المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



قواعد في الإدارة / المهنية  
  
33   07:51 صباحاً   التاريخ: 2025-01-14
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 55 ــ 56
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2016 2775
التاريخ: 2-5-2022 1912
التاريخ: 22-6-2022 1208
التاريخ: 2024-06-02 873

الادارة تعني التحكم والسيطرة والمراقبة والمسؤولية بشكلها الواسع، ذات مفهوم مستقر لا خلاف فيه، فالجميع يتفق على مهام المدير، وما هو عمل الادارة، وتنقسم على عدة اقسام رئيسة، ادارة عليا وادارة اقل وادارة دنيا، الادارة العليا هي المؤسس لبقية الادارات التي تتحكم فيها، وكلها منضوية تحتها، وقد نأخذ اسطراً كثيرة اذا تكلمنا في كافة جوانب الادارة الا انه يمكننا ان نتناول الموضوع من جهة المدير فهو العنصر المحرك في كل المسألة، وقد تناولوا هذا الموضوع بصورة مسهبة ومن مختلف النواحي لذا سنقتصر على الاشياء النافعة ونلخصها ونضيف اشياء أخرى.

ـ المهنية

نسمع بصورة مكررة (الشخص المناسب) في المكان المناسب وقد حفظنا هذه الجملة بشكل جيد، فهل طبقت هذه الحقيقة يوماً؟ لو عمل بها في واقعنا لما وجدنا التخلف والفساد، ولتغير حالنا الى أحسن حال، المدير الذي يعرف امكانيته عليه ان يقدم نفسه في مجاله، فلا يحشر نفسه في اي عمل يكون خارج اختصاصه، او لا يتوافق مع شخصيته المهنية، لقد وجدنا اغلب الفاشلين هم الاشخاص الذين تمركزوا في اماكن لا تناسبهم، لا طولاً ولا عرضاً، فتاه بهم المكان وضاعت منهم المسؤولية، وانكشف أمرهم، كالرسام عندما تعطيه قيادة الجيش، وكالقائد العسكري عندما تعطيه قلماً ليرسم، لماذا لا نحافظ على ادوارنا في الحياة، فيرسم الرسام لوحة عسكرية معبرة والعسكري يدافع عن وطنه بريشته النارية ولوحته المدفعية، ونشيده رصاص النصر، وهكذا كل واحد من موقع مسؤوليته، اما انه كل يوم في مهنة ووظيفة بدواعي لا يمكن قبولها فان الأمر غير صحيح

وسيقع يوماً في مطبات خطرة، فالجهد والطاقة اذا صبت في موقع واحد وبوعي وادراك تام، استطاع الانسان ان يقدم خدمة معينة بكل فخر واعتزاز، ومن وضع نفسه في موضعها وعمل عملاً قيماً منضبطاً، افرح قلبه وقلوب الآخرين، واستحق ان يطلق عليه الرجل المناسب في المكان المناسب، فمن عوامل النجاح الرئيسة للمدير ان يكون مهنياً موضوعياً ضابطاً لعمله، متقناً له. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.