أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
797
التاريخ: 16-10-2016
703
التاريخ: 2-10-2019
817
التاريخ: 16-10-2016
702
|
الاسكندر في بابل وموته فيها:
لم يلق الاسكندر مقاومة من الحاكم الفارسي في بابل "مازيوس" بل سلمه مفاتيح المدينة (331 ق.م) ورحب به السكان على أنه محررهم، ولكنه لم يبق في بابل سوى شهر واحد حيث ذهب إلى سوسة كما ذكرنا، ولما عاد إلى بابل، ومن بعد تسع سنوات من حملاته البعيدة في الشرق والهند كان مشبعاً بأفكار وأحلام في جعل العالم دولة واحدة كما نوهنا وأن تكون بابل والاسكندرية عاصمتي تلك الدولة العالمية والاتصال ما بينهما عن طريق البحر حول الجزيرة العربية، وتطهير نهر الفرات لجعله صالحاً للملاحة إلى الخليج، ولذلك نراه يعهد إلى قائد أسطورة "نبرخس" السالف الذكر باستكشاف المحيط الهندي لربط الاجزاء الشرقية من دولته العالمية. ووضع الخطط لإنشاء ميناء ضخم في مدينة بابل وميناء آخر في أسافل نهر الفرات عند انصبابه في البحر ولكي تكون بابل لائقة لأن تصبح عاصمة دولته الثاني صمم على إعادة بناء قصورها ومعابدها وحتى برجها الشهير. وقد فسر التل المعروف الآن باسم "الحميرة" على أنه من بقايا الأنقاض التي رفعت بأمر الاسكندر من حوالي برج تهيئة لإعادة بنائه. ويوجد بالقرب من هذا التل موضعان مرتفعان من التراب فسرا بأنهما موضعا النار التي أضرمت لحرق جثث بعض قواد الاسكندر ممن توفي في بابل.
وبينما كان الاسكندر متهيئاً للشروع بحملة حربية إلى الجزيرة العربية وفي أثناء الولائم والحفلات التي أقيمت في تلك المناسبة مرض بالحمى وتوفي في 13 حزيران من عام 323 ق.م، وهو في سن (32) عاماً. وقد مات في قصر نبوخذ نصر ولم يجد عرضه، وهو مسجى على فراش المرض، على مزار الإله "ايا" في معبد "أي ــ ساكلا" الكبير لشفائه من مرضه. وهكذا انتهت حياة هذا الشاب العجيب الذي "جمع في عمر اثنين وثلاثين عاماً همم أعمار كثيرة وتجاربها وإنجازاتها، ولم يكن موته نزوة من نزوات القدر بقدر ما كان نتيجة للشدة التي احترقت فيها طاقته الحيوية". وقد عرفت القرون القليلة التي أعقبت موته باسم العصر "الهلنستي" حيث عمت فيها كما نوهنا حضارة خليطة من حضارات الشرق القديم وحضارة اليونان.
ولعله كان من حسن حظ تلك الشخصية الفريدة في التأريخ البشري أن يموت وهو في عنفوان شبابه وأوج مجده، إذ لم يكن من المتوقع أن يضيف إلى شهرته وأمجاده، بل الواقع أن بوادر الغرور البشري والعجب بالنفس والثمل بالنصر وحب العظمة، التي قاربت تأليهه لنفسه، اخذت تظهر واضحة في سلوكه. ولو انه عاش أكثر مما عاش لارتكب حماقات تحط من شهرته الفذة، ومن هذه البوادر ما كان يظهر على سلوكه من نزق وطيش وحب تملق، وقد قتل بعضاً من خيرة قواده وأصحابه، كما قتل الفيلسوف المشائي (من أتباع مدرسة أرسطو) المسمى "كليسيثنيز" الأمر الذي أوغر صدور أتباع "أرسطو" عليه فراحوا يغمزونه ويشنعون عليه.
وغدت شخصي الاسكندر موضوعاً شائعاً للحكايات والأساطير عند كثير من الشعوب في مختلف عهود التأريخ، شأنه في ذلك شأن الأبطال الآخرين، ومن بين ذلك الآداب والقصص العربية حتى أن بعض المفسرين يطابقون الاسكندر المقدوني بذي القرنين المذكور في القرآن، وأنه صاحب سد "جورج ومأجوج"(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن الاسكندر في الأخبار العربية انظر:
M. Lidzbarski in ZA, (1983), 263 ff.
Andersen, Alexander's Gatem Gog and Magog and the Enclosed Nations, (1932).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|