أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2021
2267
التاريخ: 23-3-2021
1495
التاريخ: 15-3-2021
2501
التاريخ: 14-11-2016
1440
|
يجدر بنا ونحن نحاول دراسة التاريخ الاسلامي ان نتعرف على تاريخ بنا الكعبة في مكة المكرمة , وذلك يجرنا الى البد بتاريخ بانيها ابراهيم (عليه السلام) ,فلنبدأ به :
ومن اجمع ما يتضمن قصة الخليل (عليه السلام) ما جاء في ((روضة الكافي)) بسنده عن علي بن ابراهيم القمي , عن زيد الكرخي قال :
سمعت ابا عبد اللّه الصادق (عليه السلام) يقول : ان ابراهيم (عليه السلام) كان مولده بكوثاريا وكان ابوه من اهلها , وكانت ام ابراهيم وام لوط (عليهم السلام) , سارة وورقة اختين , وهما ابنتان للاحج , وكان لاحج نبيا منذرا , ولم يكن رسولا.
وكان ابراهيم (عليه السلام) في شبيبته على الفطرة التي فطر الله عز وجل الخلق عليها حتى هداه الله تبارك وتعالى الى دينه واجتباه وانه تزوج سارة ابنة لاحج وهي ابنة خالته، وكانت سارة صاحبة ماشية كثيرة وارض واسعة وحال حسنة , وكانت قد ملكت ابراهيم (عليه السلام) جميع ما كانت تملكه , فقام فيه واصلحه وكثرت الماشية والزرع حتى لم يكن بارض كوثاريا رجل احسن حالا منه .
وان ابراهيم لما كسر اصنام نمرود وامر به نمرود فاوثق , وعمل له حايرا وجمع له فيه الحطب والهب فيه النار , ثم قذف ابراهيم (عليه السلام) في النار لتحرقه , ثم اعتزلوها حتى خمدت النار ثم اشرفوا على الحاير فاذا ابراهيم (عليه السلام) سليما مطلقا من وثاقه فاخبر نمرود خبره , فأمرهم ان ينفوا ابراهيم (عليه السلام) من بلاده , وان يمنعوه من الخروج بماشيته وماله فحاجهم ابراهيم (عليه السلام) عند ذلك فقال : ان اخذتم ماشيتي ومالي فان حقي عليكم ان تردوا علي ما ذهب من عمري في بلادكم واختصموا الى قاضي نمرود فقضى على اصحاب نمرود ان يردوا على ابراهيم (عليه السلام) ماله وأخبر بذلك نمرود , فأمرهم ان يخلوا سبيله وسبيل ماشيته وماله ويخرجوه وقال : انه ان بقي في بلادكم افسد دينكم ( فخرج ابراهيم ـ ومعه لوط لا يفارقه ـ وسارة , وقال لهم ((اني ذاهب الى ربي سيهدين )) يعني الى بيت المقدس فتحمل ابراهيم بماشيته وماله ,وعمل تابوتا وجعل فيه سارة وشد عليها الاغلاق غيرة منه عليها ومضى حتى خرج من سلطان نمرود , وصار الى سلطان رجل من القبط يقال له :عزارة , فمر بعاشر له فاعترضه العاشر ليعشر ما معه , فلما انتهى الى العاشر ومعه التابوت قال العاشر لإبراهيم (عليه السلام) : افتح هذا التابوت لنعشر ما فيه ,فقال له ابراهيم (عليه السلام) : قل ما شئت فيه من ذهب او فضة حتى نعطي عشره ولا نفتحه فأبى العاشر الا فتحه , وغضب ابراهيم (عليه السلام) على فتحه فلما بدت له سارة ـ وكانت موصوفة بالحسن والجمال ـ قال له العاشر : ما هذه المراة منك ؟ قال ابراهيم (عليه السلام) : هي حرمتي وابنة خالتي فقال له العاشر : فما دعاك الى ان خبيتها في هذا التابوت ؟ فقال ابراهيم (عليه السلام) : الغيرة عليها ان يراها احد، فقال له العاشر: لست ادعك تبرح حتى اعلم الملك حالها وحالك .
فبعث رسولا الى الملك فاعلمه , فبعث الملك رسولا من قبله ليأتوه بالتابوت , فاتوا ليذهبوا به فقال لهم ابراهيم (عليه السلام) : اني لست افارق التابوت حتى يفارق روحي جسدي فارسل الملك :ان احملوه والتابوت معه فحملوا ابراهيم (عليه السلام) والتابوت وجميع ما كان معه حتى ادخل على الملك , فقال له الملك : افتح التابوت فقال له ابراهيم (عليه السلام): ايها الملك ان فيه حرمتي وابنت خالتي وانا مفتد فتحه بجميع ه ما معي .
