المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16691 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الشبوي (مسك الليل)
2024-07-08
الوجدان في نظر علماء النفس
2024-07-08
نظريّة الوجدان
2024-07-08
الفرق بين الميل والإرادة
2024-07-08
نظريّة الفلاسفة المسلمين
2024-07-08
نبات القديفة (مخملية)
2024-07-08

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مسيرة الأرض والجبال  
  
1649   04:51 مساءاً   التاريخ: 6-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص533-538.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2015 31512
التاريخ: 22-04-2015 1548
التاريخ: 2-9-2016 2076
التاريخ: 2023-10-01 1051

قال تعالى :  {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل : 88]

  الجمود : نقيض السيلان ، ويقال للثلج : جمد ، بهذا الاعتبار . ويقال : جمُدت العين إذا هدأت ولم يجرِ دمعها . ويقال للأرض وللسَنة : جماد ، إذا أصابهما جدب ، لا كلاء ولا خصب ولا مطر .

قال الفيروز آبادي : يقال : ناقة جماد إذا كانت بطيئة في سيرها شبه الواقفة .

ومن ذلك كلّه يُعرف أنّ هذه اللفظة تُستعمل في موارد ، كان من طبعها السير والحركة فوقفت وقوف عارض ، وصحّ إطلاق الجماد على الجبال باعتبار همودها في رأي العين ؛ ومِن ثَمّ قال المفسّرون : جامدة أي واقفة لا حراك فيها ، ويؤيّده التقابل بمرور السحاب أي حركتها في جوّ السماء .

فقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ ) أي تسير في مسيرتها الحيثيثة كمسيرة السحب في الفضاء ، روي ذلك عن ابن عبّاس  .

وليست حركة الجبال في مسير الفضاء سوى حركة الأرض الانتقالية في دورتها السنوية حول الشمس ، أو حركتها الوضعية حول نفسها ، وعلى كلا المعنيين فيدلّ على حركة الأرض دون وقوفها وهدوئها ، وهذا بالرغم من الرأي السائد ذلك الحين القائل بسكون الأرض وكونها في مركز الأفلاك الدائرة حولها .

وجاءت دلالة الآية على حركة الأرض دلالة تبعيّة ، من قبل نسبتها إلى مجموعة الجبال ، فجبال بمجموعتها تسير سيرها الحثيث ، الأمر الذي لا يكون إلاّ بحركة كتلة الأرض كلّها .

أمّا وما هذه الحركة وما هذه المسيرة الأرضية ؟

1 ـ قال أكثر المفسّرين : إنّها تسيير الجبال نحو الفناء ، إحدى علائم قيام الساعة نظير قوله تعالى : {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف : 47] وقوله : {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا } [الطور : 9، 10]. وقوله : {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} [النبأ : 20] ، إلى غيرهنّ من آيات كثيرة بنفس المضمون (1) .

قال الإمام الرازي : اعلم أنّ هذا هو العلامة الثالثة لقيام القيامة ، وهي تسيير الجبال (2) .

وقال سيّدنا الطباطبائي ( قدس سرّه ) : بما أنّ الآية واقعة في سياق آيات القيامة ، ومحفوفة بها فهي تصف بعض مشاهد ذلك اليوم الرهيب ، ومن جملتها تسيير الجبال . وقوله : ( وَتَرَى الْجِبَالَ ) تمثيل لتلك الواقعة ، نظير قوله : {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج : 2] أي تلك حالتها المشهودة في ذلك اليوم العصيب لو كنت شاهدها (3) .

لكن لحن الآية ذاتها تأبى هذا الحمل ، ولا سيّما مع تذييلها بقوله : ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) ، الأمر الذي يدلّ على أنّها بصدد بيان مظهر من مظاهر قدرته تعالى ولطيف صنعه ، وقضية السياق موهونة ـ بعد ملاحظة ما قدّمنا في الجزء الأَوّل ـ من أنّ ترتيب الثبت الحاضر لا يدلّ على نزولها تباعاً بلا فترة زمان .

2 ـ وقال بعضهم : إنّها الحركة الجوهرية ، وإنّ ما في الوجود يسير قُدماً نحو الكمال المطلق ، سواء أكان إنساناً {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [الانشقاق : 6] أم حيواناً أم نباتاً أم جماداً {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} [الأنبياء : 93].

قال سيّدنا الطباطبائي : قد تُحمل الآية على الحركة الجوهرية ، وأنّ الأشياء كلّها ، ومنها الجبال ، تتحرّك بجوهرها إلى غاية وجودها ، وهي حشرها ورجوعها إلى الله سبحانه ، قال : وهذا المعنى يناسبه التعبير بقوله : ( تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ؛ لأنّ الجمود هو السكون المحض ، في حين أنّها في تحوّل وتنقّل ، هادفةً ساحة قدسه تعالى ! قال : وهذا المعنى أنسب من المعنى الأوّل بإرادة قيام الساعة .

3 ـ وقال آخرون : إنّها الحركة الطبيعية الكامنة في ذوات الأشياء ؛ إذ كلّ موجود هو في تحوّل وتغيير دائب مستمرّ ، وما من ذرّة في عالم الوجود إلاّ وهي تتبدّل إلى غيرها وتتجدّد حسب الآنات والأحوال ، وكلّ شيء هو في كلّ آنٍ خَلقٌ جديد ، {إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [سبأ : 7] ، {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن : 29] ، ما هذا السؤال المستمرّ ؟ إنّها مسألة الإفاضة ، إفاضة الوجود من ربّ العالمين ، ومِن ثَمّ فهو تعالى في كلّ لحظةٍ من لحظات حياتنا في خلق جديد .

قال الأُستاذ محمّد تقي الجعفري : إنّ مَن في السماء والأرض من عالم الوجود ، إنّما يسأله تعالى الاستمرار بالإفاضة عليه من قوى واستعداداتٍ وإبقاءٍ لوجوده خلقاً بعد خلق (4) .

4 ـ إنّها حركة الأرض الوضعية والانتقالية ، ومسألة حركة الأرض أَمرٌ تنبّه له كثير من العلماء الأقدمين كـ ( فيثاغورث الحكيم ) عاش قبل الميلاد بخمسة قرون ، وتبعه على ذلك ( فلوطرخوس ) و( أرخميدس ) ، وأيّده الحكيم ( ارستر خوس ) الذي جاء بعده بقرنين ، وبعده ( كليانثوس ) الذي أثبت للأرض حركتين ، يومية وسنوية .

لكن في هذا الأوان جاء الحكيم ( بطلميوس) فأنكر حركة الأرض واعتقد سكونها وكونها مركز سائر الأفلاك ، وساد هذا النظام الفلكي البطلميوسي ـ بفضل دعمه بالرأي العام ـ حتى القرن السادس عشر للمياد ، حيث نبغ الفلكي الشهير ( كوبرنيك ) المتوفّى سنة 1544م ليأخذ برأي ( فيثاغورث ) ، وهكذا توالى بعده العلماء مؤيّدينَ لهذا الرأي ، بفضل المخترعات الفَلكية الحديثة ( المجاهر والنظّارات المكبّرة ) .

وللسيّد هبة الدين الشهرستاني كلام طويل حول استظهار هذا الرأي من الآية الكريمة نذكر ملخّصه :

قال : أَوّل مَن تفطّن إلى هذا الاستنباط من الآية الشريفة هو الفاضل علي قلي ابن فتح علي شاه القاجار ، وجاء تأييده في ( النخبة الأزهرية ) ترجيحاً على تفسير القدماء للآية .

قال السيّد : وفي الآية دلائل على هذا الاستظهار :

أولاً : التعبير بالجمود ( تَحسَبُها جَامِدة ) ، ولا تهويل إذا كانت الجبال تُرى يوم القيامة في ظاهرها هامدة وساكنة في مستقرّاتها .

ثانياً : التعبير بالمرور مرّ السحاب ، وهو يدلّ على نعومةٍ في السير ، وليس ممّا يهول .

وثالثاً : التشبيه بالسحب ، ولا هول في مشاهدة مسيرة السحاب (5) .

