أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
601
التاريخ: 14-11-2016
1011
التاريخ: 14-11-2016
828
التاريخ: 14-11-2016
1298
|
تقع مملكة قتبان Qatabãn في الزاوية الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة العربية (في اليمن)، وتمتد أراضيها الزراعية الخصبة في موقع استراتيجي على طريق القوافل، إلى الجنوب والجنوب الغربي من أراضي دولة سبأ، وكان يفصل بينها وبين شواطئ المحيط الهندي أراضي مملكة أوسان Awsãn وكان النمساوي إدوارد غلازر Eduard Glaser أول من استنسخ نقوشاً لها علاقة بهذه المملكة، وذلك في أثناء زيارته لليمن في الفترة الواقعة بين 1882 و1894م.
وقد اختلف الباحثون في تعيين تاريخ بداية ظهور الكيان السياسي لقتبان، وجعلوه ما بين منتصف القرن التاسع ق.م وبين القرن السابع ق.م، وقد استمر هذا الكيان بالوجود حتى منتصف القرن الأول ق.م. ومرت الدولة القتبانية عبر هذا التاريخ بمراحل متعددة من القوة والضعف وتبدل في الألقاب الملكية.
ويبدو أن الحكام الأول في هذه الدولة قد حملوا لقب (مكرب)، والتي تترجم بكلمة (مقرب) العربية للدلالة على منزلتهم الدينية. وكان المكرب (يدع أب ذبيان بن شهر) أول من حمل اللقب الملكي، وذلك نحو منتصف القرن الخامس ق.م.
أما المرحلة الثانية من تاريخ هذه الدولة، فتمتد ما بين 350و250 ق.م، وأشهر ملوكها هو (شهر يجل) الذي ورد اسمه في نقش، هو مرسوم ملكي يحدد كيفية جمع الضرائب من (طائفة معبد الإله عم في أرض لبخ).
وأشهر ملوك الفترة الثالثة والممتدة من 250 إلى2ق.م هو (شهر يجل يهر جب) الذي ينسب إليه بناء المدخل الجنوبي للعاصمة تمنع (موقع هجر كحلان الحالية)، وكان ابنه (وروال غيلان يهنعم) أول من صك عملة ذهبية في مدينة حريب.
يبدو أن العصر الذهبي لقتبان كان بين 350و50ق.م، فنصوص هذه الفترة تبين أن قتبان كانت تعد من أهم الممالك اليمنية، وأنها تمكنت من فرض سلطتها على كل من معين وسبأ. ولكن حدث في العام 50ق.م تقريباً أن تعرضت العاصمة القتبانية لهجوم مدمر نتج منه إحراق المدينة وتدميرها ومن ثم انتقال العاصمة إلى (ذو غيل)، إلى الجنوب من تمنع، قبل أن تزول المملكة وتلحق بحضرموت في القرن الثاني الميلادي. وقد كشفت التنقيبات الأثرية التي جرت في المواقع التابعة لمملكة قتبان عن معابد وقصور ووثائق كتابية وفنية أضاءت جوانب كثيرة في تاريخ اليمن القديم.
كان نظام الحكم وراثياً في الأسرة الملكية حيث يتولى العرش الابن بعد أبيه، أو الأخ بعد أخيه إذا لم يكن له ولد يرثه، وحدث في بعض الأحيان أن اشترك ولي العهد في الحكم مع الملك, وفي هذه الحالة كانت المراسيم تصدر باسم الحاكمين الشريكين.
وعلى الرغم من أن المُلك كان وراثياً, إلا أن الملك لم يكن ينفرد بالسلطة تماماً، فإلى جانبه كان هناك مجلس يطلق عليه (المسود) وكان لأعضاء هذا المجلس مشاركة فعالة في رسم سياسة الدولة، وتظهر أهمية هذه المشاركة في نقش أسماء بعض هؤلاء الأعضاء على بعض التشريعات.
ومن خلال النقوش القتبانية يُعرف أن المجتمع القتباني كان مقسماً إلى شرائح تضم الأسرة المالكة وكبار رجال الدولة ورجال الدين وعامة الناس والأتباع.
أما الحياة الدينية عند القتبانيين, فقد عبد القتبانيون مجموعة من الآلهة التي كانت على صلة بالكواكب ومظاهر الطبيعة، وأهم آلهتهم إله القمر، الذي أطلقوا عليه اسم «عم» ونسبوا أنفسهم إليه، فهم شعب الإله عم وأولاد الإله عم. وأما الإلهة المؤنثة المقابلة فهي الإلهة الشمس، ومن أسمائها التي وردت في النقوش «ذات صنتم» و«ذات ظهران»، وهناك أخيراً الإله عثتر، وهو إله للخصب، وإله للحرب.
اعتمدت اقتصاديات قتبان وسلطة ملوكها على التجارة الداخلية والخارجية وتنمية الثروة الصناعية والزراعية والرعوية وتحصيل المكوس والضرائب. وقد وضع الملك (شهر هلال بن يدع أب) مرسوماً نظم فيه أمور التجارة الداخلية والضرائب وتركيز التجارة في سوق «شمر» وإلزام التجار الأغراب بالتبليغ عن شؤون تجارتهم سواء للإذن بها أم لتقدير الضرائب المترتبة عليها.
ومما لاشك فيه، أن تجارة قتبان، شأنها في ذلك شأن باقي الممالك اليمنية، قد ارتبطت بتجارة التوابل والبخور والمر واللبان، هذه التجارة التي كانت تلقى رواجاً كبيراً في العالم القديم، وكانت السبب الرئيسي وراء غنى هذه الممالك.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|