الرغم من الحروق التي شملت وجهه برمته ومن الشلل الذي شمل جسمه من الخصر فما دون، فقد كان من الجرأة بحيث تساءل : كيف يمكنني التقرب منها ؟ وقد قال زملاؤه : انت مجنون وتخدع نفسك! غير انه نجح في خطبتها بعد عام ونصف العام وهي زوجته حاليا هذه هي القوة التي تكمن خلف طرح اسئلة تمنحك القوة، فهي تمنحنا موارد لا تعوض أي اجوبة وحلول فالأسئلة هي التي تقرر كل ما تفعله في حياتك، من قدراتك الى علاقاتك الى دخلك المالي.
فالكثيرون مثلا يخفقون في الالتزام بإنسان / انسانة لأنهم يطرحون باستمرار اسئلة تخلق الشك.. ماذا لو وجدت شخصا أفضل؟ ماذا لو الزمت نفسي الان ثم تبين لي انني اخطأت؟
مثل هذه الاسئلة هي الاسئلة تسلبك القوة بشكل مريع، اذ انها تشعل الخوف بأن العشب سيكون اكثر خضرة على الجانب الاخر من السياج (أي أن البعيد هو الأفضل) كما تمنعك من الاستمتاع بما تنعم به حياتك نفسها مثل هؤلاء الاشخاص قد يدمرون علاقاتهم في النهاية بطرح مثل هذه الاسئلة المريعة :
لماذا تتصرف دائما بهذه الطريقة معي ؟
لماذا لا تقدرني حق قدري؟
ماذا لو تركتك في هذه اللحظة، كيف تشعر اذا فعلت ذلك؟
قارن مثل هذه الاسئلة بالقول : كيف حالفني الحظ لكي اشاركك حياتك؟
ما هو احب شيء الى زوجتي / زوجي؟
كم ستغتني حياتك باقتراننا؟
فكر في الاسئلة التي تطرحها عادة على نفسك في ميدان القضايا المالية والاشخاص الذين يعانون من مشاكل في الميادين المالية، انما يعود ذلك في كثير من الاحيان الى انهم يثيرون الكثير من المخاوف في حياتهم، وهي المخاوف التي تمنعهم بداية من استثمار اموالهم او التحكم في استثمارها فهم لا يسألون انفسهم : ما هي الخطة التي احتاجها لكي احقق اهدافي المالية النهائية؟
فالأسئلة التي تطرحها ستقرر تركيزك وكيف تفكر، وكيف تشعر، وماذا تفعل؟
فإذا كنا نريد ان نغير اوضاعنا المالية فعلينا ان نرفع من مستوى مقاييسنا، ونغير قناعاتنا حول ما هو ممكن، وتطوير استراتيجية افضل واحد الامور التي لاحظتها لدى عمالقة المال في هذه الايام هو انهم يوجهون دائما اسئلة تختلف عن تلك التي تطرحها الجماهير العريضة، وهي اسئلة تتعارض في كثير من الاحيان مع (الحكمة) المقبولة على نطاق واسع .. مثال :
لاشك ان الثري الامريكي دونالد ترامب يواجه الان تحديات مالية غير انه كان على القمة الاقتصادية لمدة عقد كامل من الزمن فكيف توصل الى ذلك؟ كانت هنالك عوامل عديدة، غير ان واحد منها يتفق عليه الجميع هو ما حدث في منتصف السبعينيات حين واجهت مدينة نيويورك الافلاس واخذ معظم المستثمرين يتبرمون قائلين : كيف يمكننا ان نعيش وهذه المدينة تتهاوى؟ اما ترامب فقد طرح سؤالا فريدا وهو كيف يمكنني ان اصبح غنيا في الوقت الذي يسيطر فيه الخوف على الاخرين جميعاً؟ هذا السؤال وحده ساعده في تشكيل العديد من قرارات اعماله كما قاده الى موقع السيطرة الاقتصادية التي تمتع بها، لم يتوقف ترامب عند ذلك الحد، بل طرح سؤالا عظيما آخر تجدر محاكاته قبل القيام باستثمار مالي اذ ما ان يقتنع بان لمشروع ما امكانيات ربح اقتصادي هائل حتى يتساءل : ما هي نقطة النزول الدنيا، وما هو اسوا ما يمكن ان يحدث، هل استطيع ان اتحمل ذلك؟ كانت قناعاته انه اذا علم بانه يستطيع مواجهة اسوأ العواقب المحتملة فعليه ان يتم الصفقة لأن نقطة الصعود العليا ستتعنى بنفسها ولذا فانه اذا سأل مثل هذه الاسئلة الحاذقة فماذا يحدث؟
