أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022
2129
التاريخ: 20-8-2022
1774
التاريخ: 20-6-2022
1494
التاريخ: 18-2-2022
1531
|
أرباب الأموال فرقة منهم يحرصون على بناء المساجد و المدارس و الرّباط (1) , و القناطير(2) , و ما يظهر للناس كافة بأموال كسبوها من غير حلها و يكتبون أسماءهم بالأحجار عليهم ليتخلد ذكرهم و يبقى بعد الموت أثرهم و يظنون أنهم قد استحقوا المغفرة بذلك و أنّهم مخلصون فيه ، و لو كلف أحد منهم أن ينفق دينارا و لا يكتب اسمه على الموضع الذي انفق عليه لشق عليه و لم تسمح به نفسه ، و اللّه تعالى مطلع عليه كتب اسمه أم لم يكتب ، فلو لا أنه يريد وجه الناس لا وجه اللّه لما افتقر إلى ذلك و ربما يكون في جوار أحدهم أو في بلده فقير و صرف المال إليهم أهم من الصرف الى المساجد و زينتها.
و منهم من ينفق الأموال في الصّدقات على الفقراء و المساكين و يطلب به المحافل الجامعة و الفقراء الذين عادتهم الشكر و الافشاء للمعروف ، و يكره التصدق في السّر و يرى إخفاء الفقير لما أخذ منه خيانة عليه و كفرانا.
ومنهم من يحفظ ماله و يمسكه بحكم البخل ثم يشتغل بالعبادات البدنية التي لا يحتاج فيها إلى نفقة كصيام النهار و قيام الليل و ختم القرآن و هو يظن أنّه على خير.
ومنهم من لا تسمح نفسه إلا بأداء الزّكاة فقط ، ثم يخرجها من المال الخبيث الرّدي الذي يرغب عنه و يطلب من الفقراء من يخدمه و يتردّد في حاجته و يظن أنّه أداها للّه ، و أصناف الغرور لا تحصى.
وفي مصباح الشريعة قال الصّادق (عليه السلام): «المغرور في الدّنيا مسكين و في الآخرة مغبون لأنه باع الأفضل بالأدنى ، و لا تعجب من نفسك حيث ربّما اغتررت بمالك و صحّة جسمك لعلك تبقى ، و ربّما اغتررت بطول عمرك و أولادك و أصحابك لعلك تنجو بهم ، و ربّما اغتررت بحالك و نيتك و إصابتك ما مولك و هواك و ظننت أنّك صادق و مصيب ، و ربّما اغتررت بما ترى الخلق من النّدم على تقصيرك في العبادة و لعل اللّه تعالى يعلم من قلبك بخلاف ذلك ، و ربّما أقمت نفسك بالعبادة متكلفا و اللّه يريد الاخلاص ، و ربّما افتخرت بعلمك و نسبك و أنت غافل
عن مضمرات ما في علم اللّه ، و ربّما توهمت أنّك تدعو اللّه و أنت تدعو سواه ، و ربّما حسبت أنك ناصح للخلق و أنت تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك ، و ربّما ذممت نفسك و أنت تمدحها في الحقيقة.
و اعلم أنك لن تخرج من ظلمات الغرور و التمني إلا بصدق الانابة إلى اللّه و الاخبات له و معرفة عيوب أحوالك من حيث لا توافق العقل و العلم و لا يحتمله الدّين و الشّريعة و سنّن القدوة و أئمة الهدى و إن كنت راضيا بما أنت فيه فما أحد أشقى بعلمك منك و أضيع عمرا فأورثت حسرة يوم القيامة»(3).
__________________________
1- الرباط واحد الرباطات المبنية للفقراء مولد و الجمع ربط بضمتين و رباطات. م.
2- القنطرة ما يبنى على الماء للعبور عليه ، و الجسر أعم لانه يكون بناء و غير بناء. م.
3- مصباح الشريعة : ص 142.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|