أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2021
1955
التاريخ: 11-3-2021
4650
التاريخ: 27-8-2019
1991
التاريخ: 17-7-2019
2260
|
الخاطر ينقسم إلى ما يختلج بالبال من دون أن يكون مبدأ للفعل ، و هي الأماني الكاذبة و الأفكار الفاسدة ، و إلى محرك الإرادة و العزم على الفعل ، إذ كل فعل مسبوق بالخاطر أولا فمبدأ الأفعال الخواطر ، و هي تحرك الرغبة و الرغبة العزم ، و العزم النية ، و النية تبعث الأعضاء على الفعل ، (و الثاني) كما عرفت إن كان مبدأ للخير يكون إلهاما و محمودا ، و إن كان مبدأ للشر يكون وسواسا و مذموما.
(والأول) له أنواع كثيرة : (منها) ما يرجع إلى التمي ، سواء كان حصول ما يتمناه ممكنا أو محالا ، و سواء كان المتمني حسنا محمودا أو قبيحا مذموما ، و سواء كان عدمه مستندا إلى قضاء اللّه و قدره أو إلى تقصيره و سوء تدبيره فيخطر بباله أنه يا ليت لم يفعل كذا أو فعل كذا. (و منها) ما يرجع إلى تذكر الأحوال الغالبة ، إما بدون اختياره أو مع اختيار ما ، بأن يتصور ما له من النفائس الفانية فيستر به ، أو يتخيل فقده فيحزن لأجله ، أو يتفكر في ما اعتراه من العلل و الأسقام و اختلال أمر المعاش و سوء الانتظام، أو يذهب وهمه إلى حساب المعاملين أو جواب المعاندين ، و تصوير إهلاك الأعداء بالأنواع المختلفة من دون تأثير و فائدة.
(و منها) ما يرجع إلى التطير، و ربما بلغ حدا يتخيل كثيرا من الأمور الاتفاقية الدالة على وقوع مكروه بنفسه أو بما يتعلق به ، و يضطرب بذلك ، و إن لم تكن مشهورة بذلك عند الناس و ربما حدثت في القوة الوهمية خباثة و شيطنة تذهب غالبا إلى ما يؤذيه و يكرهه و لا يذهب إلى ما يريده و يسره ، فيتخيل ذهاب أمواله و أولاده و ابتلاءه بالأمراض و الأسقام و وصول المكروه من الغير و مغلوبيته من عدوه ، و ربما حصل لنفسه نوع إذعان لهذه التخيلات لمغلوبية العاقلة للواهمة.
فيعتريه نوع اضطراب و انكسار ، و قلما يذهب مثل هذه القوة الوهمية فيما يشاء و يريده من تخيل الغلبة و حصول التوسعة في الأموال و الأولاد ، بحيث يحصل لنفسه نوع إذعان لها فتنبسط و تهتز.
وهذا شر الوساوس و أردؤها ، و ربما كان المنشأ لبعضها نوع اختلال في الدماغ.
و جميع الأنواع المذكورة بأقسامها مفسدة للنفس يحدث فيها نوع ذبول و انكسار و يصدها عما خلقت لأجله.
(و منها) ما يرجع إلى التفاؤل ، و هذا ليس مذموما.
و قد ورد من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) -: أنه يحب التفاؤل ، و كثيرا ما يتفاءل ببعض الأمور.
(ومنها) الوسواس في العقائد ، بحيث لا يؤدي إلى الشك المزيل لليقين ، فإنه قادح في الإيمان كما تقدم , و مرادنا بالوسوسة و حديث النفس في العقائد هنا ما لا يضر بالإيمان و لا يؤاخذ به كما يأتي.
(تذنيب) قد ظهر مما ذكر : أن أكثر جولان الخاطر إنما يكون في فائت لا تدارك له ، أو في مستقبل لا بد و أن يحصل منه ما هو مقدر، و كيف كان هو تضييع لوقته ، إذ آلة العبد قلبه و بضاعته عمره ، فإذا غفل القلب في نفس واحد عن ذكر يستفيد به أنسا باللّه أو عن فكر يستفيد معرفة اللّه ليستفيد بالمعرفة حبا للّه ، فهو مغبون.
و هذا إن كان فكره و وسواسه في المباحات ، مع أن الغالب ليس كذلك ، بل يتفكر في وجوه الحيل لقضاء الشهوات ، إذ لا يزال ينازع في الباطن كل من فعل فعلا مخالفا لغرضه ، أو من يتوهم أنه ينازعه و يخالفه في رأيه ، بل يقدر المخالفة من أخلص الناس في حبه حتى في أهله و ولده ، ثم يتفكر في كيفية زجرهم و قهرهم و جوابهم عما يتعللون به في مخالفتهم فلا يزال في شغل دائم مضيع لدينه و دنياه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|