أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016
![]()
التاريخ: 3-12-2015
![]()
التاريخ: 23-09-2014
![]()
التاريخ: 7-11-2014
![]() |
الإمام علي بن عيسى الرماني أبو الحسن ، إمام من أئمة المعتزلة ، لم تقتصر إمامته على نوع خاص من أنواع المعرفة ، بل كان أحوذيا جمع الى العلوم العقلية كثيرا من العلوم النقلية ، فهو إمام في النحو واللغة والتفسير ، توفي عام (386 هـ).
وما كتبه (1) الرماني (2) كان إجابة لبعض طلبة العلم – كما يظهر من مقدمته الموجزة – ولقد التزم الرماني القول الموجز في هذه الرسالة وهجم على الموضوع دون مقدمات .
وجوه الإعجاز عند الرماني :
بني الرماني أن إعجاز القرآن إنما يظهر من وجوه سبعة (3).
1. ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة .
2. التحدي للكافة .
3. الصرفة .
4. البلاغة
5. الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلة .
6. نقض العادة .
7. قياسه بكل معجزة .
وقد أطنب في الحديث عن البلاغة حيث استوعبت أكثر صفحات الرسالة ، أما الوجوه الستة الباقية ، فقد كان حديثه عنها متقضيا موجزا ، فرسالة الرماني تقع في نحو أربعين صفحة ، أخذت البلاغة منها نحو خمس وثلاثين ، بينما لم تأخذ الوجوه الأخرى إلا أربع صفحات فقط .
شرح موجز لوجوه الإعجاز :
أولا : ما ترك المعارضة (4) مع توفر الدواعي وشدة الحاجة فمعناه أن العرب تركوا معارضة القرآن مع أن دواعيهم كانت متوفرة ، وكانت حاجتهم لهذه المعارضة شديدة قوية ، بيان ذلك :
أن العرب كان لهم حظ وافر ونصيب واف من القول ، ولقد كانت البلاغة طبعا فيهم والفصاحة سليقة لهم ، وأعطوا من ذلك ما لم تعطه أمة من الامم ، هذا معنى قول الرماني مع توفر الدواعي .
أما شدة الحاجة ، فلأن القران سفه أحلامهم وقوض عباداتهم وكثيرا من عاداتهم ولم يبق لهم منفذا يخرجون منه ومع ذلك فلم يعارضونه ، ولو أن أنسانا كان شديد العطش والماء قريب منه وهلك دون أن يشرب الماء فما ذلك إلا لعجزه .
ثانيا : وأما التحدي للكافة فلأن القرآن الكريم قد تحداهم في غير موضع ولكنهم جبنوا عن منازلته وقعدوا عن مصاولته ومجاولته .
وهذان الوجهان بعد التحقيق يرجعان الى بلاغة الكتاب العزيز ، فإن تحديه لهم ، وتركهم معارضته ، دليلي على أنه في أعلى درجات البلاغة .
ثالثا ، وأما الصرفة فمعناها أن هممهم أنصرفت عن معارضة القرآن ، ونلاحظ أن الرماني لا يتفق مع النظام الذي جعل الصرفة وجها من وجوه الإعجاز دون البلاغة إنما يتفق مع الجاحظ ، يقول الرماني (وهذا عندنا أحد وجوه الإعجاز التي تظهر منها العقول (5).)
رابعا : وأما الأخبار الصادقة عن الامور المستقبلة فإنه وجه من وجوه الإعجاز ، لأن مأخبر عنه وقع وتحقق ، وهذا دليل على أنه من عند علام الغيوب ، ويذكر الرماني بعض ما جاء في كتاب الله من ذلك {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} [الأنفال : 7] {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ } [الفتح: 27] {غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} [الروم: 2، 3] {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } [القمر: 45] الى غير ذلك مما أخبر عنه القرآن الكريم ، وتحققت هذه الأخبار ، ولم يتخلف منها خبر واحد .
خامسا : وأما نقض العادة (6) فيعني به الرماني ، مجيء القرآن على وضع لم يألفه العرب من قبل ، فلقد عرف العرب الشعر والرجز والسجع ، والكلام المرسل غير المسجوع وملا المقفى ، ولكن الشكل الذي جاء عليه القرآن يختلف عن ذلك كله .
نقض العادة – إذن – قضية تتعلق بالشكل والقالب ، فمعاني القرآن وضعت في قوالب من اللفظ والنظم ، لم يألفها العرب ولم يعرفوها من قبل أنها ليست شعرا ولا نثرا ، وهذا يرجع الى بلاغة القرآن أيضا كالوجهين الأولين .
سادسا ، وأما قياسه بكل معجزة (7) فيشير به الرماني الى أن معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كفلق البحر ، وقلب العصا حية ، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، كانت من الأمور الخارقة للعادة المعجزة للناس وكذلك شأن القرآن الكريم .
هذه الأوجه الستة كما يراها الرماني .
سابعا : أما الوجه السابع وهو الحديث عن البلاغة ، فقد أفاض الحديث فيه ، فذكر أن الكلام البديع تختلف مراتبه ، فمنه ما هو في أعلى طبقة وهو القرآن الكريم ، ومنه ما يكون في الطبقة الوسطى وهو كلام البلغاء شعرا ونثرا ومنه دون ذلك .
ويعرف البلاغة بأنها وصل المعنى الى القلب في أحسن صورة من اللفظ ، ثم ذكر أقسام البلاغة ، وهي عنده عشرة أقسام : الإيجاز ، والتشبيه ، والاستعارة ، والتلاؤم والفواصل ، والتجانس ، والتصريف ، والتضمين ، والمبالغة ، والبيان .
وما ذكره الرماني من أقسام البلاغة كان الأساس الذي اعتمد عليه علماء البلاغة فيما بعد .
_______________________
1. يرى الأستاذ محمود شاكر أن الكنايات الموجزة التي يطلق عليها الآن كلمة رسالة ، كانت تعرف عند أئمتنا بالإجراء ، أما الرسالة فهي ما يرسل من موضع الى موضع كرسالة الشافعي ، فالنكت في إعجاز القرآن حري أن يسمى جزءا ، وهذا ملحظ مشكور للأستاذ محمود محمد شاكر .
2. أبو الحسن علي بن عيسى الرماني ت (386 هـ) النكت في إعجاز القرآن – ضمن ثلاث رسائل في الإعجاز ، تحقيق محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلام – دار المعارف بمصر .
3. الرسالة ، ص75 .
4. الرسالة ص 109 .
5. الرسالة ص 110 .
6. الرسالة ص 110 .
7. الرسالة 110 .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
قسم السياحة الدينية: نحو 100 عجلةٍ ستشارك بنقل طلبة الجامعات خلال حفل التخرّج المركزيّ
|
|
|