أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
1917
التاريخ: 21-4-2016
2177
التاريخ: 27-3-2022
1818
التاريخ: 9-1-2016
1994
|
هل يمكن ان تنسى ذلك القلب الذي يحتضن طفلك؟
هل يمكن ان تتجاهل ذلك المهد التربوي الكبير؟
هل يمكنك ان تلغي (ام) اطفالك، ذلك الاثر الفعال في التربية؟
كلا.. لا احد يقول بإلغاء (الأم) من عملية التربية .. ولكن الغريب والمدهش، ان هنالك الكثير من الرجال يلغون الأم عمليا وعلى ارض الواقع.
والا دعنا نتساءل :
هل هنالك صورة واضحة لدور الأم في التربية عند الابناء؟
واذا كانت الصورة .. هل هنالك تحمل لهذا الدور؟
هل الرجال يعتمدون على زوجاتهم، ويعقدون الأمل على ادائهم لمسؤولية التربية؟
وكم هي نسبة الاعتماد ان وجد؟
ماذا عن الامهات في مجتمعنا الإسلامي هل هن حقا ذلك المعهد التربوي، والمدرسة الفاضلة لتنشئة الأطفال الصالحين؟
ذلك لان الطفل.. يخلق في رحم امه.. وينشأ في حضنها، ويفتح عينيه للحياة في وجهها، ويترعرع في كنفها، ويتعلم المشي على يديها، ويتعلم النطق من كلماتها واحاديثها ويعرف الامور من خلالها، ويقتدي بتصرفاتها وأخلاقها ويتتلمذ في مدرستها.
وبالتالي.. فالطفل جزء لا يتجزأ من امه، لحمه لحمها، ودمه دمها، وروحه روحها، وحبه حبها، وبغضه بغضها، وسيرته سيرتها، وافكاره افكارها.
وكيفما تكون الام.. يكون الطفل.. فان كانت صالحة نتج عن ذلك ابن صالح، وان كانت سيئة لا تنبت غير ولد السوء.
ولقد صدق من قال : (قل لي كيف زوجتك اقل لك كيف أولادك).
اذن نستطيع القول إن الأم تشكل العامل المؤثر والفعال في عملية التربية وهي ذلك السر الأكبر، فكيف يجب ان تكون؟ وماذا يجب عليك تجاهها؟ وما هي المسؤولية التي من المفترض ان تقوم بها تجاه الأبناء؟
قبل الاجابة على ذلك لنا ملاحظة :
اذا كان لا بد للأطفال أن يدخلوا في مدرسة الأم سنين طويلة فان ذلك يعني انه لا بد من الاعتناء بهذه المدرسة، ولا بد من التوجه المركز اليها، وصيانتها، وتشذيبها من المساوئ وجعلها نموذجية في المنهج والبرنامج وحسن التدريس.
وبالتالي لا يجوز تركها، بل ان اهمالها يعتبر خيانة عظمى بحق الأجيال.
او ليس جيلنا الحاضر.. هم أطفال الأمس، الذين هم نتائج صياغة الامهات السالفات؟
لا احد ينكر ان تأثيرنا في المجتمع هو نابع من تأثير امهاتنا علينا، فان كنا اليوم ـ مثلا - نصدق مع الناس، ونؤدي الأمانات إلى أصحابها، ونعمل الخير، ذلك لان امهاتنا لم تكن تكذب معنا قط ولم تخنا، ولم نكن نرى إلا عمل الخير والصلاح منهن. ومن هنا .. فلا بد من تركيز الاهتمام، وصب الجهد لتربية النساء، وخلقهن خلقا جديداً حتى يؤتين اكلهن بإذن الله عز وجل.
يقول الشاعر :
الأم مدرسة ان اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراق
وتلك مسؤولية المجتمع ومسؤولية الزوج معاً.
ونحن هنا نتطرق إلى مسؤولية الزوج وواجباته تجاه زوجته هذه الأم، التي نعقد الأمل عليها في صناعة الإنسان الصالح ومن ثم الامة المؤمنة.
فما هي مسؤولية (الأب المربي) تجاه زوجته (الأم المربية)؟
نجعل ـ هنا - بعض النقاط الهامة ، التي ينبغي لك كأب ان تلتفت اليها بالنسبة إلى ام اطفالك ، وهي كما يلي :
أولا : لا تسحق قراراتها.
تمتلك الأم هالة من القدسية والهيبة والاحترام في قلب أبنائها، وبهذا يكون كلامها مهيوباً واوامرها نافذة، ومؤثرة في نفوس الأبناء.
