أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2020
1922
التاريخ: 8-7-2019
2245
التاريخ: 2024-08-09
373
التاريخ: 6-7-2020
1918
|
[قال النراقي : ] هي : هداية اللّه ، و رشده ، و تسديده ، و تأييده , و هذه الجملة مما يتوقف بعضها على بعض ، الى ان ينتهي إلى السعادة التي هي مطلوبة لذاتها.
والتوقف إما على سبيل اللزوم و الضرورة ، كتوقف سعادة الآخرة على الفضائل النفسية و البدنية ، و توقف الفضائل النفسية على صحة البدن ، او على سبيل النفع و الإعانة ، كتوقف الفضائل النفسية و البدنية على النعم الخارجة.
ووجه كونها معينة نافعة في تحصيل العلم و تهذيب الأخلاق و صحة البدن ظاهر , و اعانة الجمال في كسب الفضائل النفسية و البدنية مبني على أن القبيح مذموم ، و الطباع عنه نافرة فحاجات الجميل إلى الإجابة أقرب ، و جاهه في الصدور أوسع , و أيضا الغالب دلالة الجمال على فضيلة النفس ، لان نور النفس إذا تم اشراقه تأدي إلى البدن , ولذلك عول أصحاب الفراسة في معرفة مكارم النفس على هيئات البدن , ثم انا لا نعني بالجمال ما يحرك الشهوة فان ذلك انوثة ، بل نعني به البراءة عن العيوب و النقص و الزيادة ، وارتفاع القامة على الاستقامة ، مع الاعتدال في اللحم ، و تناسب الأعضاء ، وتناسب خلقة الوجه ، بحيث لا تنبو الطباع عن النظر إليه , و اما احتياج الفضائل الخلقية و الجسمية الخارجية إلى النعم التوفيقية فلأن المراد بالتوفيقية هو التآلف بين إرادة العبد و بين قضاء اللّه و قدره ، بشرط كون المراد و المقضي سعادة , و بعبارة أخرى : هو توجيه الأسباب نحو المطلوب.
وأما الهداية ، فلها مراتب : اولاها : الهداية العامة ، وهي إرادة طريق الخير وتعريفه , و ثانيتها : الخاصة ، و هي الإفاضات المتتالية الواردة من اللّه على بعض عبيده ، نظرا إلى مجاهدتهم.
وثالثتها : الهداية المطلقة ، و هي النور الذي يشرق في عالم النبوة و الولاية ، فيهتدى بهما إلى ما لا يهتدى إليه بالعقل.
وتوقف تحصيل كل خير و فضيلة ، كائنا ما كان ، على مساعدة القضاء و القدر، و على العلم بطريق الخير، ظاهر.
واما الرشد ، فالمراد به العناية الإلهية ، التي تعين الإنسان عند توجهه الى مقاصده ، فيقويه على ما فيه صلاحه ، و يفتره عما فيه فساده ، و يكون ذلك من الباطن , و بعبارة أخرى : هو هداية باعثة إلى وجهة السعادة محركة اليها , و قد ظهر احتياج تحصيل الخير و السعادة إليه من مفهومه.
واما التسديد ، فهو توجيه حركاته إلى صوب المطلوب و تيسرها عليه ، ليصل إليه في أسرع وقت , فالهداية محض التعريف ، و الرشد هو تنبيه الداعية لتستيقظ و تتحرك ، والتسديد اعانة ونصرة بتحريك الأعضاء إلى صوب الصواب و السداد , و قد ظهر وجه كون التسديد معينا في طلب الخير أيضا من حاق معناه.
واما التأييد ، فانه جامع للكل ، اذ هو عبارة عن تقوية امره بالبصيرة ، فكأنه من داخل ، و بقوة البطش و مساعدة الأسباب من خارج.
وتقرب منه العصمة ، وهي عبارة عن وجود الهي يسنح في الباطن ، يقوى به الإنسان على تحرى الخير و تجنب الشر، حتى يصير كمانع باطني غير محسوس يمنع عن الشر، و هو المراد من برهان الرب في قوله - تعالى-: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [يوسف : 24] .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|