أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2018
1569
التاريخ: 17-10-2016
2736
التاريخ: 17-10-2016
2684
التاريخ: 27-5-2018
2011
|
الالساسانيون :Sassanids
تمكَّن الفرس الساسانيون بقيادة أردشير الأول (226 ـ 240) من إسقاط الدولة الفرثية وتأسيس مملكة فارسية باسم الدولة الساسانية في 226 ميلادية والتي ادعت أنها استمرار للأسرة الأخمينية. ووسَّع أردشير الأول إمبراطوريته حتى شمل نفوذها مصر واليمن، وكانت الإمبراطورية الساسانية أكثر مركزية من الإمبراطورية الأخمينية. ونظراً لأن الأباطرة الساسانيين كانوا أميين، أصبحت الآرامية (وليس الفارسية) لغة الإدارة. وعاصرت الإمبراطورية الساسانية في الشرق الإمبراطورية البيزنطية في الغرب، وكانت الحروب بينهما سجالاً. واستمر الأمر كذلك حتى الفتح الإسلامي.
وكان الساسانيون، في الأصل، أسرة كهنوتية يتصورون أن الآلهة قد اختارتهم لاستعادة أمجاد الفرس (الأخمينيين) السابقة. وقد تبنوا الزرادشتية ديناً رسمياً للدولة. ولكن تجب ملاحظة أن الزرادشتية التي تبنوها تختلف عن الزرادشتية الأصلية التوحيدية، فقد كانت قد استوعبت كثيراً من عناصر الديانات الإيرانية السابقة وتحوَّلت إلى ديانة ثنوية تكاد تقترب من عبادة النار. كما أن كهنة المجوس (وهم من أصل ميدي)، أصبحوا سدنة الزرادشتية. وقد تزامن ظهور الساسانية مع احتدام الصراع مع روما التي اتخذت المسيحية ديناً رسمياً لها. وأدَّى ذلك إلى أن الدولة الفارسية أعادت تنظيم نفسها بشكل هرمي، واتخذت الزرادشتية ديناً رسمياً لها، وأصبح كهنة المجوس عنصراً أساسياً في الهيكل التنظيمي للدولة. وقد نجم عن ذلك، بطبيعة الحال، سياسة أكثر مركزية وأقل تسامحاً من سياسة الفرس في زمن الأخمينيين أو الفرثيين وإن كان المسيحيون هم العنصر المستهدف بسبب تعاطفهم الطبيعي مع روما، القوة العظمى المنافسة. ولذا، فإننا نجد أن كثيراً من يهود فلسطين هاجروا إلى فارس هرباً من الاضطهاد المسيحي حتى إن مركز الحياة اليهودية خلال القرنين الثالث والرابع الميلاديين أخذ يتحرك من فلسـطين إلى بابل، كما بدأت هجـرة العلمـاء اليهـود من فلسـطين إلى بابل. وأصر علماء بابل على أفضليتهم على علماء فلسطين، بل منعوا تلاميذهم من الذهاب إلى فلسطين. وقد شهد القرن الثالث الميلادي هجوم إمبراطورية تَدمُر (بزعامة أذينه) على بابل (262 - 263) ومهاجمة التجمعات اليهودية فيها. ولعل هذا يعود إلى المنافسة بين تجار تَدمُر والتجار اليهود. ولكن شابور ملك الساسانيين هزم التدمريين. ولذا، رحب اليهود بهزيمة أذينه وهزيمة زوجته وخليفته زنوبيا (زينب).
ومع هذا، شهد القرن الخامس الميلادي، وخصوصاً في عصر يزدجر الثاني، حملة شديدة ضد اليهود وغيرهم من الأقليات في محاولة لتثبيت دعائم الدولة وتشجيع الديانة القومية التي كانت تهدِّدها من الداخل الديانة المانوية الجديدة (وهي ديانة غنوصية كانت تحاول الوصول إلى مزاوجة بين الزرادشتية والمسيحية والبوذية). كما كانت تتهددها المسيحية في الخارج والداخل، إذ كانت حركة التبشير المسيحي نشيطة بحيث دخلت أعداد كبيرة من الفرس في المسيحية.
وفي أواخر القرن الخامس الميلادي، انتشر مذهب مزدك (الشيوعي الإباحي) الذي تبنَّاه قمباز الأول عام 488م بهدف كسر شوكة النبلاء، ولكنه تراجع عن ذلك فيما بعد بضغط من النبلاء والكهنة. ولقد ألحقت فترة الاضطرابات هذه بعض الأذى بأعضاء الجماعة اليهودية سواء في ممتلكاتهم أو منشآتهم. وأثناء حكم قمباز الأول، أُعدم مار إسحق رئيس مدرسة ماحوزي اليهودية. ويبدو أن هذه الأسباب مجتمعة أدَّت إلى تَمرُّد رأس الجالوت (المنفى) مار زوطرا الثاني (513م)، فأسس كياناً سياسياً استمر سبع سنوات تمتَّع فيها باستقلال ذاتي محدود وقام بجمع الضرائب. وقد اشتركت معه في الثورة عناصر غير يهودية، ولكن الثورة حوصرت وأُعدم قائدها عام 520م. وحينما ضم الفرس الساسانيون فلسطين عام 614م، رحب بهم اليهود هناك إذ رأوا في هذا الفتح خلاصاً لهم من الاضطهاد المسيحي. ولذا، حينما استعادها البيزنطيون مرة أخرى عام 629م، نكَّلوا بيهود فلسطين، ولكن هذه الفترة لم تمتد طويلاً إذ أن الفتح الإسلامي (630 ـ 640) أدخل فلسطين التشكيل الحضاري الإسلامي وقضى على دولة الفرس الساسانية.
ويمكن القول بأن الفترة الفارسية قبل الإسلام كانت فترة مهمة في تاريخ اليهود في الشرق الأدنى القديم. وتنتمي شخصيات توراتية مهمة، من بينها نحميا وعزرا وزروبابل، إلى هذه الفترة. وخلفية سفر إستير، وهو من أهم أسفار العهد القديم، خلفية فارسية، وكذا خلفية سفر طوبيت. ولقد تأثرت العقيدة اليهودية نفسها بكثير من الأفكار الإيرانية الأخروية وغيرها من الأفكار الدينية، وطُرحت في هذه المرحلة أيضاً فكرة أن شريعة الدولة لها فعالية الشريعة الدينية (بالآرامية: دينا ملكوتا دينا)،وهو ما يعني الاعتراف بأن الشريعة اليهودية لا تغطي كل جوانب الحياة، فيمكن أن يحل محلها القانون المدني غير اليهودي في كثير من الأحوال، وهي فكرة محورية في اليهودية الحاخامية ومعادية للاتجاهات المشيحانية.
وبدأت اليهودية في هذه الفترة تأخذ الشكل الذي استقرَّت عليه حتى بداية القرن التاسع عشر، وازدهرت الحلقات التلمودية (في سورا ونهردعه وبومبديثا) التي وُضعت فيها تفسيرات التوارة المختلفة ثم جُمعت لتشكيل التلمود البابلي الذي أصبح أهم الكتب الدينية عند اليهود.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|