المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



معرفة الله تعالى  
  
999   08:11 صباحاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 294
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / النظر و المعرفة /

[إن] ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ، ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻟﺜﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻷﻥ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﻖ ﻟﻴﺲ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﺒﻄﻞ. ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺪ [العاقل] ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻨﺘﻘﻼ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﻣﻦ ﺻﻐﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺮ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺇﻻ ﺍﺳﺘﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻳﺮ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺀ. ﻭﻳﺠﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻄﻌﻮﻡ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ، ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻖ ﻟﻬﺎ... ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻬﺎ.

ﻭﻳﺠﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺣﺎﺩﺙ، ﻭﻛﻞ ﺣﺎﺩﺙ ﻓﻠﻪ ﻣﺤﺪﺙ ﺿﺮﻭﺭﺓ. ﺛﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﺃﻭﺻﺎﻓﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﺒﺪﻋﻬﺎ ﻣﺨﺘﺎﺭ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﺒﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻟﺪﺍﻣﺖ ﺑﺪﻭﺍﻣﻪ، ﺇﺫ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻝ، ﻭﻓﻲ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻭﻋﺪﻣﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺟﺪ. ﺛﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺤﻜﻤﺎ ﻣﺮﺗﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺇﻳﻘﺎﻋﻪ، ﻛﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻊ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻬﺎ، ﻓﻴﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺎﻟﻢ. ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﻭﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ.

ﻓﺎﺋﺪﺓ :

ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺒﻴﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺒﻴﻨﺎ ﻳﺼﺢ ﻣﻊ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺤﻜﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺫﺍﺗﺎ ﻣﺘﺤﻘﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻮﺻﻒ، ﻭﻻ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﻷﻣﺮ. ﺛﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺪﺙ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺰﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻗﺒﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﺗﺴﻠﺴﻠﺖ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﺗﻮﺟﺒﻬﺎ ﻟﻪ، ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻷﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ.

ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻤﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮﺓ، ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﻤﻴﻌﺎ ﺑﺼﻴﺮﺍ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺼﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺎﺕ ، ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺻﻔﺘﻪ، ﻭﻣﺮﻳﺪﺍ ﻷﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺣﻜﻤﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻣﺮ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ، ﻭﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻃﺐ ﺑﻌﺾ ﺭﺳﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ، ﻻ ﺑﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﺁﻻﺕ، ﻭﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺟﻬﺎﻟﺔ.

[و] ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪﻳﻢ. ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺪﺙ، ﻭﺗﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻻﺕ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﻳﻢ. ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻋﺮﻑ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﺴﻤﺎ ﺃﻭ ﻋﺮﺿﺎ ﺃﻭ ﺣﺎﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺘﺼﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺎﺩﺙ، ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪﻳﻢ. ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ، ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﺎﻥ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻓﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻥ ﺗﻤﻴﺰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﻤﺎ ﺑﻪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻭﻣﻤﺎ ﺑﻪ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺇﻻ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻛﺒﺎ. ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﻋﺮﺽ، ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺭﺋﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻬﻮ ﺟﺴﻢ ﺃﻭ ﻋﺮﺽ، ﻭﺇﻥ ﺭﺋﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺟﻬﺎﻟﺔ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] ﻭﻟﻦ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻷﺑﺪ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﺁﺣﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻣﻮﺳﻰ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻻ ﻳﺮﺍﻩ.

[ و] ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻼﺏ ﻧﻔﻊ ﻭﻻ ﺩﻓﻊ ﺿﺮﺭ، ﻷﻥ ﺍﺟﺘﻼﺏ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺼﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻻ ﺗﺼﺢ ...[إلا على] ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.