فغصب الملك ابراهيم (عليه السلام) على فتحه , فلما راى سارة لم يملك حلمه سفهه ان مد يده اليها , فاعرض ابراهيم (عليه السلام) وجهه عنها وعنه ـ غيرة منه ـوقال : اللهم احبس يده عن حرمتي وابنة خالتي فلم تصل يده اليها ولم ترجع اليه، فقال له الملك : ان الهك هو الذي فعل بي هذا ؟ فقال له: نعم ان الهي غيور يكره الحرام, وهو الذي حال بينك وبين ما اردته من الحرام .
فقال له الملك : فادع الهك يرد علي يدي , فان اجابك فلن اعرض لها فقال ابراهيم (عليه السلام) : الهي رد اليه يده ليكف عن حرمتي , قال : فرد اللّه عزوجل اليه يده .
فاقبل الملك نحوه ببصره ثم عاد بيده نحوها فاعرض ابراهيم عنه بوجهه غيرة منه , وقال : اللهم احبس يده عنها قال : فيبست يده ولم تصل اليها.
فقال الملك لإبراهيم (عليه السلام) : ان الهك لغيور , وانك لغيور , فادع الهك يرد الي يدي , فانه ان فعل لم اعد فقال ابراهيم : نعم .
فقال ابراهيم (عليه السلام) : اللهم ان كان صادقا فرد يده عليه فرجعت اليه يده فلما راى ذلك الملك من الغيرة ما راى, وراى الاية في يده , عظم ابراهيم (عليه السلام) وهابه واكرمه واتقاه, وقال له : قد امنت من ان اعرض لها او لشي مما معك فانطلق حيث شئت , ولكن لي اليك حاجة فقال له : احب ان تأذن لي ان اخدمها قبطية عندي جميلة عاقلة تكون لها خادما , فأذن ابراهيم (عليه السلام) فدعا بها فوهبها لسارة ,وهى هاجر ام اسماعيل (عليه السلام).
فسار ابراهيم (عليه السلام) بجميع ما معه, وخرج الملك معه يمشي خلف ابراهيم (عليه السلام) اعظاما لإبراهيم وهيبة له, فأوحى اللّه تبارك وتعالى الى ابراهيم (عليه السلام) : ان قف ولا تمش قدام الجبار المتسلط وهو يمشي خلفك, ولكن اجعله امامك وامش خلفه وعظمه وهبه فانه مسلط, ولا بد من امرة في الارض برة او فاجرة واهابك, وان اقدمك امامي وامشي خلفك اجلالا لك (عليه السلام) : نعم فقال له الملك : اشهد ان الهك لرفيق حليم كريم , وانك ترغبني في دينك فسار ابراهيم (عليه السلام) حتى نزل بأعلى الشامات وقد خلف لوطا (عليه السلام) في ادنى الشامات .
ثم ان ابراهيم (عليه السلام) لما ابطا عليه الولد قال لسارة : لو شئت لبعتني هاجر لعل اللّه ان يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا ؟.
وروى علي بن ابراهيم القمي في تفسيره عن ابيه عن هشام عن ابي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) قال :
ان ابراهيم (عليه السلام) كان نازلا في بادية الشام , فلما ولد له من هاجر اسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لا نه لم يكن له منها ولد , فكانت تؤذي ابراهيم في هاجر وتغمه, فشكى ابراهيم ذلك الى اللّه عز وجل ,فأوحى اللّه اليه, انما مثل المراة مثل الضلع الاعوج , ان تركتها استمتعت بها وان اقمتها كسرتها ثم امره ان يخرج اسماعيل وامه, فقال : يا رب الى اى مكان ؟ قال : الى حرمي وامني واول بقعة خلقتها من الارض وهي مكة فانزل اللّه عليه جبرئيل بالبراق فحمل هاجر واسماعيل وكان ابراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع الا قال : يا جبرئيل الى ها هنا ؟ الى ها هنا ؟ فيقول : لا , امض, امض, حتى اتى مكة, فوضعه في موضع البيت .
