أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-03
724
التاريخ: 2023-03-19
1249
التاريخ: 2024-07-03
548
التاريخ: 2024-06-08
627
|
الكتاب و السنة و إجماع الأمة دالة على ثبوت المحاسبة يوم القيامة ، و حصول التدقيق و المناقشة في الحساب ، و المطالبة بمثاقيل الذر من الأعمال و الخطرات و اللحظات ، قال اللّه سبحانه : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء : 47] , و قال : {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة : 6] , و قال: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف : 49] , وقال : { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة : 6 - 8] , و قال : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا } [آل عمران : 30] , و قال : {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة : 281] , و قال : {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر : 92، 93] .
وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : «ما منكم من أحد الا و يسأله رب العالمين ، ليس بينه و بينه حجاب و لا ترجمان» , و ورد بطرق متعددة : ان كل أحد في يوم القيامة لا يرفع قدما عن قدم حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، و عن جسده فيما أبلاه ، و عن ماله من اين اكتسبه و فيا أنفقه.
والآيات و الأخبار الواردة في محاسبة الأعمال و السؤال عن القليل و الكثير و النقير و القطمير أكثر من أن تحصى ، و بإزائها اخبار دالة على الأمر بالمحاسبة و المراقبة في الدنيا ، و الترغيب عليها ، و على كونها سببا للنجاة و الخلاص عن حساب الاخرة ، و خطره و مناقشته. فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب ، و طالبها في الأنفاس و الحركات ، و حاسبها في الخطرات واللحظات ، و وزن بميزان الشرع أعماله و أقواله : خفّ في القيامة حسابه و حضر عند السؤال جوابه ، و حسن منقلبه و مآبه , و من لم يحاسب نفسه : دامت حسراته ، و طالت في عرصات القيامة و قفاته ، و قادته إلى الخزي سيئاته ، قال اللّه سبحانه : {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].
والمراد بهذا النظر: المحاسبة على الأعمال , و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوها قبل أن توزنوا».
وقال الصادق (عليه السلام): «إذا أراد أحدكم الاّ يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ، و لا يكون له رجاء إلا من عند اللّه - تعالى-، فإذا علم اللّه - تعالى- ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها ، فان للقيامة خمسين موقفا ، كل موقف مقام ألف سنة.
ثم تلا : {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج : 4].
وتفريع المحاسبة على الأمر باليأس عن الناس و الرجاء من اللّه ، يدل على أن الإنسان إنما يرجو الناس من دون اللّه في عامة أمره و هو غافل عن ذلك ، و أنّ عامة المحاسبات إنما ترجع إلى ذلك ، و ذكر الوقوف في مواقف يوم القيامة على الأمر بمحاسبة النفس يدل على أن الوقفات هناك إنما تكون للمحاسبات ، فمن حاسب نفسه في الدنيا يوما فيوما لم يحتج إلى تلك الوقفات في ذلك اليوم ، و قال (عليه السلام): «لو لم يكن للحساب مهول إلا حياء العرض على اللّه - تعالى-، و فضيحة هتك الستر على المخفيات ، لحقّ للمرء الا يهبط من رءوس الجبال ، و لا يأوى إلى عمران ، و لا يأكل ، و لا يشرب ، و لا ينام ، إلاّ عن اضطرار متصل بالتلف ، و مثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها و شدائدها قائمة في كل نفس، و يعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار، حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة ، كانه إلى عرصاتها مدعو و في غمراتها مسئول قال اللّه - تعالى- : {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء : 47]. وقال الكاظم (عليه السّلام) : «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم ، فان عمل حسنة استزاد اللّه - تعالى- ، و ان عمل سيئة استغفر اللّه منها و تاب إليه».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|