ولكن الذي يفسد كل ذلك هم بعض الآباء الذين لا ننعتهم إلا بالخير، هؤلاء يسحقون قدسية الأم في ابنائهم بمرور الزمن.
وذلك حينما يتعارض رأي الزوج وزوجته في امر ما .. فيضطر الزوج إلى ان يقول لابنه مثلا (اترك كلام امك .. ما عليك .. اسمع ما اقول لك أنا .. وهكذا).
قد يضطر للتفوه بهذا القول حينما يكون عازما على الخروج وطفله يريد الذهاب معه، وقد جاء حافيا، ولان الأب على عجل من امره، فانه يأمر الطفل بالخروج حافيا.. فيمتنع الطفل عن الخروج امتثالاً لوصايا امه.. لكن الاب هنا يقول له : ما عليك شيء.. تعال معي !!
فيقول الطفل : إن امي ستعاقبني!
يقول الاب : سوف اصدها عن ذلك ولا اسمح لها بالتجرؤ عليك!
وبهذا يكون الاب قد سحق قرارات زوجته ، وافقد قيمتها في نفوس أبنائه ، وذلك يعني بالتالي خروج الابناء من زمام الأم.
ثانيا : احترمها .
إن احترامك زوجتك أمام ابنائك يزيدها وزناً وأهمية بالغة تكون لها خير رأس مال، وتعطيها قوة في الشخصية، ومتانة في التأثير.
ولعل عدم احترام الزوج لزوجته وكذلك الزوجة لزوجها يعد احد ابرز الأسباب الباعثة على انحلال دور الأبوين في تربية الأبناء تربية صالحة نقية.
وعدم الاحترام ـ ايضاً - يسقط القدسية والهيبة لكل طرف أسيء في احترامه.
واحترام الزوجة أمام الأبناء يعني عدة أمور :
1ـ ان تمتنع عن الدخول في شجار معها.
2ـ ان لا تستهزئ بما تقول وتصنع.
3ـ ان لا تكيل اليها السب والشتائم.
4ـ ان لا تنتقدها إلا سراً.
5ـ ان لا تسحق قراراتها.
6ـ ان تصدقها وتحسن الظن بها.
ثالثاً : دعها تقرأ في هذا المجال.
اذا لم تجد الأم تقوم بدورها التربوي السليم فان السبب الأكبر في ذلك يرجع إلى جهل الأمهات وضحالة
ثقافتهن التربوية.
وحتى اللواتي يقرأن كتب تربية الأطفال.. فاني لا اعتقد ان قراءتهن تتجاوز خمسة كتب او اقل من ذلك
اننا نريد اعداد المرأة للتربية حتى تكون بمستوى الخبير والمستشار التربوي.
وهل هنالك من يعترض؟ لماذا اذن لا تصل الامهات إلى درجة الاجتهاد في هذا المجال؟.
ترى هل تشكو نساؤنا انعداما للوقت، ام انهن يشتكين فراغا قاتلاً في اغلب الأحيان وللأسف!!
ان هذا الفراغ الواسع الذي يسيطر على نسائنا ان لم يستغل جيدا، فانه ينقضي بسفاسف الكلام، وأتفه الأعمال، شئنا ام ابينا.. أليس كذلك؟
من هنا كان على الزوج الكريم ان يحاول اقتناء أي كتاب صالح يستعيره أو يشتريه ببعض الدراهم، ثم يأمر زوجته بمطالعته وفق رؤية واضحة ومنهاج سليم، وهدف مرسوم حتى تهتدي الطريق وتنطلق ـ لوحدها - تقرأ الكتب، وتطالع الابحاث، وتستقرئ التجارب والنظريات في هذا المجال.
ولا ضير من ان تضيف إلى رفوف مكتبتك رفاً آخر يضم الكتب التي تخص تربية الأطفال.
كما لا تنس انك مطالب بقراءتها ايضاً قبل زوجتك.
رابعاً : اتعب على تربيتها.
لا يشك احد ان المسؤول عن تربية الفتاة هو الاب والأم، ولكن ماذا لو انتقلت هذه الفتاة إلى بيت الزوجية.. حينئذ من سيكون المسؤول الأول عن تربيتها وتنشئتها كزوجة أولاً، وكأم ومربية للأبناء ثانياً؟
نحن لسنا مع اولئك القائلين إن المسؤولية تنتقل عن الاب بانتقال الفتاة إلى الزوج، فالأب يبقى مسؤولا عن ابنته، ولكن لا ننسى ان المسؤول الآخر هو الزوج، وتأتي مسؤوليته بالدرجة الأولى هنا.