وقد كان ابراهيم (عليه السلام) عاهد سارة : ان لا ينزل حتى يرجع اليها , فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجرة , فالقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته , فلما سترهم ووضعهم واراد الانصراف منهم الى سارة قالت له هاجر : يا ابراهيم لم تدعنا في موضع ليس فيه انيس ولا ماء ولا زرع ؟ فقال ابراهيم : اللّه الذي امرني ان اضعكم في هذا المكان حاضر عليكم ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدا ـ وهو جبل بذي طوى ـ التفت اليهم ابراهيم فقال : {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم: 37] ثم مضى وبقيت هاجر.
فلما ارتفع النهار عطش اسماعيل وطلب الماء, فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى ونادت : هل في الوادي من انيس ؟ وظنت ا نه ماء وسعت , فلما بلغت المسعى غاب عنها , ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا فعادت حتى بلغت الصفا , حتى فعلت ذلك سبع مرات , فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت الى اسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجله ,فعادت حتى جمعت حوله رملا فزمته بما جعلته حوله فلذلك سميت زمزم .
وكانت جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات , فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحش على الما فنظرت جرهم الى تعكف الطير على ذلك المكان فاتبعوها حتى نظروا الى امراة وصبى في ذلك الموضع قد استظلوا بشجرة ,وقد ظهر الماء لهما فقالوا لهاجر: من انت وما شانك وشان هذا الصبى ؟فقالت : انا ام ولد ابراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه, امره اللّه ان ينزلنا هاهنا فقالوا لها : ايتها المباركة افتاذني لنا ان نكون بالقرب منكما ؟.
فلما زارهم ابراهيم (عليه السلام) في اليوم الثالث قالت هاجر : يا خليل اللّه ان ها هنا قوما من جرهم يسالونك ان تأذن لهم حتى يكونوا بالقرب منا ,أفتأذن لهم في ذلك ؟ فقال ابراهيم : نعم فأذنت , فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم , فأنست هاجر ام اسماعيل بهم .
فلما زارهم ابراهيم في المرة الثالثة نظر الى كثرة الناس حولهم فسر بهم سرورا شديدا وكانت جرهم قد وهبوا لإسماعيل كل واحد منهم شاة وشاتين فكانت هاجر واسماعيل يعيشان بها.
فلما بلغ اسماعيل مبلغ الرجال امر اللّه ابراهيم (عليه السلام) ان يبني البيت ,فقال : يا رب في اى بقعة ؟ قال : في البقعة التي انزلت على آدم القبة فأضالها الحرم فلم تزل البقعة التي انزلتها على آدم قائمة حتى كان طوفان نوح فلما غرقت الدنيا رفعت تلك القبة وغرقت الدنيا الا موضع البيت فبعث اللّه جبرئيل (عليه السلام) فخط له موضع البيت, وانزل اللّه عليه القواعد من الجنة , ونقل اسماعيل الحجر من ذي طوى, وبنى ابراهيم البيت فرفعه الى السماء تسعة اذرع وكان الحجر الذي انزله اللّه على آدم اشد بياضا من الثلج , فاستخرجه ابراهيم (عليه السلام) ووضعه في موضعه الذي هو فيه وجعل له بابين : بابا الى المشرق وبابا الى المغرب يسمى المستجار , ثم القى عليه الشجر والاذخر وعلقت هاجر الى بابه كساء كان معها فكانوا يكنون تحته .
فلما بناه وفرغ منه نزل عليهما جبرئيل (عليه السلام) يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة فقال : يا ابراهيم قم فارتو من الماء لا نه لم يكن بمنى وعرفات ماء , فسميت التروية لذلك , ثم اخرجه الى منى فبات بها , ففعل به ما فعل بآدم (عليه السلام).
وروى علي بن ابراهيم القمي ايضا عن ابيه عن معاوية بن عمار عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) ا نه قال : ان ابراهيم (عليه السلام) اتاه جبرئيل عند زوال الشمس من يوم التروية فقال : يا ابراهيم ارتو من الما لك ولا هلك ـ ولم يكن بين مكة وعرفات ماء ـ فسميت التروية بذلك فذهب به حتى انتهى به الى منى فصلى به الظهر والعصر و العشائين والفجر , حتى اذا بزغت الشمس خرج الى عرفات فنزل بنمرة, وهي بطن عرفة فلما زالت الشمس خرج واغتسل فصلى الظهر والعصر باذان واحد واقامتين , وصلى في موضع المسجد الذي بعرفات ـ وقد كانت ثمة احجار بيض فأدخلت في المسجد الذي بني ـ ثم مضى به الى الموقف فقال : يا ابراهيم اعترف بذنبك , واعرف مناسكك ولذلك سميت عرفة فأقام به حتى غربت الشمس , ثم افاض به فقال : يا ابراهيم ازدلف الى المشعر الحرام ـ فسميت المزدلفة ـ واتى به المشعر الحرام , فصلى به المغرب والعشا الاخرة باذان واحد واقامتين , ثم بات بها فرأى في النوم ا نه يذبح ابنه حتى اذا صلى بها صلاة الصبح اراه الموقف .
ثم افاض الى منى فأمره فرمى جمرة العقبة عندما ظهر له ابليس لعنه اللّه , وامر اهله فسارت الى البيت, واحتبس الغلام , فانطلق به الى موضع الجمرة الوسطى, فاستشار ابنه وقال ـ كما حكى اللّه { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } [الصافات: 102].
واقبل شيخ فقال : يا ابراهيم ما تريد من هذا الغلام ؟ قال : اريد ان اذبحه غلاما لم يعص اللّه طرفة عين فقال له ابراهيم : ويلك ان الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي امرني به فقال : لا واللّه ما امرك بهذا الا الشيطان فقال ابراهيم : لا واللّه لا اكلمك , ثم عزم ابراهيم على الذبح .
فقال : يا ابراهيم انك امام يقتدى بك , وانك ان ذبحته ذبح الناس اولادهم فاستشاره في الذبح , فقال الغلام كما حكى اللّه : امض كما امرك اللّه به, فلما اسلما جميعا لأمر الله قال الغلام: يا ابتي خمر وجهي وشد وثاقي، فقال ابراهيم : يا بنى الوثاق مع الذبح؟ لا والله لا اجمعها عليك اليوم، فرمى اله بقرطان الحمار ثم اضجعه عليه واخذ المدية فوضعها على حلقه, ورفع راسه الى السماء ثم انتحى عليه بالمدية فقلب جبرئيل المدية على قفاها واثار الغلام من تحته, واجتر الكبش من قبل ثبير الجبل الذي عن يمين مسجد منى وكان املح اغبر اقرن يمشي في سواد ويأكل في سواد ,فوضعه مكان الغلام, ونودي من (قبل) مسجد الخيف {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ } [الصافات: 104 - 106].
ولحق ابليس بأم الغلام بحذاء البيت في وسط الوادي فقال لها : رايت شيخا ومعه وصيف قد اضجعه الشيخ واخذ المدية ليذبحه فقالت : كذبت , ان ابراهيم ارحم الناس , كيف يذبح ابنه قال : فورب السماء والارض ورب هذا البيت , لقد رايته اضجعه واخذ المدية فقالت : ولم ؟ قال : زعم ان ربه امره بذلك فوقع في نفسها ا نه قد امر في ابنها بأمر , فقالت : فحق له ان يطيع ربه ولما قضت مناسكها اسرعت في الوادي راجعة الى منى.
وما جاء في خبر علي بن ابراهيم القمي عن الامام الصادق (عليه السلام) :ان الكعبة كانت قبل طوفان نوح قبة ضربها آدم (عليه السلام) بموضع البيت , يؤيده ما جاء في الخطبة المعروفة بالقاصعة للأمام علي (عليه السلام) انه قال :
((الا ترون ان اللّه سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم ـ صلوات اللّه عليه ـ والى الاخرين من هذا العالم , بأحجار لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع, فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما ثم وضعه بالوعر بقاع الارض حجرا واقل نتائق الدنيا مدرا , واضيق بطون الاودية قطرا , بين جبال خشنة ورمال دمثة , وعيون وشلة وقرى منقطعة , لا يزكو بها خف ولا حافر ولا ظلف ثم امر آدم وولده : ان يثنوا اعطافهم نحوه , فصار مثابة لمنتجع اسفارهم وغاية لملتقى رحالهم , تهوى اليه الافئدة من مفاوز سحيقة )).
ولعل هذا هو معنى قوله تعالى {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 127، 128] فان القواعد يفيد انها كانت قد وضعت قبل ذلك وان ابراهيم هو الذي رفعها وشيد على اساسها وان لم تكن بقيت بعد طوفان نوح, حيث قرانا في الخبر عن الامام الصادق (عليه السلام) ان جبرئيل هو الذي دل ا براهيم (عليه السلام) على موضع لبيت .
وحيث لاحظ ا براهيم (عليه السلام) ان البيت قد وضع في بقعة يصعب فيها الحياة قال :
{ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم: 37] واستجيبت دعوته فأصبحت الكعبة قبلة المسلمين ومهوى افئدة المؤمنين .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
جمعية العميد تدعو الجامعات العراقية لحضور مؤتمرها العلمي السابع
|
|
|