أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-04-2015
2805
التاريخ: 14-11-2014
1684
التاريخ: 2024-09-02
347
التاريخ: 2024-09-06
338
|
قال تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل : 89].
ان في القرآن الكريم من اصول معارف الاسلام وشرائع احكامه ، الاسس الاولية التي لا غنى لأى مسلم يعيش على هدى القرآن ويستظل بظل الاسلام ، ان يراجع دلائله الواضحة ويتلمس حججه اللائحة ، وان ابهم عليه شيء فليستطرق ابواب اهل الذكر ممن نزل القرآن في بيوتهم ، فيهدوه سواء السبيل .
نعم كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله )هو المرجع الاول لفهم غوامض الايات وحل مشاكلها ، مدة حياته الكريمة ، اذ كان عليه البيان كما كان عليه البلاغ قال تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44] ، فكان دوره (صلى الله عليه واله )دور مرشد ومعين ، وكان الناس هم المكلفين بالتفكر في آيات اللّه والتماس حججه .
وقد تصدى النبي (صلى الله عليه واله )لتفصيل ما اجمل في القرآن اجمالا ، وبيان ما ابهم منه اما بيانا في احاديثه الشريفة وسيرته الكريمة ، او تفصيلا جاء في حل تشريعاته من فرائض وسنن واحكام وآداب ، كانت سنته (صلى الله عليه السلام) قولا وعملا وتقريرا ، كان كلها بيانا وتفسيرا لمجملات الكتاب العزيز وحل مبهماته في التشريع والتسنين فقد كان قوله (صلى الله عليه السلام) : (صلوا كما رأيتموني اصلي ) شرحا وبيانا لما جاء في القرآن ، من قوله تعالى : {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [الأنعام : 72] ولقوله : {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء : 103] وكذا قوله (صلى الله عليه السلام) : (خذوا عني مناسككم ) بيان وتفسير لقوله تعالى : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ} [آل عمران : 97] ، وهكذا فكل ماجا في الشريعة من فروع احكام العبادات والسنن والفرائض ، واحكام المعاملات ، والانظمة والسياسات ، كل ذلك تفصيل لما اجمل في القرآن من تشريع وتكليف .
وهكذا كان الصحابة يستفهمونه كلما تلا عليهم القرآن او اقراهم آية او آيات ، كانوا لا يجوزونه حتى يستعلموا ما فيه من مرام ومقاصد واحكام ، ليعملوا بها وياخذوا بمعالمها.
اخرج ابن جرير باسناده عن ابن مسعود ، قال : كان الرجل منا اذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن وقال ابو عبد الرحمان السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا ، انهم كانوا يستقرئون من النبي (صلى الله عليه واله )فكانوا اذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، قال : فتعلمنا القرآن والعمل جميعا (1) .
نعم ، ربما كانوا يحتشمون هيبة الرسول (صلى الله عليه واله )فتحجبهم دون مسائلته ، فكانوا يترصدون مجي الاعراب المغتربين عن البلاد ، ليسالوه عن مسائل ، فيغتنموها فرصة كانوا يترقبونها.
قال علي (عليه السلام) : وليس كل اصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله )كان يساله ويستفهمه ، حتى كانوا ليحبون ان يجي الأعرابي او الطارئ فيساله (عليه السلام) حتى يسمعوا قال : وكان لا يمر من ذلك شيء الا سالت عنه وحفظته (2) .
وهكذا حدث ابو امامة ابن سهل بن حنيف (3) قال : كان اصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه السلام)يقولون : ان اللّه ينفعنا بالإعراب ومسائلهم ، قال : اقبل اعرابي يوما فقال : يا رسول اللّه ، لقد ذكر اللّه في القرآن شجرة مؤذية ، وما كنت ارى ان في الجنة شجرة تؤذي صاحبها السدر ، فان لها شوكا فقال رسول اللّه {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ } [الواقعة : 28] يخضد اللّه شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فأنها تنبت ثمرا ، تفتق الثمرة معها عن اثنين وسبعين لونا ، ما منها لون يشبه الاخر (4) .
ومن ثم كان ابن مسعود يقول : واللّه الذي لا اله غيره ما نزلت آية في كتاب اللّه الا وانا اعلم فيم نزلت واين نزلت وهكذا تواتر عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ، وتلميذه ابن عباس ، وغيرهم من علما الصحابة ، حسبما يأتي في تراجمهم (5) .
________________________________
1- تفسير الطبري ، ج1 ، ص 27 ـ 28 وص 30.
2- المعيار والموازنة للإسكافي ، ص 304.
3- اسمه اسعد ، سماه بذلك رسول اللّه (ص ) ودعا له وبرك عليه توفي سنة (100) وهو ابن نيف وتسعين (اسد الغابة ، ج5 ، ص 139).
4- اخرجه الحاكم وصححه ، المستدرك ، ج2 ، ص 476.
5- عند الكلام عن دور الصحابة في التفسير.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|