المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Martha’s Vineyard
2024-01-01
الحجب في الارث
23-5-2017
تعيين نقطة النهاية بصرياً (Visual end point)
2024-02-04
كيف يمكن تعيين موضع برج جرم في السماء؟
26-2-2022
الكفاءة التحليلية والعوامل المؤثرة عليها
2024-04-30
الامتثال للقرآن الكريم
2023-02-19


عبادة الامام الرضا و تقواه  
  
4149   09:39 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج1 , ص43-45.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

من ابرز ذاتيات الامام الرضا (عليه السّلام) انقطاعه الى اللّه تعالى و تمسكه به و قد ظهر ذلك في عبادته التي مثلت جانبا كبيرا من حياته الروحية التي هي نور و تقوى و ورع يقول بعض جماعته: ما رأيته قط إلّا ذكرت قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] ,‏ و يقول الشبراوي عن عبادته: إنه كان صاحب وضوء و صلاة و كان في ليله كله يتوضأ و يصلي و يرقد و هكذا الى الصباح‏ .

لقد كان الامام (عليه السّلام) اتقى أهل زمانه و اكثرهم طاعة للّه تعالى اسمعوا ما يرويه رجاء بن أبي الضحاك عن عبادة الامام و كان المأمون قد بعثه الى‏ الامام ليأتي به الى (خراسان) فكان معه من المدينة المنورة الى مرو يقول: و اللّه ما رأيت رجلا كان اتقى للّه منه و لا اكثر ذكرا له في جميع أوقاته منه و لا أشد خوفا للّه عز و جل كان اذا أصبح صلى الغداة فاذا سلم جلس في مصلاه يسبح اللّه و يحمده و يكبره و يهلله و يصلي على النبي و آله (صلّى اللّه عليه و آله) حتى تطلع الشمس ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار ثم يقبل على الناس يحدثهم و يعظهم الى قرب الزوال ثم جدد وضوؤه و عاد الى مصلاه فاذا زالت الشمس قام و صلى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو اللّه أحد و يقرأ في الأربع في كل ركعة الحمد للّه و قل هو اللّه أحد و يسلم و في كل ركعتين يقنت فيهما في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ثم يقيم و يصلي الظهر فاذا سلم سبح اللّه و حمده و كبره و هلله ما شاء اللّه ثم يسجد سجدة الشكر و يقول فيها مائة مرة شكرا للّه فاذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد للّه و قل هو اللّه أحد و يسلم في كل ركعتين و يقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع و بعد القراءة ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين و يقنت في الثانية فاذا سلم قام و صلى العصر فاذا سلم جلس في مصلاه يسبح اللّه و يحمده و يكبره و يهلله ثم يسجد سجدة يقول فيها: مائة مرة حمدا للّه فاذا غابت الشمس توضأ و صلى المغرب ثلاثا باذان و اقامة و قنت في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة فاذا سلم جلس في مصلاه يسبح اللّه و يحمده و يكبره و يهلله ما شاء اللّه ثم يسجد سجدة الشكر ثم يرفع رأسه و لا يتكلم حتى يقوم و يصلي اربع ركعات بتسليمتين يقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة و كان يقرأ في الأولى من هذه الأربع الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو اللّه أحد ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء اللّه حتى يمسي ثم يفطر ثم يلبث حتى يمضي من الليل قريب من الثلث ثم يقوم فيصلي العشاء و الآخرة اربع ركعات و يقنت في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة فاذا سلم جلس في مصلاه يذكر اللّه عز و جل و يسبحه و يحمده و يكبره و يهلله ما شاء اللّه و يسجد بعد التعقيب سجدة الشكر ثم يأوي الى فراشه.

و اذا كان الثلث الأخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح و التحميد و التكبير و التهليل و الاستغفار فاستاك ثم توضأ ثم قام الى صلاة الليل فصلى ثمان ركعات و يسلم في كل ركعتين يقرأ في الأولين منها في كل ركعة الحمد و ثلاثين مرة قل هو اللّه أحد.

و يصلي صلاة جعفر بن أبي طالب اربع ركعات يسلم في كل ركعتين و يقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع و يحتسب بها من صلاة الليل ثم يصلي الركعتين الباقيتين يقرأ في الأولى الحمد و سورة الملك و في الثانية الحمد و هل اتى على الانسان ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قل هو اللّه أحد ثلاث مرات و يقنت في الثانية ثم يقوم فيصلي الوتر ركعة يقرأ فيها الحمد و قل هو اللّه أحد ثلاث مرات و قل اعوذ برب الفلق مرة واحدة و قل اعوذ برب الناس مرة واحدة و يقنت فيها قبل الركوع و بعد القراءة و يقول في قنوته: اللهم صل على محمد و آل محمد اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت و بارك لنا فيما اعطيت و قنا شرّ ما قضيت فانك تقضي و لا يقضى عليك انه لا يذل من واليت و لا يعز من عاديت تباركت و تعاليت ...

ثم يقول: استغفر اللّه و أسأله التوبة سبعين مرة فاذا سلم جلس في التعقيب ما شاء اللّه و اذا قرب الفجر قام فصلى ركعتين الفجر يقرأ في الأولى الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو اللّه أحد فاذا طلع الفجر اذن و اقام و صلى الغداة ركعتين فاذا سلم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس ثم سجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار ... .

لقد عرض هذا الحديث بالتفصيل الى صلاة الامام الرضا (عليه السّلام) المفروضة و نوافلها و ما يقرأ فيها من سور القرآن الكريم و التعقيبات التي يؤديها و معنى ذلك أنه كان في اغلب اوقاته مشغولا بعبادة اللّه تعالى.

لقد سرى حب اللّه في قلب الامام و تفاعل في عواطفه و مشاعره حتى صار عنصرا من عناصره و ذاتيا من ذاتياته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.