ونحن نلاحظ ان الفتاة حينما تتزوج وتنتقل إلى كنف زوجها لتقضي حياتها في ظل شريك العمر.. نلاحظ ، ان الزوجة تبدا لتكون جزءا من شخصية زوجها، او تكون صورة طبق الأصل له.
وقد قيل : إن النساء على دين أزواجهن، فالزوجة المحبة لزوجها تحاول ان تقتدي بزوجها، وهي اول الناس إلى الإيمان بأفكاره ومعتقداته، واقرب المتأثرين به ايجاباً او سلباً.
ولذلك يعد من السهل على الزوج تغيير زوجته او تبديل قناعتها، وصياغتها وفق شخصية جديدة ينشئها هو.
ومن هنا فإذا أرادت ابناءً صالحين ـ قبل ذلك - يكون لزاما عليك ان تعد اما صالحة، ولن تحصل على كل ذلك ما لم تقم بتربية زوجتك.
بل وتبذل قصارى جهدك في هذا السبيل أو لا تتزوج إلا من امرأة تكون ـ انت - على ثقة واطمئنان لجدارتها على التربية السليمة.
وعلى أي حال فالزوج مسؤول عن تربية زوجته وتهذيبها من كل الصفات السيئة مثل الكذب، والحسد والغيبة، والسب والشتم، والفسق والفجور والانانية، وحب الدنيا، وارتكاب المعاصي وما إلى ذلك.
وان لم يفعل فلينتظر ابناءً يحملون هذه الصفات.. ولا ينفع حينئذ ـ نصحه وارشاده لهم.
فمهما بلغ الاب من العلم والمعرفة، ومهما بذل الجهد البالغ في التربية والتأديب لا يستطيع تربية أبنائه على الوجه الصحيح طالما لم يعير زوجته اهتماما وتركها على عواهنها دون تربية وتعليم.
ذلك بحكم تواجد الأبناء الكثير قرب امهاتهم، وسرعة تأثرهم بها وبسلوكها.
هذا بالإضافة إلى انك لو قمت بتربية زوجتك تربية صالحة فانك ـ آنئذ - تكون قد حزت على من يشاطرك مسؤولية التربية، ويتحمل قسما كبيرا منها.
ويصبح من الواجب الاكيد اعداد الام لدور التربية اذا ما كان الاب لا يستطيع التفرغ بتاتا لتربية ابنائه.
خامساً : علمها طرق التربية.
قبل ان تمارس زوجتك التربية، وأثناء قيامها بالتربية، لا بد أن تكون ـ انت - المعلم والموجه والمرشد لها.
أي يكون من الجدير بك ان تعلم زوجتك طرق التربية الصحيحة ولا تبخل عليها بما تعلم، وحين قيامها بمباشرة التربية، يحسن بك ان تكون الموجه لها، فترشدها إلى الصواب والخطأ، عن ارتكاب الأخطاء في اسلوب التربية. وبالطبع فان كل ذلك يجب ان يكون ضمن أجواء يلفها الاحترام، ويسودها التفاهم والاتفاق.
سادسا : اعطها وزنا ثقيلاً.
إن الاب الذي يأتي إلى الدار، ويسأل زوجته عن واحد واحد من أبنائه ممن اذاها، ولم يطعها ثم يعاقب كل من ارتكب جرما بحقها بأسلوبه المفضل، او يجمع ابناءه ويبدأ يحثهم على طاعة امهم، ويبين لهم حقوقها عليهم وعظمتها عند الله.. إن هذا الاب هو الزوج الرشيد الذي يعطي الوزن الثقيل لزوجته امام أبنائه.
وفيما يلي بعض الاحاديث التي تبين حقوق الام، والتي يجب أن يذكرها الاب لأبنائه.
يقول الامام زين العابدين (عليه السلام):
(اما حق امك فان تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل احد احدا، واعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي احد احدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال ان تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد، لتكون لها، فانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه)(1).
وذات يوم جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال : يا رسول الله من ابر؟ قال : امك ، قال ثم من؟ قال : امك ، قال ثم من؟ قال : أمك، قال ثم من؟ قال : اباك)(2).
ويقول الإمام الباقر (عليه السلام) :
(قال موسى بن عمران : يا رب ! اوصني ؟ قال : اوصيك بثلاث- قال : يا رب اوصني؟ قال : اوصيك بأمك، قال : يا رب اوصني ، قال : اوصيك بأمك، قال : يا رب اوصني؟ قال أوصيك بأبيك...)(3).
_______________
1ـ بحار الأنوار ج74/ص6.
2ـ المصدر السابق ج74/ص49.
3ـ المصدر السابق ج74/ص67.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|