المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4543 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الاحكام الفقهية للنصب والنواصب ردُ فعل على اغتصاب الخلافة  
  
588   08:22 صباحاً   التاريخ: 20-11-2016
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج1 - ص 237- 243
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الفقه /

[نص الشبهة]

ذكر أحد أساتذة إحدى الجامعات الإسلامية كلاماً طويلاً في شرح معنى «النصب والنواصب»، ثم ذكر هذا القول: «أمّا ما رُتّب على النُّصْبِ من أحكام في بعض مسائل الفقه، لا تخرج عن كونها إجراءات وقائية، جاءت ردود أفعال لما أفرزته نظرية الاختيار من إجراءات هجومية على أتباع أهل البيت إلخ..» .

الجواب :

إن كلام هذا الأستاذ الجامعي في غير محله، إذ أنه قد اتهم الفقهاء بأنهم هم وراء إصدار الأحكام على النصاب، من خلال ردات الفعل على ما يتعرض له أتباع أهل البيت من إجراءات هجومية..

و نلاحظ على هذا الكلام ما يلي:

أولاً: إن عليه أن يثبت: أن تلك الأحكام قد نشأت عن ردات فعل، فهل اطلع على نفوس الناس، ولمس وعاين دوافعهم؟!..

ثانياً: لو كان ذلك صحيحاً بالنسبة للنصاب؛ فكيف يفسر لنا ما رتب على الكفر والشرك من أحكام، فهل يفسره بردات فعلٍ أيضاً، مع أن القرآن قد نطق ببعض تلك الإجراءات، في ما يرتبط بقربهم من المساجد، ونجاستهم، والتزوج منهم، وتزويجهم، وغير ذلك من أحكام؟..

ثالثاً: إن هذا الأستاذ إن كان يؤمن بإمامة الأئمة الاثني عشر [عليهم السلام]، وبعصمتهم، وبأنهم إنما ينقلون لنا أحكام الله.. فإننا نقول له :

إن هذه الأحكام والتدابير التي وصفها بالوقائية، قد ذكرها الأئمة الطاهرون [عليهم السلام]، وعلمونا إياها على أنها جزء من الشريعة المطهرة، النازلة على رسول الله [صلى الله عليه وآله]، فلماذا ينسب ذلك إلى الفقهاء؟!

وإليك بعض تلك النصوص:

1 ـ ثواب الأعمال: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله [عليه السلام]: «مدمن الخمر كعابد الوثن، والناصب لآل محمد [صلى الله عليه وآله] شر منه.

قلت: جعلت فداك ومن شر من عابد الوثن؟

فقال: إن شارب الخمر تدركه الشفاعة يوماً، وإن الناصب لو شفع أهل السماوات والأرض لم يشفعوا».

2 ـ ثواب الأعمال: عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: لو أن كل ملك خلقه الله عز وجل، وكل نبي بعثه الله، وكل صدّيق، وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله [عز وجل] من النار ما أخرجه الله أبداً، والله [عز وجل] يقول في كتابه: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} [الكهف: 3] (1).

3 ـ محمد بن علي بن الحسين في العلل: عن محمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله [عليه السلام] ـ في حديث ـ قال: «وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام، ففيها تجتمع غسالة اليهودي، والنصراني، والمجوسي، والناصب لنا أهل البيت. وهو شرهم، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب وإن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه»(2).

4 ـ محمد بن الحسن بإسناده، عن محمد بن علي بن محبوب، عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن عبد الحميد، عن حمزة بن أحمد، عن أبي الحسن الأول [عليه السلام] قال: «سألته أو سأله غيري عن الحمام، قال: أدخله بمئزر، وغضّ بصرك، ولا تغتسل من البئر التي يجتمع فيها ماء الحمام، فإنه يسيل فيها ما يغتسل به الجنب، وولد الزنى والناصب لنا أهل البيت، وهو شرهم»(3).

5 ـ محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن سالم، عن موسى بن عبد الله بن موسى، عن محمد بن علي بن جعفر، عن أبي الحسن الرضا[عليه السلام] ـ في حديث ـ قال: «من اغتسل من الماء الذي قد أغتسل فيه، فأصابه الجذام فلا يلومن إلا نفسه.

فقلت لأبي الحسن [عليه السلام]: إن أهل المدينة يقولون: إن فيه شفاء من العين، فقال: كذبوا يغتسل فيه الجنب من الحرام، والزاني، والناصب الذي هو شرهما، وكل من خلق الله، ثم يكون فيه شفاء من العين؟»(4).

6 ـ وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن أبي الحسن [عليه السلام] ـ في حديث ـ أنه قال: «لا تغتسل من غسالة ماء الحمام، فإنه يغتسل فيه من الزنى، ويغتسل فيه من ولد الزنى، والناصب لنا أهل البيت، وهو شرهم»(5).

7 ـ وعن بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن محمد بن القاسم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله [عليه السلام] قال: «لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمّام، فإن فيها غسالة ولد الزنى، وهو لا يطهر إلى سبعة آباء، وفيها غسالة الناصب، وهو شرّهما. إن الله لم يخلق خلقاً شرّاً من الكلب، وإن الناصب أهون على الله من الكلب»(6).

8 ـ عن الصادق [عليه السلام]: «ولو أن أهل السماوات السبع، والأرضين السبع، والبحار السبع، شفعوا في ناصبيّ ما شفعوا فيه»(7).

9 ـ علل الشرايع: عن أبي عبد الله [عليه السلام] قال: «ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلاً يقول:

أنا أبغض محمداً وآل محمد[عليهم السلام]، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا، وأنكم من شيعتنا» .

10 ـ زيد النرسي في أصله عن أبي عبد الله [عليه السلام] في حديث قال: «فأما الناصب فلا يرقّن قلبك عليه، ولا تطعمه، ولا تسقه، وإن مات جوعاً أو عطشاً، ولا تغثه. وإن كان غرقاً أو حرقاً فاستغاث، فغطه، ولا تغثه، فإن أبا نعيم المحمدي كان يقول: من أشبع ناصباً ملأ الله جوفه ناراً يوم القيامة معذباً كان أو مغفوراً» .

12 ـ السرائر: عن أبي عبدالله [عليه السلام]، قال: «خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا الخمس».

12 ـ السرائر، عنه مثله، إلا أن فيه: [وادفع] مكان [ابعث] .

13 ـ وعنهم [عليهم السلام]: من أدخل السرور على الناصبي، واصطنع إليه معروفاً فهو منا بريء وكان ثوابه على الله النار.

14 ـ وعن أبي عبد الله [عليه السلام]: «أنه كره سؤر ولد الزنى، وسؤر اليهودي والنصراني، والمشرك ، وكل من خالف الإسلام وكان أشد ذلك عنده سؤر الناصب»(8).

_____________________

(1) سفينة البحار ج 8 ص251.

(2) وسائل الشيعة ج1 ص220 و علل الشرايع ص292.

(3) وسائل الشيعة ج1 ص219 والتهذيب للطوسي ج1 ص 373.

(4) وسائل الشيعة ج1 ص219 والكافي ج6 ص503.

(5) وسائل الشيعة ج1 ص219 والكافي ج6 ص498.

(6) وسائل الشيعة ج1 ص219 والكافي ج3 ص14.

(7) البحار ج65 ص126 وسفينة البحار 8/252.

(8) الوسائل ج1 ص229 وباب نجاسة أسآر أصناف الكفار.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.