أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2017
2045
التاريخ: 3-2-2017
5566
التاريخ: 24-2-2017
4299
التاريخ: 27-2-2017
5928
|
قال تعالى : {وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً} [النساء : 39] .
{وَما ذا عَلَيْهِمْ} : أي أي شيء عليهم ، {لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله} : قطع الله سبحانه بهذا عذر الكفار في العدول عن الإيمان ، وأبطل به قول من قال : إنهم لا يقدرون على الإيمان ، لأنه لا يحسن أن يقال للعاجز عن الشيء : ماذا عليك لو فعلت كذا ، فلا يقال للقصير : ماذا عليك لو كنت طويلا ؟
وللأعمى : ماذا عليك لو كنت بصيرا ؟ وقيل : معناه ماذا عليهم لو جمعوا إلى إنفاقهم الإيمان بالله ، لينفعهم الإنفاق ﴿وكان الله بهم عليما﴾ يجازيهم بما يسرون إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، فلا ينفعهم ما ينفقون على جهة الرياء . وفي الآية دلالة أيضا على أن الحرام لا يكون رزقا من حيث إنه سبحانه حثهم على الإنفاق مما رزقهم ، وأجمعت الأمة على أن الإنفاق من الحرام محظور .
_________________
1. تفسير مجمع البيان ،ج3 ، ص 86 .
{وما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ} . لقد ربط سبحانه بين الإيمان به وباليوم الآخر ، وبين الإنفاق ، لأنه نفى الإيمان عن البخيل الممسك ، ومعنى هذا ان الإنفاق دليل الإيمان ، والإمساك دليل الكفر ، والوجه في ذلك ان المؤمن المتوكل على اللَّه حقا ينفق ، وهو واثق بالخلف ، ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية ، كما قال الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ، أما ضعيف الإيمان فيستمع إلى شيطانه الذي يأمره بالإمساك ، ويوعده الفقر ، أن هو أنفق . ومهما يكن ، فإن المراد بالإيمان هنا إيمان الطاعة والعمل ، لا إيمان العقيدة فقط ، والمراد بالكفر كفر الطاعة والعمل ، لا الجحود ، وإنكار الألوهية .
ومن أقوال الإمام علي (عليه السلام) في البخيل : « عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ، ويفوته الغنى الذي إياه طلب ، يعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء » . ومعنى قوله : الغني يستعجل الفقر ، انه أسوأ حالا من الفقير ، لأن الغني ما يزال خائفا من زوال غناه ، أما الفقير فلا يزال راجيا لزوال فقره .
__________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 325-326 .
قوله تعالى : { وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا } الآية ، استفهام للتأسف أو التعجب ، وفي الآية دلالة على أن الاستنكاف عن الإنفاق في سبيل الله ناش من فقدان التلبس بالإيمان بالله وباليوم الآخر حقيقة وإن تلبس به ظاهرا .
وقوله : { وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً } تمهيد لما في الآية التالية [-{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء : 40]-] من البيان ، والأمس لهذه الجملة بحسب المعنى أن تكون حالا.
______________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 301 .
هنا يقول سبحانه وكأنّه يتأسف على أحوال هذه الطائفة من الناس [المتكبرين] {وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ ...} أي شيء عليهم لو تركوا هذا السلوك وعادوا إلى جادة الصواب وأنفقوا ممّا رزقهم الله من الخير والنعمة في سبيل الله ، بإخلاص لا رياء ، وكسبوا بذلك رضا الله ، وتعرضوا للطفه وعنايته ، وأحرزوا سعادة الدنيا والآخرة ؟
فلما ذا لا يفكر هؤلاء ولا يعيدون النظر في سلوكهم ؟ ولما ذا ترى يتركون طريق الله الأنفع والأفضل ويختارون طريقا أخرى لا تنتج سوى الشقاء ، ولا تنتهي بهم إلّا إلى الضرر والخسران ؟
وعلى كل حال فإنّ الله يعلم بأعمالهم ونواياهم ويجزيهم بما عملوا : {وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً}.
والجدير بالانتباه أنّ الإنفاق في الآية السابقة التي كان الحديث فيها حول الإنفاق مراءاة نسب إلى الأموال {يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ} ، وفي هذه الآية نسب إلى {مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ} ، وهذا التفاوت والاختلاف في التعبير يمكن أن يكون إشارة إلى ثلاث نقاط :
أوّلا : إنّه في الإنفاق رياء لا تلحظ حلّية المال وحرمته ، في حين تلحظ في الإنفاق لله حلّية المال وأن يكون مصداق {مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ}.
ثانيا : إنّه في الإنفاق رياء حيث أنّهم يحسبون أنّ المال الذي ينفقونه خاص بهم ، لذلك فهم لا يمتنعون عن الكبر والمنّ ، في حين أنّ المنفقين لله حيث يعتقدون بأنّ الله هو الذي رزقهم ما يملكون من المال ، وأنّه لا مجال للمنّ إذا هم أنفقوا شيئا من ذلك ، ولذلك يمتنعون من الكبر والسنّ.
ثالثا : إنّ الإنفاق رياء ينحصر غالبا في المال ، لأنّ أمثال هؤلاء محرمون من أي رأسمال معنوي لينفقوا منه ، ولكن الإنفاق لوجه الله تتسع دائرته فتشمل كل المواهب الإلهية من المال ، والعلم والجاه ، والمكانة الاجتماعية وما شابه ذلك من الأمور المادية والمعنوية .
________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 133-134 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|