المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16674 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


من روائع بدائع كلام الله المجيد  
  
1700   03:07 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص387-390.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-04-2015 1975
التاريخ: 5-6-2016 1551
التاريخ: 13-4-2016 1503
التاريخ: 23-11-2014 1937

هناك الكثير من لطائف البدائع ، ترفع من شأن الكلام وتُعظم من قدره ، وليست مجرّد تحسين لفظ أو تحبير عبارة ، بل هي من عمود البلاغة وأُسّ الفصاحة ومن براعة البيان ، وقد مُلئ القرآن من باقات زهورها وطاقات بدورها ، وهي إلى الازدياد كلّما أُمعن النظر ودُقّق الفكر ، أقرب منها إلى الانتهاء ، وكان ينبغي التنبّه لطرائفها والتطلّع على ظرائفها ، تتميماً لفوائد سبقت وتكميلاً لفرائد سلفت ،كانت لا يُحصى عددها ولا ينتهي أمدها ، فلله درّه من عظيم كلام وفخيم بيان ، وإليك منها نماذج :  

الالتفات أو التفنّن في أُسلوب الخطاب

أم هو

كرّ وفرّ وتجوال ، ومداورة بعنان الكلام

بل هي

فروسة العربية وشجاعة البيان

قال ابن الأثير : هو خلاصة علم البيان التي حولها يُدَندَنُ ، وإليها تستند البلاغة ، وعنها يُعَنعَنُ ، وحقيقته مأخوذة من التفات الإنسان يمنةً ويسرةً ، فهو يُقبل بوجهه إلى جهة تارة ، وإلى جهة أُخرى تارةً أُخرى ، ويُسمّى أيضاً ( شجاعة العربية ) ؛ لأنّ الشجاعة هي الإقدام ، وذاك أنّ الرجل الشجاع يَركب ما لا يستطيعه غيره ، ويتورّد ما لا يتورّده غيره ، وكذلك الالتفات في الكلام ، فإنّ اللّغة العربية ـ على وفرة تفانينها وسعة مفاهيمها ـ تحتمل هذا التجوال ما لا تحتمله غيرها من سائر اللغات (1) .

قال السكاكي : والعرب يستكثرون من الالتفات ، ويرون الكلام إن انتقل من أُسلوب إلى أُسلوب كان أدخل في القبول عند السامع ، وأحسن تطرية لنشاطه ، وأملأ باستدرار إصغائه ، قال : وأجدر بهم في هذا الصنيع ، أَفتراهم يُحسنون قِرى الأضياف بتلوين الطعام ، وهم أبدان وأشباح ، ولا يُحسنون قِرى النفوس والأرواح بتنويع الكلام ؟! والكلام كلّما ازداد طراوةً كان أشهى غذاءً للروح وأطيب قِرىً للقلوب .

قال : وهذا الوجه ـ وهو تطرية نشاط السامع ـ هو فائدة العامّة ، وقد يختصّ مواقعه بلطائف معانٍ ، قلّما تتّضح إلاّ لأفراد بلغائهم أو للحُذّاق في هذا الفنّ والعلماء النحارير ، ومتى اختصّ موقعه بشيء من اللطائف والظرائف كساه فضلَ بهاءً ورونق ورواء ، وأورث السامع زيادة هزّة ونشاط ، ووجد عنده من القبول أرفع منزلة ومحل ، إن كان ممّن يسمع ويعقل ، وقليل مّا هم ، أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون ؟!

قال : ولأمر مّا وقع التباين الخارج عن الحدّ بين مفسّرٍ لكلام ربّ العزّة ومفسّر ، وبين غوّاص في بحر فوائده وغوّاص .

وكل التفات وارد في القرآن الكريم ، متى صِرت مِن سامعيه ، عرّفك ما موقعه ، وإذا أحببت أن تصير من سامعيه فأصخ ثمّ ، ليُتلى عليك :

قوله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة : 5].

أليس إذا أخذت في تعديد نِعَم المولى ـ جلّت آلاؤه ـ مستحضراً لتفاصيلها أحسست من نفسك بحالة كأنّها تُطالبك بالإقبال على مُنعمِك ، وتُزيّن لك ذلك ، ولا تزال تتزايد ما دمت في تعديد نِعمه ، حتى تَحملك من حيث لا تدري على أن تجدك وأنت معه في الكلام تُثني عليه وتدعو له وتقول : بأيّ لسان أشكر صنائعك الروائع ، وبأيّة عبارة أحصر عوارفك الذوارف (2) ، وما جرى هذا المجرى ...