جمع ترامب من الصفقات ما لم يكن لغيره ان يفكر فيها خلال تلك الفترة من الضغط الاقتصادي
استلم بناء قديما شهريا هو بناء الكومودور وحوله الى مبنى حديث هو جراند حياة (وهو أول نجاح اقتصادي رئيسي له) وحين تحولت الموجة كان قد ربح ربحا هائلا غير انه وقع في متاعب اقتصادية رئيسية في النهاية لماذا؟ يقول الكثيرون انه غير ما كان يركز عليه في القيام باستثمارات، واخذ يطرح اسئلة مثل : ما الذي يمنعني ان امتلكه؟ بدلا من السؤال (ما هي الصفقة التي توفر اكبر ربح لي؟ والأسوأ من ذلك ما يقول البعض ان ترامب اخذ يعتقد بانه لا يغلب، ولذا توقف عن طرح اسئلته عن نقطة النزول الادنى) وهذا التغيير وحده في عملية تقييمه ـ في الاسئلة التي كان يطرحها ـ ربما كان هو الذي كلفه جزءا كبيرا من ثروته تذكر ان ما يشكل مصيرك ليس فقط الاسئلة التي تطرحها، بل كذلك الاسئلة التي تفشل في طرحها.
اذا كان هنالك شيء واحد يمكن تعلمه من محاولة تحري صلب قناعات واستراتيجيات العقول القيادية الموجودة حاليا فهو ان التقييمات المتفوقة تخلق حياة متفوقة لاشك ان لدينا جميعا القدرة على تقييم الحياة في مستوى يؤدي الى نتائج ممتازة فيم تفكر مثلا حين تسمع كلمة نابغة؟ هل يمكنك ان تتخيل صورة البرت آينشتاين، ولكن كيف امكن لأينشتاين ان يتحرك ليتجاوز فشله في التعليم الثانوي ليدخل نطاق المفكرين العظماء فعلا؟ لا شك ان الفضل في ذلك يعود لأنه طرح اسئلة صاغها بشكل ممتاز، حين كان اينشتاين يستكشف فكرة نسبية الزمن والمسافة وتساءل : هل من الممكن ان الاشياء التي يبدو انها تحدث في وقت واحد هي ليست كذلك فمثلا اذا كنت على بعد أميال قليلة من انفجار الشمس فهل تسمعه في نفس اللحظة التي حدث فيها في الفضاء؟
وقد خمن اينشتاين بان الامر ليس كذلك، وان ما تظن انه حدث في تلك اللحظة لم يحدث في الواقع حينذاك، بل قبل لحظة من ذلك وفي الحياة اليومية كما قال، فإن الزمن نسبي اعتماداً على ما يشغل ذهنك، قال اينشتاين في احدى المناسبات :(حين يجلس رجل مع امرأة جميلة لمدة ساعة فان هذه الساعة تبدو له وكأنها دقيقة واحدة ولكن دعه يجلس لمدة دقيقة واحدة فوق موقد ساخن، فهذه الدقيقة ستبدو له اطول من ساعة وهذه هي النسبية) وقد اخذ يخمن كذلك في ميدان الفيزياء، وبناء على اعتقاده بان سرعة الضوء ثابتة فقد وجد نفسه يتساءل ماذا لو وضعت الضوء على متن صاروخ؟ هل يزيد من سرعته عندئذ؟ وفي مسار اجاباته على تلك الاسئلة الساحرة ومثيلاتها اطلق اينشتاين نظريته المشهورة وهي نظرية النسبية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|