أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
5306
التاريخ: 1-5-2022
1776
التاريخ: 23-6-2022
1589
التاريخ: 3-12-2015
4355
|
قال تعالى : {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص : 49 ، 50]
(هَذَا ذِكْرٌ) . هذا إشارة إلى الثناء على من ذكر سبحانه في الآيات السابقة كإبراهيم وإسماعيل وداود وسليمان وغيرهم . وذكر أي شرف تذكرهم به الأجيال {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} . لمن اتقى حسن الأحدوثة في الدنيا ، وثواب اللَّه ومرضاته في الآخرة ، وهي { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوابُ } يدخلونها بسلام لا يسألهم سائل ، ولا يمنعهم حاجب { مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وشَرابٍ } . متعة في الطعام والشراب والفراش ، وفوق ذلك كله حور عين لا يمددن بطرفهن إلا لبعولتهن . وتقدم مثله في الآية 41 وما بعدها من سورة الصافات .
{ هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ } . وليس لما وعد اللَّه من الخير مترك { إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ } بل هو قائم إلى الأبد ، حياة خالدة ، ونعمة دائمة { هذا وإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ } تماما عكس ما للمتقين ، لهؤلاء مقام أمين ، ولأولئك سواء الجحيم { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ } فهم حطب لها ، وهي لهم غطاء ووطاء « هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ » . في تفسير الرازي ان في الكلام تقديما وتأخيرا ، والأصل : هذا حميم وغساق فليذوقوه ، والحميم يحرق بحرّه ، والغساق صديد أهل النار { وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ } . لا يقف عذاب أهل النار عند الحميم والغساق ، بل هناك أشكال أخرى من العذاب ، تتشابه في شدتها وقسوتها ، وتختلف في لونها ومظهرها كالزقوم والسموم ، وما إلى ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت .
{ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ}. يدخل المجرمون إلى جهنم أفواجا ، فإذا دخل القوم اللاحقون قال لهم السابقون : لا مرحبا بكم . .
انكم في النار معذبون { قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ } . هذا بكامله من كلام اللاحقين ، وفيه جواب للسابقين ، استقبلهم هؤلاء بالشر ، فردوه عليهم مضاعفا . .
وقولهم : { أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا } يومئ إلى ان الرؤساء المتبوعين يتقدمون التابعين إلى جهنم تماما كما تقدموا عليهم في الحياة الدنيا . . والهاء في { قدمتموه } تعود إلى العذاب المفهوم من السياق . . ثم طلب التابعون من اللَّه سبحانه أن يضاعف العذاب لمن خدعهم وغرر بهم . . وتكرر هذا المعنى في العديد من الآيات ، منها الآية 166 من سورة البقرة ج 1 ص 255 والآية 37 من سورة الأعراف ج 3 ص 326 والآية 31 من سورة سبأ .
{ وقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرارِ } . ضمير قالوا للطغاة المترفين ، والمراد بالرجال هنا الضعفاء . . كان الأقوياء في الحياة الدنيا يسلبون أقوات المستضعفين في الأرض ، ثم يتيهون بها عليهم ، لأنهم من وجهة نظرهم مجرد حيوانات وأداة لما يبتغون ويشتهون .
الكادحون حيوانات وأشرار . . ولماذا ؟ لأنهم يأكلون من عرق الجبين ، ولا يقضون الليالي الحمراء في الكازينوهات ومواخير الدعارة . . أما الطغاة المترفون فنبلاء وأخيار لأنهم يفسدون ويتنعمون على حساب البؤساء والمناضلين . . الفقراء أنذال لأنهم لا يمشون في الخفاء . . أما المترفون فسادة أشراف لأنهم يتلونون بكل لون ، ويسلكون كل سبيل تدر عليهم الأرباح والمكاسب . . وفي يوم الفصل تزول الأقنعة ، ويرى الخائنون مكانهم في نار جهنم ، ولا يرون فيها أحدا ممن أسموهم بالأشرار ، فيعجبون ويتساءلون عنهم ، وعن مقرهم ؟ وسرعان ما يعلمون انهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، فتذهب أنفسهم حسرات ويزدادون ألما على ألم .
« اتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصارُ » ؟ هذا من كلام الطغاة يسخرون به يوم القيامة من أنفسهم لأنهم كانوا من الذين آمنوا يسخرون « إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ » . ذلك إشارة إلى تلاعن أهل النار ، وقول بعضهم لبعض « لا مَرْحَباً بِكُمْ » وهو كائن لا محالة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|