تقع الجزر البريطانية في اقصى غربي قارة اوربا بين دائرتي عرض 50 ْ، 60 ْ شمالا، وخطي طول صفر، 10 ْ غربا، وكان موقع الجزر البريطانية هامشي خلال العصور التاريخية القديمة عندما كان حوض البحر المتوسط يمثل محور ارتكاز العالم المعروف آنذاك بحضاراته البشرية العريقة وخاصة الاغريقية والرومانية جنوبي القارة، الى ان بدأت حركة الكشوف الجغرافية في أواخر القرن الخامس عشر وما تبعها من اكتشاف الأميركتين لتنقلب الموازين وتنتقل الأهمية الاستراتيجية والثقل الحضاري من جنوبي اوربا الى غربها ولتصبح الجزر البريطانية هي بوابة القارة الاوربية التي تطل بها على العالم الخارجي وخاصة أمريكا الشمالية الواقعة على الجانب الآخر لشمالي المحيط الأطلسي، مما يعني انها تواجه السواحل الشرقية لأمريكا الشمالية عبر المحيط الأطلسي من ناحية الغرب، في حين تواجه السواحل الغربية لاوربا وما يتخللها من مصبات لاهم انهار القارة من ناحية الشرق.

وزاد من أهمية موقع الجزر البريطانية ان مناخها المعتدل ساعد على ان تظل موانيها مفتوحة للملاحة طول العام وخاصة خلال شهور الشتاء بتأثير فرع تيار الخليج الدفيء الذي يصل الى هذه الأجزاء الغربية من قارة اوربا. ومعنى ما تقدم ان الموقع الجغرافي للجزر البريطانية تحول من الهامشية في العصور القديمة الى المركزية او المحورية بالنسبة لأراضي نصف الكرة الشمالي في العصور الحديثة.

وتبلغ جملة مساحة الجزر البريطانية 121383 ميل2 (314382 كم2) لتعد بذلك أوسع الجزر الاوربية مساحة، وهي تتوزع سياسيا على دولتين هما المملكة المتحدة (بريطانيا) البالغ مساحتها 94247 ميل2 (244100 كم2) وهو ما يكون 77.6% من جملة مساحة الجزر البريطانية، اما باقي المساحة وقدرها 27136 ميل2 (70282 كم2) ونسبتها 22.4% من جملة مساحة الجزر البريطانية فتشغلها جمهورية ايرلندا الحرة التي حصلت على استقلالها من بريطانيا عام 1921.