وإذا وعيت ما قصصته عليك وتأمّلت الالتفات في ( إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) ـ بعد تلاوتك لما قبله ( اَلْحَمْدُ للّهِ‏ِ رَبّ الْعالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مالِكِ يَوْمِ الدّينِ ) ـ على الوجه الذي يجب ، وهو التأمّل القلبي ، علمت ما موقعه ، وكيف أصاب المَحزّ (3) وطبّق مفصل البلاغة ؛ لكونه منبّهاً على أنّ العبد المنعم عليه بتلك النِعم العظام إذا قدّر أنّه ماثل بين يدي مولاه ، مِن حقّه إذا أخذ في القراءة أن تكون قراءته على وجه يجد معها من نفسه شبه محرّك إلى الإقبال على مَن يحمده ، صائر في أثناء القراءة إلى حالة شبيهة بإيجاب ذلك عند ختم الصفات ، مستدعية انطباقها على المُنزّل على ما هو عليه ، وإلاّ لم يكن قارئاً .

والوجه : هو إذا افتتح التحميد أن يكون افتتاحه عن قلب حاضر ونفس ذاكرة ، يعقل فيم هو ؟ وعند مَن هو ؟ فإذا انتقل من التحميد إلى الصفات ، أن يكون انتقاله محذوّاً به حذوَ الافتتاح ، فإنّه متى افتتح على الوجه الذي عرفت ، مُجرياً على لسانه ( الحمد لله ) ، أَفلا يجد مُحرّكاً للإقبال على مَن يحمد ، مِن معبود عظيم الشأن ، حقيق بالثناء والشكر ، مستحقّ للعبادة ؟

ثمّ إذا انتقل على نحو الافتتاح إلى قوله : ( ربّ العالمين ) واصفاً له بكونه ربّاً مالكاً للخلق ، لا يخرج شيء من ملكوته وربوبيّته ، أَفترى ذلك المحرّك لا يقوى ؟

ثمّ إذا قال : ( الرّحمن الرّحيم ) فوصفه بما يُنبئ عن كونه مُنعماً على الخلق بأنواع النعم ، جلائلها ودقائقها ، مصيباً إيّاهم بكل معروف ، أفلا تتضاعف قوّة ذلك المحرّك عند هذا ؟

ثمّ إذا آل الأمر إلى خاتمة هذه الصفات ، وهي ( مالك يوم الدين ) المنادية على كونه مالكاً للأمر كله في العاقبة يوم الحشر للثواب والعقاب ، فما ظنّك بذلك المحرّك ، أيسع ذهنك أن لا يصير إلى حدّ يوجب عليك الإقبال على مولى ، شأن نفسك معه منذ افتتحت التحميد ما تصوّرت ، فتستطيع أن لا تقول : ( إيّاك ، يا من هذه صفاته ، نعبد ونستعين ، لا غيرك ) فلا ينطبق على المُنزل على ما هو عليه ؟

وأخيراً قال : واعلم أنّ لطائف الاعتبارات المرفوعة لك في هذا الفن ، من تلك المطامح النازحة من مقامك لا تثبتها حقّ إثباتها ، ما لم تمترِ بصيرتك في الاستشراف لِما هنالك أطياء المجهود ، ولم تختلف في السعي للبحث عنها وراءك كل حدّ معهود ... وعلماء هذه الطبقة الناظرة بأنواع البصائر ، المخصوصون بالعناية الإلهية المدلّلُون بما أُوتوا مِن الحكمة وفصل الخطاب .

على أنّ كلام ربّ العزّة ـ وهو قرآنه الكريم وفرقانه العظيم ـ لم يكتسِ تلك الطلاوة ، ولا استودع تلك الحلاوة ، وما أغدقت أسافله ، ولا أثمرت أعاليه ، وما كان بحيث يعلو ولا يُعلى ، إلاّ لانصبابه في تلك القواليب ، ولوروده على تلك الأساليب (4) .

وقيل ـ زيادة على ما مرّ ـ : إنّ من لطائفه التنبيه على أنّ مبتدأ الخلق الغيبة عنه سبحانه ، وقصورهم عن محاضرته ومخاطبته ، وقيام حجاب العظمة عليهم ، فإذا عرفوه بما هو أهله وتوسّلوا للقرب بالثناء عليه ، وأقرّوا له بالمحامد ، وتعبّدوا له بما يليق بهم ، تقرّباً إلى ساحة قدسه الكريم ، فعند ذلك تأهّلوا لمخاطبته ومناجاته عن حضور ، فقالوا : إيّاك نعبد ، وإيّاك نستعين (5) .
___________________
(1) المَثل السائر : ج 2 ص 170 .

(2) العوارف : جمع العارفة بمعنى المعروف . والذوارف : جمع الذارفة ، من الذرف بمعنى الانصباب .

(3) الحزّ : القطع . والمَحزّ : موضع الذبح .

(4) مفتاح العلوم ( آخر الفن الثاني من علم المعاني ) ص 95 ـ 98 .

(5) معترك الأقران : ج 1 ص 382 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .