أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2022
1959
التاريخ: 11-8-2022
1735
التاريخ: 3-10-2016
1524
التاريخ: 5-9-2019
2332
|
أن الرياء بالعبادة إنما ينشأ من حب لذة الحمد و الفرار من ألم المذمة و الطمع لما في أيدي النّاس فمهما عرف العبد مضرّة الرياء و ما يفوته من صلاح قلبه و ما يحرم عنه في الحال من التوفيق و في الاخرة من المنزلة عند اللّه و ما يتعرّض له من العقاب و المقت و الخزي، و قابل ما يحصل له من العباد و التزين لهم في الدّنيا بما يفوته من الاخرة و ما يحبط عليه من ثواب الأعمال لترك الرياء لا محالة مع أن العمل الواحد ربّما كان يترجح به ميزان حسناته لو خلص ، فاذا فسد بالرياء حوّل إلى كفة السّيئآت فترجح به و يهوى إلى النار هذا.
مع ما يتعرض له في الدنيا من تشتّت الهم بسبب ملاحظة قلوب الخلق ، فان رضاء النّاس غاية لا تدرك و كل ما يرضى به فريق يسخط فريق آخر و رضاء بعضهم في سخط بعض ، و من طلب رضاهم في سخط اللّه سخط اللّه عليه و أسخطهم أيضا عليه ثمّ أي غرض له في مدحهم و ايثار ذم اللّه لأجل حمدهم و لا يزيد حمدهم رزقا و لا أجلا و لا ينفعه يوم فقره و فاقته و هو يوم القيامة.
وأما الطمع بما في أيديهم فبأن يعلم أن اللّه تعالى هو مسخر للقلوب بالمنع و الاعطاء ، و أن الخلق مضطرون فيه و لا رازق إلا اللّه ، و من طمع في الخلق لم يخل عن الذّل و الخسّة ، و إن وصل إلى المراد لم يخل عن المنة و المهانة ، فاذا قرّر في قلبه آفة هذه الأسباب و ضررها فترت رغبته و أقبل على اللّه قلبه ، و يكفيه أن النّاس لو علموا ما في باطنه من قصد الرياء و اظهار الاخلاص لمقتوه ، و سيكشف اللّه عن سرّه حتى يبغضه إلى الناس ، و لو أخلص للّه لكشف اللّه لهم اخلاصه و حبّبه إليهم و سخّرهم له و أطلق ألسنتهم بحمده و الثناء عليه ، مع أنّه لا كمال في مدحهم و لا نقصان في ذمهم.
ثم ينبغي أن يعود نفسه إخفاء العبادات و إغلاق الأبواب دونها كما تغلق الأبواب دون الفواحش حتّى يقنع قلبه بعلم اللّه و اطلاعه على عبادته ، و لا تنازعه النفس إلى طلب علم غير اللّه به ، و ذلك و إن شق في بداية المجاهدة ، لكن إذا صبر عليه مدّة بالتكليف سقط عنه ثقله و هان عليه بتوسّط ألطاف اللّه و ما يمدّه به عباده من حسن التوفيق و التأييد ، و لكن اللّه لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم ، فمن العبد المجاهدة و من اللّه الهداية و اللّه لا يضيع اجر المحسنين.
وفي مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): «أكثر ما يقع الرياء في النظر و الأكل و الكلام و المشي و المجالسة و اللباس و الضّحك و الصّلاة و الحجّ و الجهاد و قراءة القرآن و ساير العبادات الظاهرة ، و من أخلص للّه باطنه و خشع له قلبه و رأى نفسه مقصّرا بعد بذل المجهود ، و جد الشكر عليه حاصلا و يكون ممن يرجى له الخلاص من الرياء و النفاق إذا استقام على ذلك في كل حال»(1).
____________________
1- مصباح الشريعة : ص 32.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|