اقتصاديات استعمال الاسمدة

على الرغم من ان الاستعمال العالمي للأسمدة مستقر نوعاَ ما الا ان هناك عدد من الدول النامية لاتزال تستعمل الاسمدة بكميات اقل من المطلوب، ولذا لايزال السماد يشكل المحدد لإنتاجية المحاصيل وللربحية. ولملاقاة متطلبات الغذاء العالمي في الخمسين سنة القادمة فان زيادة الانتاجية الزراعية تتطلب زيادة في المدخلات لاسيما الاسمدة. ومع المستويات العالية من الاسمدة المطلوبة فان من المهم ان تكون كفاءة استعمالها عالية لاسيما وان الانتاج العالي للمحاصيل يمثل الفرصة الاهم في تقليل كلفة الانتاج على اساس الوحدة السمادية. وللحصول على انتاج معين فان على المستثمر او المزارع التحكم بالمدخلات من الاسمدة والمكائن و.... ومع ان الاستعمال الفعلي للمدخلات يعتمد على الكلف النسبية والعائدات وهذه تتغير من سنة لأخرى وبشكل متصاعد تدريجياَ. وعلى الرغم من ان كلف الاسمدة هي الاخرى في تغير وتصاعد مع الزمن الا انها وبشكل عام اقل نسبياَ من الارتفاع الحاصل في كلف المدخلات الاخرى. من الجهة الاخرى فان اسعار المخرجات او العائدات لم ترتفع بما يوازي الارتفاع في الكلف للمدخلات وهذا يتطلب من المستثمر الحصول على افضل انتاجية من خلال استعمال كفوء لكل المدخلات ومنها الاسمدة والمصلحات.

مستوى الانتاج وكلف الانتاج:

الممارسات التي تزيد من الانتاج لكل وحدة ارض تقلل الانتاج لكل وحدة محصول. اذ ان الكلف لتحضير الارض والحراثة والنبات لمحصول ذا انتاج واطئ هي ذات الكلف لمحصول ذا انتاج عالي. والمدخلات لتحسين الانتاج ترفع من كلف الانتاج الكلية لوحدة المساحة الا انها تخفض وتقلل الكلف لوحدة الانتاج وتزيد من الربح الصافي. الارض والمباني واليد العاملة كلها تكون في الاساس ثابتة (كلف ثابتة) وتحدث بغض النظر عن كمية الانتاج. الكلف المتغايرة هي التي تختلف مع الانتاج وتتضمن الاسمدة والمبيدات والحصاد والنقل.

وهناك عدد من الممارسات الادارية التي تساهم في زيادة الانتاج فضلاَ عن الاسمدة وهي:

* التوقيت: التوقيت مهم في الحراثة والزراعة واضافة الاسمدة والسيطرة على المحددات البايولوجية من امراض وحشرات وموعد الحصاد والجني.

* موعد الزراعة: تأخير موعد الزراعة عن الموعد المثالي يمكن ان يقلل الانتاج بمقدار 50-25 كغم للهكتار لكل يوم تأخير لمحاصيل مثل الذرة الصفراء وفول الصويا.

* السيطرة على الحشرات والامراض: التشخيص المبكر يسمح لإضافة المبيدات الفعالة والمكافحة المطلوبة.

* اختيار الصنف: اختيار الصنف والهجين الجيد يمكن ان يؤثر بالإنتاج والربحية.

* كثافة الزراعة (عدد النباتات في وحدة المساحة): اختيار الكثافة المناسبة يكون مهم لتحقيق الانتاجية المطلوبة.

* الدورة الزراعية: الدورة السليمة والمناسبة تقلل من الامراض والادغال ومشاكل الحشرات وتحسن من بناء التربة وخصوبة التربة وبالتالي تزيد من الانتاجية والربحية.

* الحراثة المناسبة وبما يتلاءم مع ظروف التربة والمناخ ممكن ان تؤدي الى زيادة جاهزية الماء ونمو الجذور والانتاجية.

سعر السماد:

من المهم عند اختيار السماد ان يتم حساب السعر على اساس قيمة العنصر المغذي وليس على اساس اخر. مثال ذلك اذا كان لدينا سمادان احدهما 20-20-10 ((K₂O-P₂O5-N  بسعر 250 الف دينار للطن الواحد وسماد اخر تركيبته 10-10-5 بسعر 150 الف دينار للطن فان السماد الاول يكون ارخص على اساس اننا نحتاج الى طنين من السماد الثاني كي نحصل على الكمية نفسها التي يجهزها طن من السماد الاول. بتعبير اخر كلفة السماد الثاني ستكون 300 الف دينار لتعطي كمية العناصر الموجودة في السماد الاول وبسعر 250 الف.

مثال اخر اذا كان لدينا سماد يوريا (46% N) بسعر 200 الف دينار للطن وسماد كبريتات الامونيوم (21% (N بسعر 100 الف دينار للطن فان سماد اليوريا يكون ارخص على اساس كلفة الكلغم من النتروجين وكما يأتي:

الطن من سماد اليوريا يحوي على 460 كغم من عنصر النتروجين N وهذا يعني ان سعر الكيلوغرام من N يكون 200000 / 460 = 435 دينار

اما بالنسبة لكبريتات الامونيوم

الكيلوغرام من n يكون 100000 / 210 = 476 دينار

وهذا يعني ان سعر اليوريا هنا ارخص.

المخلفات الحيوانية:

الفائدة المرجية من إضافة المخلفات تتجاوز كونها مصدراَ للعناصر المغذية المختلفة فحسب وانما مصلح للتربة لدورها في تحسين الخواص الفيزيائية للتربة من تحسين بناء التربة وتحسين العلاقات المائية وزيادة جاهزية العديد من العناصر المغذية. ومع هذا يجب ان تراعى كلف النقل ومحاولة تقليلها عن طريق تخمير الأسمدة الحيوانية او إعطاءها الفرصة للتحلل وهنا ستكون ارخص في كلف النقل ومفيدة بشكل مباشر للمحاصيل. ومع هذا الكلف والجدوى الاقتصادية مع اهميتها الا ان الاضافة للمخلفات تكون ضرورة لبعض الترب المتردية في خواصها الفيزياية (عبد الرسول 2007).