أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2016
1819
التاريخ: 26-9-2016
2165
التاريخ: 2023-03-07
3301
التاريخ: 3-7-2019
2700
|
التآزر والتعاطف : لقد جهد الإسلام في حثّ المسلمين وترغيبهم في التآزر والتعاطف ليجعلهم أُمّةً مثاليّةً في اتّحادها وتعاضدها على تحقيق أهدافها ، ودفع الأزَمَات والأخطار عنها .
ودأَبَ على غرْس تلك المفاهيم السامية في نُفوس المسلمين ؛ ليزدادوا قوّة ومنعة وتجاوباً في أحاسيس الودّ ومشاعر الإخاء .
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح : 29] .
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة : 2] .
وكان مِن ذلك تحريض المسلمين على حُسن الجِوار ورعاية الجار ، ليُنشئ مِن المُتجاورين جماعةً متراصّة متعاطفة تتبادل اللطف والإحسان ، وتتعاون على كسب المنافع ودرء المضار ليستشعروا بذلك الدِّعة والرخاء والقوّة على معاناة المشاكل والأحداث .
ولقد أوصى القرآن الكريم برعاية الجار والإحسان إليه فقال :
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } [النساء : 36]
والمُراد - بالجار ذي القربى - الجار القريب داراً أو نسَباً - والجار الجنب - هو البعيد جواراً أو نسباً .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : كلّ أربعينَ داراً جيران مِن بين يدَيه ومِن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ) (1) .
و - الصاحب بالجَنب - الرفيق في السفر ، أو الزميل في التعليم ، أو في الحرفة .
و - ابن السبيل - المُسافر أو الضيف .
- وما ملَكت أيمانكم - الأهل والخدَم .
وناهيك في حرمة الجار وضرورة رعايته قول النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) فيه : ( ما زال جبرئيل يُوصيني بالجار ، حتّى ظننتُ أنّه سيورّثه ) (2) .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : حُسن الجوار يُعمّر الديار ، ويُنسئ في الأعمار ) (3) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) ، ( ليس منّا مَن لم يُحسن مجاورةَ مَن جاوره ) (4) .
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ما آمن بي مَن بات شبعان وجارُه جائع ، وما مِن أهل قريةٍ يبيت فيهم جائع ينظر اللّه إليهم يوم القيامة )(5).
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ يعقوب لمّا ذهب منه بنيامين نادى ، يا ربّ أما ترحمني أذهَبت عيني ، وأذهَبت ابني . فأوحى اللّه تعالى إليه : لو أمتّهما لأحييتهما لك حتّى أجمع بينك وبينهما ، ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها ، وشويتها وأكلت ، وفلان إلى جانبك صائم لم تنله منها شيئاً ) (6) .
وفي روايةٍ أُخرى قال : ( وكان بعد ذلك يعقوب يُنادي مناديه كلّ غداة ، مِن منزله على فرسخ ألا مَن أراد الغداء فليأتِ إلى يعقوب . وإذا أمسى نادى : ألا مَن أراد العشاء فليأتِ إلي يعقوب ) (7) .
حقوق الجار :
وخلاصتها أنْ يُساس الجار باللطف وحُسن المداراة ، كابتدائه بالسلام وعيادته في المرض وتهنئته في الأفراح ، وتعزيته في المصائب ، وعدَم التطلّع إلى حرمه ، والإغضاء عن هفَواته ، وكفّ الأذى عنه ، وإعانته ماديّاً إذا كان معوزاً ، وإعادة ما يستعيره مِن الأدوات المنزليّة ونصحه إذا ما زاغ وانحرف عن الخطّ المستقيم .
ومِن طريف ما يُحكى في حُسن الجوار :
( إنّ رجُلاً كان جاراً لأبي دلف ببغداد ، فأدركته حاجة ، وركِبه دينٌ فادحٌ حتّى احتاج إلى بيع داره ، فساوموه فيها ، فسمّى لهم ألف دينار ، فقالوا له : إنّ دارك تساوي خمسمِئة دينار .
فقال : أبيع داري بخمسمِئة ، وجوار أبي دلَف بخمسمِئة ، فبلغ أبا دلَف الخبَر ، فأمَر بقضاء دينه ووصله ، وقال : لا تنتقل مِن جوارنا .
فانظر كيف صار الجوار يُباع كما تُباع العقار ) .
_______________________
1- الوافي : ج 3 , ص 97 عن الكافي .
2- الوافي : ج 3 , ص 96 عن الفقيه .
3- ، 4 ، 5 الوافي : ج 3 , ص 96 عن الكافي .
6 - 7- الوافي : ج 3 , ص 96 عن الكافي .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|