أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2017
760
التاريخ: 2023-08-12
745
التاريخ: 23-9-2016
880
التاريخ: 23-9-2016
909
|
[قال النراقي :] فإذا قربت المدينة المنورة ، ووقع بصرك على حيطانها ، تذكر أنها البلدة التي اختارها اللّه لنبيه (صلى الله عليه واله)، و جعل إليها هجرته ، و انها البلدة التي فيها شرع فرائض ربه و سننه ، وجاهد عدوه ، و اظهر بها دينه ، و لم يزل قاطنا بها إلى ان توفاه اللّه و جعل تربته فيها.
ثم مثل في نفسك اقدام رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عند تردداتك فيها ، و تذكر أنه ما من موضع قدم تطأه الا و هو موضع قدمه العزيز، فلا تضع قدمك عليه إلا على سكينة و وجل ، و كن متذكرا لمشيه و تخطيه في سككها ، و تصور سكينته ووقاره ، و خشوعه و تواضعه لعظمة ربه ، و ما استودع اللّه في قلبه من عظيم معرفته و رفعة ذكره ، حتى قرنه بذكر نفسه ، و انزل عليه كلامه العزيز، و اهبط عليه روح الأمين و سائر ملائكته المقربين ، و احبط عمل من هتك حرمته ، ولو برفع صوته فوق صوته.
ثم تذكر ما من اللّه به على الذين ادركوا صحبته ، و سعدوا بمشاهدته و استماع كلامه ، و أعظم تأسفك على ما فاتك من صحبته ، و تضرع إلى اللّه ألا تفوتك صحبته في الآخرة ، و لتعظم رجاءك في ذلك ، بعد ان رزقك اللّه الايمان ، واشخصك من أرضك لأجل زيارته ، محبة له و تشوقا إليه.
ثم إذا دخلت مسجده ، فتذكر أن أول موضع أقيمت فيه فرائض اللّه تلك العرصة ، وانها تضمنت أفضل خلق اللّه حيا و ميتا ، فارج اللّه غاية الرجاء أن يرحمك بدخولك إياه خاشعا معظما ، و ما أجدر ذلك المكان بان يستدعي الخضوع من قلب كل مؤمن.
ثم إذا أتيته للزيارة ، فينبغي ان تقف بين يديه خاضعا خاشعا خائفا ، و تزوره ميتا كما تزوره حيا ، ولا تقرب من قبره الا كما تقرب من شخصه الكريم لو كان حيا ، إذ لا فرق بين ميته و حيه ، و لو وجدت التفرقة في قلبك لما كنت مؤمنا ، و لتعلم أنه عالم بحضورك و قيامك و زيارتك ، وأنه يبلغه سلامك وصلواتك .
فمثل صورته الكريمة في خيالك ، جالسا على سرير العظمة بحذائك , و احضر عظيم رتبته في قلبك ، وقد ورد : أن اللّه تعالى و كل بقبره ملكا يبلغه سلام من سلم عليه من أمته , و هذا في حق من لم يحضر قبره ، فكيف بمن فارق الأهل و الوطن ، و قطع البوادي شوقا إلى لقائه ، و اكتفى و قنع بمشاهدة مشهده المنور، إذ فاتته مشاهدة طلعته البهية و غرته الكريمة , وقد قال (صلى الله عليه واله): «من صلى عليّ مرة ، صليت عليه عشرا».
فهذا جزاؤه عليه في الصلاة عليه بلسانه ، فكيف بالحضور لزيارته ببدنه؟ , وإذا فرغت من زيارته ، فأت المنبر و امسحه بيدك ، و خذ برمانيته ، و امسح بهما وجهك و عينيك ، و تضرع إلى اللّه ، و ابتهل إليه ، و اسأل حاجتك.
وتوهم صعود النبي (صلى الله عليه واله) المنبر ، و مثل في قلبك طلعته البهية ، قائما على المنبر، و قد أحدق به المسلمون من المهاجرين و الأنصار، و هو يحمد اللّه بأفصح الكلمات و اللغات و يحث الناس على طاعة اللّه.
واسأل اللّه ألا يفرق في القيامة بينه و بينك ، و يجعلك في جواره ، و يعطيك منزلا في قرب داره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|