أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-20
915
التاريخ: 29-9-2016
2143
التاريخ: 2024-02-20
992
التاريخ: 2024-05-25
718
|
هو : الإمساك عمّا يحسن السخاء فيه ، وهو ضدّ الكرَم .
والبخل من السجايا الذميمة ، والخلال الخسيسة ، الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه ، وقد عابها الإسلام ، وحذّر المسلمين منها تحذيراً رهيباً .
قال تعالى : {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد : 38] .
وقال تعالى : {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا } [النساء : 37]
وقال تعالى : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [آل عمران : 180]
وعن الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) : ( أنّ أمير المؤمنين سمِع رجُلاً يقول : إنّ الشحيح أعذرُ من الظالم .
فقال : ( كذِبت إنّ الظالم قد يتوب ويستغفر ، ويردّ الظلامة عن أهلها ، والشحيح إذا شحَّ منع الزكاة ، والصدقة ، وصلة الرحم ، وقرى الضيف ، والنفقة في سبيل اللّه تعالى ، وأبواب البِر ، وحرام على الجنّة أنْ يدخلها شحيح ) (1) .
وعن جعفر بن محمّد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : السخيُّ قريبٌ مِن اللّه ، قريبٌ مِن الناس ، قريبٌ مِن الجنّة ، والبخيل بعيدٌ مِن اللّه ، بعيدٌ مِن الناس ، قريبٌ من النار ) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( عجِبتُ للبخيل يستعجل الفَقر الذي منه هرَب ، ويفوته الغِنى الذي إيّاه طلَب ، فيعيش في الدنيا عَيش الفقراء ويُحاسَب في الآخرة حِساب الأغنياء ) .
مساوئ البُخل :
البخل سجيّةٌ خسيسة ، وخُلُقٌ لئيم باعثٌ على المساوئ الجمّة ، والأخطار الجسيمة في دنيا الإنسان وأُخراه .
أمّا خطره الأُخروي : فقد أعربت عنه أقوال أهل البيت ( عليهم السلام ) ولخّصه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كلمته السالِفة حيث قال : ( والشحيح إذ شحَّ منع الزكاة ، والصدقة ، وصِلة الرحم ، وقِرى الضيف ، والنفقة في سبيل اللّه ، وأبواب البِر ، وحرام على الجنّة أنْ يدخلها شحيح ) .
وأمّا خطره الدنيوي فإنه داعية المقت والازدراء ، لدى القريب والبعيد وربما تمنى موتَ البخيل أقربُهم اليه ، وأحبهم له ، لحرمانه من نواله وطمعاً في تراثه.
والبخيل بعد هذا أشدّ الناس عناءً وشقاءً ، يكدَح في جمع المال والثراء ، ولا يستمتع به وسُرعان ما يخلّفه للوارث ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويُحاسب في الآخرة حساب الأغنياء .
صور البُخل :
والبُخل - وإنْ كان ذميماً مقيتاً - بَيد أنّه يتفاوت ذمّه ، وتتفاقم مساوئه ، باختلاف صوَرِه وأبعاده :
فأقبح صوره وأشدُّها إثما ، هو البُخل بالفرائض الماليّة ، التي أوجبها اللّه تعالى على المسلمين تنظيماً لحياتهم الاقتصاديّة ، وإنعاشاً لمعوزيهم .
وهكذا تختلف معائب البُخل ، باختلاف الأشخاص والحالات :
فبُخل الأغنياء أقبح من بُخل الفقراء ، والشحّ على العيال أو الأقرباء أو الأصدقاء أو الأضياف أبشَع وأذمّ منه على غيرهم ، والتقتير والتضييق في ضرورات الحياة من طعامٍ وملابس ، أسوأ منه في مجالات الترَف والبذخ أعاذنا اللّه مِن جميع صوره ومِثالِيه .
_________________________
1- الوافي : ج 6 , ص 69 , عن الكافي .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|