المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



المربية والفتاة والمراهقة  
  
2576   01:18 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص346– 350
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-08 1231
التاريخ: 2024-01-07 919
التاريخ: 2024-05-25 864
التاريخ: 2023-09-25 1490

 تدل التجارب على أنه ليس بمستطاع أيا كان من الآباء والأمهات أن يدعي بأنه يربي أبناء اصحاء او يسير في تربيته فيما يتصل بالفتيات وفق أسلوب صحيح ومحسوب. إن الأبناء الاصحاء أنما يخرجون في الغالب من اسر شريفة وواعية . فمثل هذه الاسر هي التي توفر ، بإشرافها وتوجيهاتها السديدة ، سبل النمو والرشاد للأبناء .

إن أولياء الأمور والمربين الواعين يسعون لمعرفة ما يجيش في دواخل البناء في هذه المرحلة من العمر، ويجدون في إدراك ما يدور في أعماق أنفسهم. فطبقا لأحد الأمثال (فإن المياه الهادئة إنما تجري في الأعماق) (1).

إذاً فإن حصر الاهتمام بظاهر البناء ليس عملا محمودا. يجب إخبار الأعماق والإجابة عن الأسئلة والاستفهامات التي تدور في أعماق أنفسهم.

ـ خصائص المربين :

قد لا يكون بمقدور أيا كان أداء واجب التربية بنجاح فيما يتصل بالتعامل مع الجيل المراهق والفتيات منه على وجه خاص . فيجب أن يتمتع اولياء الأمور والمربين بمستويات كافية من الوعي وبخصائص تتيح لهم إمكانية التربية والتوجيه الصحيحين عند التعامل مع أعضاء هذه الفئة.

وعند التأمل فيما ينبغي أن يتميز به المتعاملون مع أعضاء هذه الفئة من خصائص ومؤهلات، نجد أنه يجب أن يتعرفوا على خصائص الإنسان الكامل والمربي الخبير، الا أن مثل هذا الشيء إن لم يكن مستحيلا فإن من العسير جدا تحققه في عامة الآباء, الأمهات والمربين . لكنه وبشكل عام يجب على المشتغلين بأمر التربية والتعامل مع الفتيات أن يمتازوا بمجموعة من الخصائص والصفات ومنها الوعي، وسعة الصدر والتحمل، والتجربة، والصدق والعزم، واللين، وروح الإستقطاب والإنفتاح، والجد والإندفاع الذاتي في سبيل حل مشكلات الفتاة وتسديدها وتوجيهها الى الحلول المناسبة ، و...

ـ نوع العلاقة بالفتيات :

عادة إذا كانت العلاقات بين الاباء والأبناء قوية، وكان الاباء منفتحين على الأبناء خصوصا في السنوات الأولى للمراهقة، فإن هؤلاء لا يلجأون الى معارضة الأبوين أو التمرد على أوامرهم وتوجيهاتها بأي حال من الأحوال. ومن الضروري جدا أن تكون الفتاة واثقة بالأم ومطمئنة بأنها تحفظ سرها وتسعى في سبيل صلاحها وسعادتها في كل الأحوال والظروف .

الفتاة تتأثر بإيحاءات الأبوين، وخصوصا الأم، سواء بالإتجاه الإيجابي أوالسلبي، وبحسب تعبير أحد العلماء، فإننا حتى لو قلنا للفتاة إنك ستفتضحين وتفسدين بالنتيجة فقد تصبح كذلك يوما ما. ومن هنا فإنه يجب التفكير دائما بعواقب الأمور عند الحديث والتعامل مع الفتاة.

إن من الحكمة أن ينفتح الأبوان والمربون على الفتاة في هذه المرحلة المتأزمة من حياتها وأن يبنوا علاقاتهم بها على اساس من الصداقة والمحبة والاحترام المتبادل. فبإمكان الأولياء من خلال علاقة الود المتبادلة هذه أن يطلعوا على جميع شؤون الفتاة فيوجهونها ويعينونها على حل مشاكلها .

ـ واجب الولاية :

من الضرورة بمكان أن نطلب الى اولياء الأمور أن يبقوا قائمين بواجب الولاية على شؤون بناتهم. إن واجب الأبوة أو الأمومة يحتم على أولياء الأمور أن يمارسوا تجاه فتياتهم دور الراعي والحامي الواعي الحذر في كل الظروف والأحوال، ودور الراشد الى سبيل الخير والصلاح والهداية. فإذا فعلوا ذلك فإنهم يكونون قد أدوا واجب الولاية، والا فلا !.

وفي سبيل أداء هذا الواجب، فإنه من الضروري أن يبادر الأولياء الى تحذيرهن من المخاطر والأضرار، وطمأنتهن بأنهم يريدون بذلك خيرهن وصلاح أحوالهن وسلوكهن، وينبغي أن تبنى علاقة الأبوين بالفتاة المراهقة، خصوصا في سنوات ما بعد البلوغ، على أساس الحب والاحترام والفهم المتبادل، وذلك من أجل أن يتمكنوا من إيصال آرائهم ووجهات نظرهم وتوجيهاتهم عليه في أجواء هادئة وخالية من التوتر. كما أنه يجب أن تكون عملية التوجيه والإرشاد باسلوب حواري إقناعي رصين؛ لأن فرض الرأي عملية غير مجدية ومن شأنه أن يتحول الى حالة قمعية تولد عقدا نفسية غير محمودة العواقب.

ـ دور المدرسة :

للمدرّسة والمعلمة دور غير قليل في توجيه وإرشاد الفتيات المراهقات. فهناك مسائل كثيرة لدى أعضاء هذه الفئة لا يستطيع الوالدين مساعدتهن على فهمها وحلها في معظم الحالات، أما المدرّسة والمعلمة فإنها تستطيع حلها وإفهامهن بشأنها على أحسن وجه..

إن بإمكان المدرّسة أن تزودهن بخبرات كثيرة عن الحياة وأن تعرض لهن أشياء عملية أهم من الكلام المجرد. فبإستطاعة المعلمة أن تكون هادية وموجهة للفتاة، وحاثة لها على طاعة الوالدين والانقياد لتوجيهاتها أو تعظيم شأنهما في عينيها .

ـ احترام الشخصية :

يجب أن تقوم العلاقة بالفتيات في مرحلة المراهقة، وخصوصا في سن 14 فصاعدا، على أساس الود والاحترام المتبادل وتكريم شخصياتهن. ومن مظاهر هذا الود والانسجام احترام استقلالهن وحرياتهن المشروعة في الحياة. إن من شأن التعامل المعقول والمنطقي مع الفتاة من قبل الوالدين والمعلمات، والقائم على الود والفهم المتبادل، أن يوثق العلاقة بالبنت ويشعرها بأنها محاطة بالحب والاحترام والاهتمام من قبل الولي أو المعلمة.

ومن المظاهر الأخرى لاحترام الفتاة الاستماع الى آرائها والطلب اليها أن تبدي وجهات نظرها في المسائل التي لها القدرة على إبداء الرأي بشأنها، وكذلك الوفاء بالوعود التي تعطى لها باعتبار أنها تعتبرها أشياء ناجزة .

إن أسلوب الهيمنة والتسلط على المراهقات بالقوة، دون الأخذ بنظر الاعتبار مبادئ الاحترام والفهم المتبادل، هو أسلوب غير مجد وخاطئ بالمرة ويتفق علماء النفس والتربية على أن العلاقة بالفتيات يجب أن تبنى على أساس من الوعي والود واللين والتوجيه من خلال ذلك .

ـ صعوبة التربية :

إن الإتيان على ذكر الصعوبة في التعامل مع المراهقات هو من أجل الفات نظر أولياء الأمور والمربين الى ضرورة التسلح بالوعي، والجدية وسعة الصدر، والمثابرة، أثناء الاشتغال في تربية أعضاء هذه الفئة، وبالأصل فإن التعامل مع المراهقة ليس بالأمر اليسير . فالذي يعمل مع المراهق، ينبغي أن يكون خبيرا في مجال التعامل مع اعضاء هذه الفئة وعارفا بمشكلاتها وقادرا على إيجاد حلول مناسبة لها، ومؤثرا وليس متأثرا .

ونعود ونؤكد مرة أخرى على إن العلاقة بالفتاة يجب أن تكون علاقة ود واحترام؛ لأنها الآن في وضع لم تعد تردعها أساليب الزجر والتهديد، كما في سنوات الطفولة ، بل على العكس من ذلك فإنها تدفعها الى التمرد والإمعان في المشاكسة.

_______________

1ـ مثل غربي .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.