فصحّ أنّ الآية لا تتناسب وكونها من أشراط الساعة أو إشارة إلى أهوال يوم القيامة .

وقال سيّدنا الطباطبائي : حمل الآية على إرادة حركة الأرض الانتقالية معنى جيّد لولا منافاته للسياق (6) .

وقد قدّمنا أنّ سياق الآية ذاتها ـ بقرينة الإشارة إلى إحكام الصنع ـ ترجّح إرادة التفسير الأَوّل المتقدّم .

 

{وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات : 30] :

الدحو : الدحرجة . يقال : دحا الشيء بمعنى دحرجه ، كما يُدحرج الصبيان المداحي ، وهي أحجار صغار أمثال القرصة ، يحفرون حفيرة فيدحون بها إليها ، وتُسمّى المسادي والمراصيع ، والدحو : رمي الملاعب بالجوز وشبهه (7) .

فمعنى دحو الأرض : دحرجتها وزحلقتها على بسيط الفضاء لتأخذ شكلها الكريّ في التدوير (8) .

فدحو الأرض إذاً ليس مجرّد بسطها ، كما زعمه أُناس ، وإنّما هو بسط مع تكوير ، يشبه الدوّامة في جسمها الكريّ يتداحى بها الصبيان في ألاعيبهم .

وهي اللفظة العربية الوحيدة التي تفيد معنى البسط والتكوير في ذات الوقت ، وتكون من أدلّ الألفاظ على شكل الأرض المنبسطة في ظاهرها ، المتكوّرة في الحقيقة ، الأمر الذي يوافقه أحدث الآراء الفَلكية عن شكل الأرض : إنّها مفرطحة من جانبي قطبيها ، ومنبعجة على خطّ الاستواء ، فيزيد قطرها الاستوائي عن قطرها القطبي بمقدار ( 6/42 ) كيلو متراً (9) .

وهذا منتهى الإحكام والدقة في اختيار اللفظ المناسب للتعبير .
_________________ 

(1) مجمع البيان : ج7 ص236 .

(1) مريم : 90 ، الواقعة : 5 ، الحاقّة : 14 ، المعارج : 9 ، المزّمّل : 14 ، المرسلات : 10 .

(2) التفسير الكبير : ج24 ص220 .

(3) الميزان : ج15 ص440 .

(4) راجع الحركة والتحوّل من النظرة القرآنية : ص49 فما بعد .

(5) الهيئة والإسلام : ص97 ـ 99 .

(6) الميزان : ج15 ص442 .

 (7) الفائق للزمخشري : ج1 ص418 .

وقال الفيروز آبادي : مرصاع ـ كمحراب ـ : دوّامة الصبيان ، وكل خشبة يُدحى بها ، والدوّامة لعبة من خشب يلفّ الصبي عليها خيطاً ثمّ ينقضه بسرعة فتدوم أي تدور على الأرض ، ( انظر الشكل في المنجد ) ، وعندنا في العراق كانت تُسمّى ( المُرصَع ) كمُلجَم . وهي تشبه وفي قطبها السافل حديدة محدّدة بها تدور على الأرض ، ولعلّ تسمية البيضة دحية في الديار المصرية كانت من جهة هذا التشابه ، قال مصطفى محمود في كتابه ( محاولة لفهم عصريّ للقرآن ) : ص255 : الدحية : البيضة .

(8) قال الأُستاذ محمّد مصطفى الشاطر : ترجمة الدحو بمعنى البسط ضياع للمعنى الذي يُؤخذ  من الدحو وهو التكوير غير التامّ ـ كتكوير البيضة ـ مع الدوران ، ولا يزال أهل الصعيد و ـ أكثرهم من أصل عربي ـ يعبّرون عن البيض بالدحو أو الدحي أو الدح . ( القول السديد : ص 21 ـ 22 ) .

(9) قطر الأرض الاستوائي : 8 / 12754 . وقطرها القطبي : 2 / 12712 . راجع بصائر جغرافية لرشيد رشدي البغدادي : ص157 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .