ان الامثلة التالية مرعبة لأنها امثلة حقيقية !

ـ استخدام القوة :

رمى اب ابنه المرتعب ذا السبع سنوات الى الجهة العميقة في بركة السباحة، وقال مبررا فعلته هذه : (عليك ان تتعلم السباحة لكي تعوم اذا صادف ان وقعت في بركة عميقة).

ـ استخدام السخرية :

صرخ الاب بابنه البالغ من العمر ثماني سنوات الذي كان يرتجف خوفا على لوح الغطس : (لا تكن جبانا. اقفز!)

قالت الام لزائرة تهم بالجلوس الى جانب الابنة البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً : (لا تجلسي بالقرب منها. ما زالت تتبول في سريرها مثل الاطفال الصغار).

ـ اللجوء الى التهديد والعقوبة :

قالت الام  لطفليها التوأمين البالغين من العمر سبع سنوات : (اذا لم تتناولا طعام العشاء كاملا سأرمي بكما الى الخارج حيث يمكن للعفاريت ان تنال منكما).

ـ اعتماد التجاهل :

كانت الطفلة ذات الخمس سنوات تخاف الذهاب الى المرحاض بمفردها، اذ كان عليها ان تصعد على الدرج الى الطابق العلوي من دون ضوء في الليل. وكانت الام تتجاهل طلب الطفلة للمساعدة وتضحك كلما بللت الطفلة الصغير ثيابها.

ـ المبالغة بالحماية :

لم تكن احدى الامهات تسمح ابدا لطفلتها البالغة من العمر احد عشر عاما ان تنام خارج البيت. كانت ترافقها عندما تذهب الى المدرسة وتعود منها، ولم تكن تسمح لها بالذهاب الى المخيم المدرسي.

ـ التأثير الذي تتركه الطبيعة :

هناك ستة عوامل تتعلق بالخوف متأتية من تكويننا الجيني و(خصائصنا الانسانية).

1ـ مراحل النمو

2ـ الصدمات

3ـ التخيلات

4ـ التراجع

5ـ الموروث البدائي

6ـ نوع الشخصية

1ـ مراحل النمو :

يتضمن الجدول التالي انواع المخاوف الاكثر شيوعا في مراحل نمو معينة عند الاطفال.

مرحلة النمو                                        نوع الخوف

الطفولة                                             الخوف من الغرباء

                                                     الخوف من الفراق

                                                    الخوف من الاصوات المرتفعة

                                                    الخوف من الاضواء الساطعة

مرحلة ما قبل المدرسة والمدرسة الابتدائية     الخوف من الحشرات

                                                    الخوف من الحيوانات

                                                    الخوف من الظلام

                                                    الخوف من الاطباء /اطباء الاسنان

                                                    الخوف من المرتفعات

                                                    الخوف من الوحوش

                                                    الخوف من الكوابيس

                                                    الخوف من المدرسة

                                                   الخوف من العواصف

مرحلة المراهقة                                  الخوف من الأذى الجسدي

                                                   الخوف من العلاقات الاجتماعية

                                                   الخوف من الدونية

                                                   الخوف من المدرسة

الخبر السار بشأن كل هذا هو ان الاهل سيجدون ان طفلهم يجتاز هذه المخاوف مع مروره بمراحل نموه. وقد يحتاج الاهل الى ان يكونوا متفهمين ومتعاطفين مع طفلهم من دون الحاجة عموما الى خطة علاجية لمساعدته في التغلب على خوفه.

2ـ الصدمات :

يريد الاهل ان يحموا اطفالهم من الاشياء التي تسبب لهم الازعاج البالغ. الا ان الحياة تبدو قاسية احيانا. وقد تصيب الاطفال صدمة جراء احداث تخرج عن اطار تحكم العائلة. الصدمة العاطفية والجسدية تظهر عند حدوث الكوارث) وعند مهاجمة حيوان او حشرة ما (عضات الكلاب، ولسعات النحل) وعند وقوع الكوارث الميكانيكية (تحطم سيارة، صدمة كهربائية) وعند الاصابة بمرض يستدعي دخول المستشفى.

ـ الخوف من الكلاب :

كان مارك ذو الثماني سنوات يساعد اخته في اطعام كلب الجيران بعض الفتات عندما انقض الكلب على مارك وعضه بوحشية.

