مميزات وخواص صناعة ماشية اللحم

١- ماشية اللحم يمكنها الاستفادة من الأعلاف المالئة:-

تنتج المزارع الحقلية المعتادة كميات كبيرة من البقايا النباتية ذات القيمة السعرية المنخفضة أو التي لا تباع أحياناً وتمثل عبئاً على المزارع، فمزارع الذرة تنتج كميات كبيرة من سيقان النباتات ومن قوالح الذرة، وهذه الكميات ليس لها قيمة سعرية أو استثمارية أخرى سوى استخدامها في تغذية الحيوانات الزراعية، وكذلك نفس الوضع في مزارع القمح والشعير حيث تنتج كميات كبيرة من القش والتبن ذات القيمة السعرية المنخفضة والتي يلجأ بعض المزارعين أحياناً إلى حرقها توفيراً لتكاليف تسويقها. ولمعرفة حجم تلك الكميات من البقايا النباتية أو الأعلاف الغذائية المالئة يمكنك أن تتصور أن كل طن من الحبوب منتج من أي مزرعة ينتج مقابله ٢ طن من المواد المالئة والتي يمكن استغلالها في تغذية ماشية اللحم بالنسب المقررة، وعندئذٍ يكون عائدها المالي أعلى بكثير من عائدها المتأتي من بيعها مباشرة كمخلفات نباتية. وكمثال لتوضيح أهمية هذا الإنتاج، ففي المناطق التي تزرع فيها الحبوب بالولايات المتحدة الأمريكية قدر إنتاج المخلفات النباتية والأعلاف المالئة بحوالي ٢٥٠ مليون طن سنوياً بالمقارنة مع إنتاج المراعي الطبيعية والذي قدر بحوالي ١٠٠ مليون طن فقط، وهذا يوضح السبب الأساسي في انتشار هذه الصناعة بمناطق الزراعات الحقلية والمراعي الخصبة كما سبق التنويه مسبقاً والجدول رقم ١ يوضح أهمية استخدام المواد المالئة والخشنة في عليقة الحيوان الزراعي كنسبة مئوية.

جدول١: أهمية استخدام المواد المالئة والخشنة في عليقة الحيوان الزراعي

ومن أهم المشاكل التي يجب أن يتغلب عليها المربي هي كيفية زيادة الاستفادة من تلك الأعلاف المالئة ورفع قيمتها الغذائية، ولذلك فإن العديد من الدراسات أجريت لتحديد النسب الملائمة لإضافة تلك الأعلاف إلى عليقة الحيوان والمعاملات المختلفة التي يمكن إجراؤها على تلك الأعلاف لرفع قيمتها الغذائية مع وضع التكاليف الاقتصادية في الاعتبار.

٢- يمكن لماشية اللحم أن تستفيد من نباتات المراعي الخضراء:

من الثابت علمياً أن ماشية اللحم تتغذى وتنمو بكفاءة عالية من نباتات المراعي سواء المروية منها أو غير المروية الخضراء. ولهذا السبب فكثير من المزارعين يدخلون في دوراتهم الزراعية زراعة محاصيل الأعلاف الخضراء لتغذية الحيوانات الزراعية عليها وخاصة المجترات كمصدر وفير ورخيص للغذاء، وترجع أهمية إدخال زراعة المحاصيل العلفية في الدورات الزراعية لتعقب زراعة الحبوب إلى جعل تربة المزرعة تستعيد طاقتها وكنوع من التسميد الطبيعي لها عند ترك الأبقار لترعاها وتترك فيها الروث. وقد لاحظ العلماء أن تكرار زراعة المزارع بالمحاصيل الحقلية المعتادة يؤدي في النهاية إلى ضعف التربة وأن أفضل وسيلة بعد ذلك إلى استغلالها هو تحويلها إلى زراعة محاصيل العلف و التي تستغل في تغذية أبقار اللحم. وقد يلجأ كثير من المربين من أصحاب المزارع الحقلية إلى استقطاع أجزاء من مزارعهم والتي غالباً ما تكون أقل جودة، وزراعتها بالمحاصيل العلفية جنباً إلى جنب مع زراعة الحبوب، ثم تربية أبقار اللحم فيها واستغلالها بجانب الاستفادة من البقايا النباتية الأخرى. ولتوضيح أهمية ذلك فإن حوالي ٣٠% من مساحة الأراضي المزروعة والمروية في أمريكا وتبلغ حوالي ١٠٠ مليون أيكر مستغلة في زراعة محاصيل علف أخضر أغلبها ( ٦٠- 70%) يستغل في صناعة ماشية اللحم.

٣- ماشية اللحم تستفيد من الحبوب والأتبان المنتجة من المزرعة التي تربى فيها:-

وجد أن ماشية اللحم في أغلبية المزارع التي تربى فيها تعتمد في جزء كبير من تغذيتها على المنتجات الحقلية والمخلفات النباتية التي تنتج من المزرعة نفسها وهذا بدوره يعمل على الاستثمار الأمثل للمزرعة وتوفير نفقات التسويق وأرباح البيع والشراء لتلك الحبوب. ففي دولة مثل فرنسا نجد أن ٧٥% من الحبوب (ماعدا القمح) تستهلك في المزرعة لتغذية الأبقار. وقد لوحظ أن أسعار بيع الحبوب وخاصة الذرة لها علاقة وثيقة بأسعار بيع اللحوم المنتجة من الماشية، فارتفاع سعر الذرة يؤدي بدورة إلى ارتفاع اللحوم المنتجة، والحالات الشاذة الوحيدة التي تجعل أسعار الذرة غير متوافقة مع أسعار اللحوم وتزيد عنها هي تلك الحالات التي يكون فيها الاحتياج العالمي شديد للحبوب نتيجة نقصه في السوق العالمي فترتفع أسعار تصدير تلك الحبوب وتزيد في سعرها الحقيقي عن ذلك السعر إذا ما تحولت إلى غذاء حيواني لإنتاج اللحوم.

٤- ماشية اللحم تستفيد من المخلفات الثانوية لتصنيع الحبوب:-

تستهلك ماشية اللحم في عليقتها كميات لا بأس بها من المخلفات الثانوية مثل كسب فول الصويا وكسب بذرة القطن وكسب الكتان ورجيع الذرة والردة، وكل هذه المخلفات تنتج من تصنيع الحبوب و هي مواد غنية في محتواها من البروتين والعناصر الأخرى وتستغل كجزء هام في تغذية ماشية اللحم، وغالباً ما تعود على المزارع بربح و أسعار معقولة تزيد من أرباح مزرعته.

٥- ماشية اللحم تتطلب استثمارات صغيرة في المباني والمعدات:-

تتميز ماشية اللحم بأن مقدار رأس المال اللازم للاستثمار في شراء معدات ومباني لازمة لها أقل بالمقارنة مع الحيوانات الزراعية الأخرى حيث أنها تمكث في المراعي لأطول فترة ممكنة ولا تحتاج إلى حظائر أو أدوات حليب تكلف المربي مبالغ طائلة. وقد أدى ارتفاع أسعار العمالة وندرتها إلى اتجاه المزارعين إلى استثمار جزء من رأس المال في شراء معدات آلية أو جرارات...الخ، ولكن برغم ذلك فإن تكاليف العمالة اللازمة لرعاية ماشية اللحم أقل في قيمتها من الاستثمار في مجالات الإنتاج الحيواني الأخرى. وتعتمد صناعة ماشية اللحم حالياً على بناء الحظائر في صورة مظلات غير تامة الانغلاق على عكس الحظائر المغلقة التقليدية والتي ترهق المربي بتكاليفه المرتفعة.

٦- صناعة ماشيه اللحم تتميز بالاستخدام الأمثل للعمالة:-

تحتاج مزارع ماشية اللحم إلى عدد من العمالة أقل بالمقارنة بمزارع ماشية اللبن أو الدواجن أو حتى المزارع الحقلية المزروعة ذات نفس المساحة، وتتميز صناعة ماشية اللحم بتوزيعها للعمالة على مدار العام بطريقة عادلة ، فقد لوحظ أن صناعة ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لأكبر عدد من العمالة خلال أشهر الشتاء وبداية الربيع، و خلال هذه الفترات تكون احتياجات المزارع الحقلية التقليدية أقل ما يكون وهكذا يظهر الاتزان في الاستخدام الأمثل للعمالة خاصة وكما سبق القول بأن معظم مزارع ماشية اللحم هي مزارع محاصيل حقلية في الأساس.

٧- تتميز مشاريع ماشية اللحم بانخفاض نسبة النفوق:-

على عكس أغلبية الحيوانات الزراعية الأخرى فإن أخطار النفوق في ماشية اللحم أقل بصورة ملموسة خاصة إذا قارنا صناعة الأغنام أو الدواجن. وبالطبع فإن نسب نفوق العجول أعلى من تلك النسب في الأبقار الناضجة ولكنه مازالت أقل من الحيوانات الأخرى. وهذه الخاصية تعتبر من العوامل الهامة والمشجعة للمربين ذوي الخبرات المحدودة والذين يخشون من مخاطر النفوق والخسائر الاقتصادية في بداية مرحلة استثمارهم في مجال الإنتاج الحيواني.

جدول٢: عدد ساعات العمل اللازمة شهرياً لمزرعة مساحتها ٢٩٥ أيكر وبها ٦٠ بقرة لحم

٨- لحوم الأبقار أكثر اللحوم شيوعاً في العالم:

يتزايد استهلاك العالم في استهلاك لحوم الأبقار عاماً بعد آخر بصور لا تخفى على

أحد، وبالرغم من التزايد في استهلاك لحوم الدواجن البيضاء فإن نسبة زيادتها تقل عن تلك اللحوم الحمراء المنتجة من ماشية اللحم بالرغم من انخفاض سعرها عن لحوم الأبقار وهذا يدل على أن اللحوم البيضاء لا يمكن لها أن تكون بديلاً منافساً للحوم الأبقار. والجدول رقم ٣ يوضح استهلاك بعض الدول العالمية للحوم الحمراء.

جدول رقم٣: استهلاك بعض الدول العالمية للحوم الحمراء

٩- مخلفات ماشية اللحم سماد جيد الخواص:

من أهم المميزات التي يتمتع بها مربي ماشية اللحم هي الحصول على سماد مخلفات الأبقار الذي يجعل المراعي التي تتواجد بها خصبة ويعوضها باستمرار بالعناصر والمواد العضوية للمحافظة على خواصها. ففي أبقار اللحم على سبيل المثال فإن ٣٠% من وزن المادة العضوية المأكولة يترل مرة أخرى مع المخلفات في صورة أسمدة عضوية وهذا يوفر على المربي شراء أسمدة كيميائية. وعند حساب القيمة الحقيقة للأسمدة المنتجة من أبقار اللحم يجب على المربي أن يدخل في اعتباره قيمة الزيادة التي تنتج من زراعة المحاصيل في أراضي مسمدة وخصبة.

والجدول رقم٤ يعطي فكرة عامة عن كميات الأسمدة المنتجة من عددٍ من أقسام ماشية اللحم خلال شهر واحد بالطن.

جدول رقم ٤: كميات الأسمدة المنتجة من عددٍ من أقسام ماشية اللحم خلال شهر واحد بالطن