اجريت لمارك ست عمليات جراحية تجميلية وبقي الكثير من الندوب ظاهرا عليه. نتيجة لذلك، كان سائر الاطفال يسخرون منه عندما يرتدي لباس السباحة. لا عجب بعد ذلك ان مارك اصبح يخشى الكلاب بشدة.

ـ الخوف من الهجر :

ادخل طوم وهو في الثالثة من عمره الى المستشفى لفترة طويلة. ارادت امه ان تبقى معه ليطمئن الى انها تحبه وتهتم لأمره، لكنها لم تستطيع ان تفعل ذلك بسبب عملها، ولأنه ليس هناك شخص اخر غيرها يستطيع الاعتناء بأطفالها السبعة الاخرين. كان على زوجها ان يسافر لفترات طويلة حتى يؤمن الدخل الكافي لحياة الاسرة.

في البدء ابدي طوم اعتراضه بالصراخ والبكاء عندما تركته امه في المستشفى. بعد ذلك مر في مرحلة اكثر هدوءاً فكان يجلس عندما تغادر امه ويراقبها بعينين ملؤهما دموع الالم والحسرة.

في وقت لاحق بدا واضحا ان طوم يمر في مرحلة تدعى (اللاتعلق). بدا وكانه لا يكترث سواء حضرت امه ام غابت. لقد انقطعت الصلة التي كانت تربط بين الام والطفل.

لكن عندما خرج من المستشفى تطورت لديه حالة خوف حاد من ان يفقد اباه، فكانت تصيبه نوبة انفعالية ويتعلق برجلي والده كلما اراد هذا الاخير ان يغادر المنزل في رحلة ما.

3ـ التخيلات :

مخيلة الطفل هي مصدر فرح وخوف على حد سواء. يمكن للمخيلة ان تبني عالما رائعا من الخيال لا شيء فيه مستحيل، حيث يمكنك ان تحصل على أي شيء تريده.

لكن لسوء الحظ، هذا المكان مسكون ايضا بالظلمة، وفي الظلمة تسكن كائنات تريد ان تنال منك: كالعفاريت والاقزام وما شابهها. مع ان الطفل يتعلم ان هذه الكائنات موجودة في القصص فقط وليس لها أي وجود حقيقي الا ان مخيلته تتجه نحوها كلما انطفأت الاضواء وخيّم الظلام حوله. عندها يصبح كل شيء ممكناً، ويظن الطفل فجأة ان تلك الكائنات تتسلل الى سريره.

هناك قصيدة رائعة تقول ما معناه : (امي تقول ان ليس هناك غول وساحرات او ما شابه، لكن امي قالت ايضا انها لن تمطر اليوم فأرسلتني الى المدرسة منتعلا حذاء رياضيا، لكن المطر انهمر وتمزق حذائي...).

اذن كيف يمكن للطفل ان يكون على ثقة بان اهله محقون في قولهم ان (الاشياء التي تخرج في الليل) غير موجودة حقاً؟

قد يبدو الأمر منطقيا عندما تفكر فيه وانت راشدا ايضاً. حتى الراشدون يعانون من جموح المخيلة التي يمكن ان تسبب لهم الخوف من اشياء كالظلام (انا شخصيا اعرف محللة نفسية في سن الاربعين الذي يتميز بالحكمة، وقعت مرة فريسة للخوف من ان تفتح الباب الأمامي في الظلام لأنها كانت تعتقد ان (الطيور) من فيلم الفرد هيتشكوك ستنقض عليها من الاشجار وتنال منها... لا تسالوني من هي هذه المحللة النفسية...).

4- التراجع :

يتراجع بعض الاطفال الى سلوك يخص عمرا اصغر من عمرهم عندما تحدث معهم اشياء تزعجهم، فيظهر سلوك لا يتناسب مع عمر الطفل نتيجة للخوف والانزعاج.

ـ دراسة حالة :

كان سام البالغ من العمر تسعة اعوام قد تعود استخدام المرحاض منذ عمر السنتين والنصف، وكان يبلي حسنا في البيت والمدرسة الى ان ماتت بطته. عندها بدأ سام يتأتى ويبلل سريره في الليل، كما بدا يعبر عن خوفه من احتمال ان يموت هو ايضاً.

5ـ الموروث البدائي :

ماذا تفعل اذا رأيت افعى تسعى على الارض باتجاهك؟ هل تتوقف عن التفكير؟ بالطبع لا. سيندفع الادرينالين في جسمك بكمية كبيرة، وسيصبح الجزء الخاص (بالفرار) من ردة الفعل (اضرب او اهرب) اكثر فعالية.

تكون ردة فعلنا غريزية عند الخوف من بعض الاشياء. الكائنات البشرية مبرمجة على التصرف على هذا النحو ـ انها غريزة البقاء. اذن يمكن فهم خوف بعض الاطفال من كل ما يشبه الزواحف مثل الافاعي والتماسيح واحيانا حتى الضفادع. كما انه من المناسب ان تخاف المرتفعات (في الواقع ينزعج بعض الاهل من ان اطفالهم لا يخافون الاماكن المرتفعة. ان رهبة الطفل للاماكن المرتفعة تساعد الاهل كثيراً).

ردة الفعل الفطرية تجاه الرموز المخيفة تسمى الموروث البدائي لأنها موجودة في كل المجتمعات حول العالم. لقد كانت دائما جزءاً من (جهاز الانذار) الخاص بالإنسان منذ كنا نسكن الكهوف وكان بقاؤنا مرتبطاً بردة فعل سريعة تجاه الكائنات او الاحداث او المواقف المخيفة.

6ـ نوع الشخصية :

هناك اربعة انواع من الشخصية. ومع ان الناس يمكن ان يكونوا مزيجا من هذه الانواع كما يمكن ان يختلف نوع شخصيتهم مع اختلاف البيئة، الا انهم جميعاً عادة ما يظهرون في الحالات الضاغطة (والخوف يشكل ضغطاً كبيرا) نوعا واحدا مسيطرا. الأنواع الاربعة هي :

1ـ الشخصية (ق) – القائد، الذي لا صبر له، نشيط، مباشر، تشكل النتائج حافزاً له.

2- الشخصية (م) – المبادر، حيوي، كثير الكلام، مباشر، تشكل الشهرة الاجتماعية حافزاً له.

3- الشخصية (أ) – الاجتماعي، يهتم بالآخرين ويقيم معهم علاقة دافئة، هادئ وغير متسرع، يشكل حافزاً له التمتع بعلاقات متناغمة مع افراد يعملون كأعضاء في فريق واحد.

4- الشخصية (ح) – المفكر الحذر الذي يحلل وغالباً ما يصعب فهمه ويشكل الاداء النموذجي والقيام بالأشياء بالطريقة الصحيحة حافزاً كبيرا له.

لننظر الى هذه الانواع الاربعة بشيء من المرح فقد يساعدنا هذا على تذكرها :

 •لو كان الانسان من نوع (ق) حيوانا لكان كلب الدوبرمان او سمك القرش ولكانت الاغنية التي يغنيها (على طريقي My Way).).

 •لو كان الانسان من نوع (م) حيوانا لكان قطة متشردة او قرد الشمبانزي ولكانت الاغنية التي يغنيها (الدنيا حلوة(.

• لو كان الانسان من نوع (أ) حيوانا لكان كلب صيد او دب كوالا ولكان يغني (كن صديقي).

 •لو كان الانسان من نوع (ح) حيوانا لكان قطة سيامية او بومة ولكان على الارجح يغني سيمفونية بيتهوفن الخامسة.

هل بدأت تأخذ فكرة عن نوع شخصيتك؟ أي من هذه الشخصيات انت؟ ماذا عن اطفالك؟

تذكر ان ليس هناك نوع افضل من الاخر. هناك حاجة لكل واحدا منا ولدينا جميعا فرصة لان نلعب دور البطولة في مواقف مختلفة. تخيل كيف يمكن للبالغين من كل نوع ان يعملوا بشكل جيد كفريق :

• النوع (ق) يمكن ان يكون إدارياً مثالياً (مادام لا يبالغ في استخدام سلطته).

• النوع (م) يمكن أن يكون بائعاً ناجحاً (مادام مستمراً في التركيز على عمله).

 •النوع (أ) يمكن ان يكون ممثلا ممتازاً لجمعية ما (لكنه بحاجة لان يتحدث ويسمع كلامه حتى لا تذهب افكاره الجيدة سدى).

 •النوع (ح) محاسب او أمين صندوق مثالي (مادام لا يتحكم بالإنفاق ولا يمنع اللجنة من التصرف بالأموال).

ستلاحظون ان كل نوع يمكنه ان يمنح عمله قوة مميزة لكن هناك ايضا محاذير تتصل بالإفراط في السلوك الذي يمكن ان يسبب دراما او ازعاجا اذا بولغ فيه.

ـ كيف يؤثر هذا في الاطفال والخوف ؟

•النوع (ق) غالبا ما يكون مغامرا وقليل الخوف. انه الطفل الذي يصاب مرتين في العام

بكسور في يديه لأنه  دائم التسلق. اذا كان طفلك من النوع (ق) فعليك ان تسدي اليه النصح بشأن سلامته لا بشان الخوف.

 •النوع (م) هو غالبا طفل اجتماعي يحب القيام بالأشياء مع اصدقائه. قد يحب ان يبرز نفسه اذا كان قادرا لكنه يكره ان يظهر بشكل سيء امام الاطفال الاخرين، لذلك فهو ليس بوارد الاقدام على المخاطرة.

 •النوع (أ) يحب البيئة المألوفة. يمكن لهذا النوع ان يتأثر بالتغيير كما يمكن ان يشعر بالخوف ويفقد الثقة بالنفس.

 •انتبهوا من فضلكم للنوع (ح) المفكر الحذر. يحسب خبرتي النوع (ح) هو الشخص الاكثر عرضة للقلق ولفرط الخوف.

منذ بضع سنوات خلت اجريت معي مقابلة إذاعية موضوعها نوبات الهلع. بعد ذلك زار عيادتي خمسة عشر شخصاً لتلقي العلاج من حالات الهلع والقلق العام الذي يصيبهم.

هل بإمكانكم ان تحزروا من أي نوع شخصية كانوا جميعا؟... بالطبع من نوع (ح) هؤلاء الاشخاص كانوا من الساعين الى الكمال.

اذا كان طفلكم من النوع (ح) فقد يكون بحاجة الى التفهم بشكل خاص ولان يؤخذ بعين الاعتبار ما يفرضه على نفسه من توقعات بسبب سعيه الى الكمال، فقد يكون عرضة لأفعال من نوع (ماذا لو جرت الامور على غير ما يرام او ماذا لو حصل امر سيء).

اعرف الى أي شخصية ينتمي طفلك – يمكن لهذا ان يساعدك في توقع كيفية تعامل طفلك مع الاشخاص المخيفة وفي فهمه بشكل افضل.

ـ وصفة كفيلة بجعل الطفل عرضة للخوف :

المكونات الاساسية

• ان تولد طفلا حساسا في عائلة كل افرادها شديدو العصبية.

 •ان يكون لك اهل يبالغون في حمايتك ويحاولون ان يجعلوا الامور ملائمة لك، فيكادون يخنقونك باهتمامهم الشديد.

طريقة التحضير

 •ان يكون لك اهل يكافئونك باهتمامهم على سلوكك المليء بالخوف. وعندما تذهب للنوم يرافقونك الى غرفة النوم ويبقون معك الى ان تغفو. واذا بكيت في الليل واشتكيت من (شيء  سينال منك) فان اهلك يسمحون لك ان تزحف الى فراشهم.

 •ان يكون لديك شعور بالخوف من توقعات سيئة خلال النهار، وان تحدث نفسك بطريقة سلبية (ماذا لو حدث أمر سيء؟).

 •ان تكون ثقتك بنفسك قليلة، وان تعاني من السعي الى الكمال.

 •ان يكون لديك اصدقاء في المدرسة يتحدثون اثناء الفرصة عن كل الاشياء المخيفة التي يمكن ان تحدث لك.

التحلية

 •ان تتابع قصص الرعب على التلفزيون.

 •الا يكون لك موعد نوم ثابت او روتين معين.

 •الا تحصل على أي عناق او إطراء من اهلك.

 •ان ترى كوابيس اثناء نومك.